العالم بين ثلاث قمم… أمريكا تنحسر
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أيام حافلة يعيشها العالم، ترتسم فيها معالم جديدة نوعية، وتتغير التحالفات، والتوجهات والاوزان..
في كندا عُقدت قمة السبع، وانفجرت بتغريدة صبيانية، فما بلغته أمر طبيعي مع ترامب وتغريداته، فالذي يقيل وزراءه ويغير في بلاده عبر توتير، لا شيء يمنعه من أن يطلق رصاصاته القاتلة على ماضي امريكا وتحالفاتها عبر تغريده، ولو استفزّت المتضررين وقالوا بالرئيس واجراءاته كل ما يقال من سوء، فقد سبقهم الامريكيون ولم يؤثروا..
اعلن ترامب انهاء قمة السبع، واطلق الحرب التجارية والاقتصادية على كندا والاتحاد الاوروبي، وتطاول كثيرا على المانيا وقرر ان من واجباتها ان تدفع لامريكا وإلّا.. هكذا هي السياسة الامريكية الجديدة: إما ان تدفع او نتركك لشأنك، ومن يستطيع فليعش…
في الصين عقدت قمة شانغهاي، وكانت على درجة عالية من الرزانة والجدية، والسعي من اجل عالم جديد، يقوم على التبادلات والمصالح والاعتراف بقيم الامم والشعوب وحقوقها، فخرجت شانغهاي بالمزيد من الرؤى المستقبلة، وأسست عناصرها، فزيادة التبادلات بالعملات الوطنية ردٌّ كاسرٌ على ترامب وسياسته للجباية من العالم تحت التهديد، وكذا الانماء والتطوير وربط العالم بشبكة من وسائط التواصل والنقل لتصير آسيا قلب العالم وقمته، ولكسب اوروبا والدول الهاربة من ضربات ترامب العدوانية والشعوائية..
غدا تكتمل قمة النوويين، ترامب، وكيم، فالمنطقي القول أن قمة كندا وقمة شانغهاي كانت بمثابة التقديم والتحضير لهما، والبروفا لما ستصير عليه نتائج قمة سنغافورة…
كيم مستند الى شانغهاي وما حققته من قفزات، وما أثبتته من قدرة لسدّ فراغ امريكا المتداعية والمنسحبة من العالم، وقمة كندا أكدت أن ترامب يأتي الى القمة منفردا، مرذولا، وقد انفضّت من حوله اوروبا او هي بصدد، وله ازمات مع كندا والمكسيك والبرازيل تتحضر لردّ الصفعة لامريكا، وفي امريكا الجنوبية والكاريبي سدّدت فنزويلا بانتخابها مادورو اللكمة الاولى، والآتي اعظم..
كيم أثبت وأقوى ويستند الى قوة عسكرية روسية واقتصادية صينية هائلة القوة، وعارف ما يريد، وقد حقق مكاسب جمة بمجرد ان جلب ترامب الى سنغافورة ليجتمع به ولم يذهب كعادة الاسر والممالك والرؤساء المستعربين الى واشنطن ليعرض عليهم البائع ترامب كتالوغات الاسلحة التي ثبت فشلها وتقادمها في سوريا…
ايران التي اصبحت عضوا في شانغهاي والصين وروسيا اكبر الكاسبين من القمم الثلاث، وعرب المقاومة في صدارة المستفيدين.