Featuredمواقف في المواجهة

في ذكرى انطلاقة الثورة الجزائرية

صادر: 13150/م

دائما نسمع عن وعد بلفور، ويزداد عمر نكبة الشعب الفلسطيني وفلسطين بالسنين، فيقال عمر النكبة الفلسطينية خمسون وستون وسبعون… وكأنهم يقولون أنّ القضية الفلسطينية كبرت وشابت وهرمت وربما هي على وشك الموت.

ونحن دائما نردّد بأنّ قضايا الشعوب لا تموت كما انها أكبر من الزمن .

والدليل: القضية الجزائرية وشعبها البطل المقاوم الذي اعتمد خيار المقاومة طيلة 132 عام حتى تحرير آخر شبرٍ من تراب الجزائر من الاحتلال.

نحن أقوياء وقادرون على صناعة المتغير على مساحة وطننا والأمة، بشرط اعتماد خيار دعم المقاومة كخيارٍ استراتيجيّ في وجه كافة التحديات .

نحن قادرون أن نمضي قدماً نحو التحرّر وبناء سيادةٍ كاملةٍ واكتفاءٍ ذاتيّ لأننا نملك كلّ المقومات التي تخولنا أن نحقّق هذا الاستقرار والازدهار، كما أنّ أمّتنا العظيمة الولّادة للرجال العظماء، ومنهم الزعيمين الراحلين الرئيس أحمد بن بله والرئيس هواري بومدين.

في 5 يونيو 1967، وبعد استقلال الجزائر بخمس سنوات، وأثناء الحرب التي شنّتها “إسرائيل” على مصر، اتصل الرئيس عبد الناصر بالرئيس هواري بومدين هاتفياً قائلاً: “لم يبقَ من أسطول مصر طائرةٌ واحدةٌ سليمة، أرجو أن تُرسل لي بعض الطائرات”….

فأجابه بومدين: “كلّ ما تملكه الجزائر سبع  وأربعون طائرةَ حربية، هي لك، أرسل طيّارين مصريّين لاستلامها لأنّ الطيارين الجزائريين ما زالوا في بداية تدريباتهم”..

في اليوم التالي طلب السفير الأمريكي في الجزائر مُقابلة الرئيس بومدين لتبليغه رسالةً من الرئيس الأمريكي. وحين استقبله بومدين، قال السفير الأمريكي: “لقد كلّفني الرئيس الأمريكي أن أنقل إليكم بأن حكومته لا تنظُر بعين الارتياح إلى إرسال الجزائر لطائرات حربية لعبد الناصر “.

فأجابه بومدين بتلك الأنفة التي صنعت أسطورته: “أوّلاَ، انتهى ذاك الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر والبلدان الصغيرة تُطيع… ثانياً، انتهى وقتُ المقابلة !”.

لا ينسى له التاريخ أيضاً موقفه القوميّ، عندما احتاجت مصر لتجديد عتادها العسكري بعد نكسة 1967، فقد سافر مع الزعيم عبد الناصر رحمهما الله إلى الاتحاد السوفييتي، يومها قال بومدين للروس “كلّ ما تطلبه مصر من سلاحٍ يُعطى لها وتُرسل الفاتورة الى الجزائر “.

رحم الله الرئيسين هواري بومدين وأحمد بن بله، والخلود للجزائر المقاوم…

د.يحيى غدار

أمين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى