بري: الانهيار بأسابيع لا أكثر… هل تكون حكومة؟ وهل يكون انهيار؟؟
هيئة تحرير التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لم يكفِ الرئيس بري وفخامة الرئيس عون والبطريرك وكلّ من يعرف ويتعامل في السوق الاقتصادي الاجتماعي والمالي، بما في ذلك خبراء ودوريات عالمية، إلّا وقدّم تحذيرات ورصد إشاراتٍ واضحةً عن احتمالات الانهيار الاقتصادي والمالي…
الرئيس بري أحد أهمّ مفاتيح النظام اللبناني، ومدوّر الزوايا، والركن الركين في الطبقة السياسية، والعارف بألاعيبها وطبائعها وأوزانها، والمسؤول مباشرةً عن وزارة المالية منذ زمنٍ ليس بقليل..
أن يقول كلامه للعامّة، بعد أن قاله، وقاله وسرّبه ونقله من حضر إليه وحضر مجالسه، يعني أنّ علينا أن نصدّق أنّ البلاد على عتبة انهيار، وأن يحدّد أسابيع قليلة يعني أنّنا في حالة الانهيار وقد تجمّعت وتحقّقت كلّ شروطه وأسبابه، فالأسابيع في علوم السياسة تعني أياماً وبالأحرى تعني لحظات، وفي العادة، يمكن لأيّ عارفٍ أن يلتقط مؤشرات الانهيار لكن ليس بالضرورة أن يستطيع تحديد الوقت بدقّة، والأسابيع بكلّ حالةٍ تعني قريبةً جدّاً فأيّام الأزمات وأزمانها تمرّ مسرعةً كالبرق..
وما الخيارات المتاحة؟؟ هل تكون الحكومة هي السر؟؟
من المحتمل أنّ كلام بري يتقصّد به تخويف الطبقة السياسية لتخفيف شروطها المتبادلة، فلا تعود وزارة وازنة أو غير وازنة مهمّة بل المهم الدولة والكيان والنظام والاستقرار.. لكنّ بري الموصوف بأنّه مهندس اللحظات الصعبة، كان له ويستطيع أن يلزم الجميع بتقديم التنازلات، أو هو يقدّم تنازلاتٍ من حصة الكتلة الشيعية لإخراج البلاد من الخطر، وكان قد فعلها سابقا ومرات…
الامر إذاً أبعد من التحفيز على تشكيل الحكومة، وإلزام الفرقاء التسريع بتقديم تنازلات متبادلة، ما يعني أنّ تحذير بري معطوفا على كلّ ما كان قيل ونشر، هو بمثابة تعليق الجرس، وقرعه بقوة، ورفع المسؤولية، فالرئيس بري كأنه يقول؛ اللهم اشهد أنّي قد بلّغت..
وبرغم التحذير ما زال القوم يلهون، فالرئيس المكلّف يعاكس السير، والسباحة عكس التيار بطولة، أمّا القيادة بعكس السير فهي الحماقة بذاتها، فيذهب إلى الأمير محمد بن سلمان معلناً الوقوف إلى جانبه، والأمير في أسوأ حالاته، وأكثر الآراء الموالية له تتوقّع رحيله قريبا تحت ضربات أزمة “نشر” وتقطيع الخاشقجي ومسؤوليته المباشرة عنها، وقد تمّ تداول الروايات والوقائع على أنّ الأمير نفسه وعدّته للنشر كانت قد اقتربت من جسد رئيس الحكومة المكلّف يوم تمّ احتجازه وضربه والتعدي الجسديّ عليه، لولا موقف السيد حسن نصر الله وفخامة الرئيس ودولة رئيس مجلس النواب…
هل تستقيم الأمور مع هكذا رئيسٍ مكلّف يقود كعادته عكس السير، برغم كل التحذيرات من خطر الانفجار..!!؟؟
وفي حال لم تتشكل الحكومة في الايام القليلة القادمة، فإن على كل العقلاء انتهاز الفرصة الأخيرة والوحيدة لسحب الثقة من الحريري، الامر الذي يعتبر واجب الاكثرية الداعمة للمقاومة في مجلس النواب، ومن ثم اختيار الرجل المناسب لتكليفه بتشكيل الحكومة على أن يكون قراره رهناً بوطنيته وحاجة لبنان بعيدا عن الاملاءات الخارجية، وأن يكون مؤمناً بالثلاثية الذهبية وأهمية العلاقات مع سوريا….