Featuredالتحليل اليومي

أين سيحاول ترامب بعد فشله في فنزويلا… هل تصبح تركيا بؤرة الاشتباك والتوتر؟

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

ناور ترامب للتغطية على الهزيمة في سوريا وقرار الانسحاب غير المستحب من دولة الامن القومي والكيان الصهيوني، فافتعل أزمةً عاصفةً في فنزويلا، وحاول بطريقة عنترية وعبر “تويتره” أن يقود انقلاباً على الشرعية والدولة الفنزويلية، فدفع بسياسيٍّ شابٍّ هاوٍ بلا خبرة أو تجربة، وصل إلى الجمعية الوطنية صدفةً وورّطه ليعلن نفسه رئيسا بصورة كاريكاتورية، فسارعت واشنطن للاعتراف برئاسته دون أيّ سندٍ قانوني أو شرعي أو شعبي، واستولت عبره على أكثر من ثلاثين مليار دولار هي استحقاقات وودائع فنزويلا في المصارف وديونها على الشركات النفطية.

أدارت فنزويلا وقيادتها الثورية الأزمة بحكمةٍ وهدوء أعصاب وأحكمت استراتيجيات الدفاع وكسبت الرأي العام وأفشلت مشروع ترامب، وعرّته أمام الشعوب وعندما لاحت الفرصة للانتقال إلى الهجوم بدأته بطريقةٍ متقنةٍ، وعبر وسائط وإجراءات قانونية شرعية متكاملة، فأسقطت المؤسسات الدستورية عضوية الرئيس “الكراكوز” المصنوع أمريكياً، وبدأت حملة اعتقالات ومطاردة لفريقه لفسادهم وخيانتهم الوطنية وولائهم للخارج، كما خاضت نضالا دبلوماسيا في أمريكا اللاتينية والكاريبي وحققت محاصرةً للانقلابية الامريكية وبدأت لتوها جهدا دبلوماسيا عربيا وإسلاميا من بوابة بيروت التي زارها وزير الخارجية والتقى المسؤولين وفخامة الرئيس، برغم انخراط رئيس الوزراء بالانقلاب الأمريكي ضدّ السلطة الشرعية وامتناعه عن لقاء الوزير الضيف ضارباً مرة اخرى بعرض الحائط قرار لبنان النأي بالنفس، وهكذا تتكشّف حقيقة أنّ النأي بالنفس عندهم لا يُلزم إلّا الفريق الوطني والسيادي أمّا رئيس الحكومة وفريقه فمنخرطون حتى الاقدام في مخططات ومشاريع أمريكا ليس في سوريا وفلسطين والعراق ومع ايران فحسب بل وفي امريكا اللاتينية والكاريبي ايضا.

افتعال ترامب للأزمة في فنزويلا كرّس حقائق جديدة وعمّقها وجعل منها حاكمةً في التحوّلات العالمية وليس فقط العربية ومن بوابة سوريا، فروسيا والصين حسمت أمرها على غير سوابقها ولم تطل فترة المراوحة والدرس لاتخاذ القرار، فأرسلت روسيا قوةً عسكريةً محترفة، وكذا فعلت الصين وأعلنت الدولتان أنّهما لن تسلما لأمريكا في فنزويلا ومستعدتان للقتال إن وجب الامر في حالةٍ نادرةٍ أقلّه للصين التي لم تخرج خارج سورها العظيم إلّا في نتائج ومسارات الحرب العالمية العظمى التي ينتصر فيها الجيش الاسطوري العربي السوري وحلفه.

موازين القوى العملية وتجلياتها تعكس تحوّلاتٍ جوهريةً في القوى العالمية تصبّ في طاحونةٍ واحدة؛ أمريكا لم تعد سيّدةً تقرّر وتفعل ما تريد في أيٍّ من الميادين والساحات أو القارات، فحتى قارّتها الخلفية ومصدر تحوّلها الى امبريالية استعمارية باتت مغلولة اليد فيها، وغير قادرة على فعل ما تريد، فالقوات الروسية والاقتصاد الصيني بات هجوميا في مطاردة امريكا.

قد تلوذ واشنطن بالاعتماد على عصابات مسلحة، وعلى شركات مرتزقة في فنزويلا لكنها ستخسر حكما ومؤكدا فكل ادواتها وخططها سبق ان عانت منها امريكا اللاتينية وهزمت امريكا فيها…

يتأكد من فنزويلا ان العالم يتغير وان زمن امريكا أفل، أَقَبِلَ هذه الحقيقة الساجدون لسيدهم في البيت الابيض أم رفضوا، فواقع الحال ونتائج الحروب والمعارك هي الفاصلة وليست ترهات وأوهام القابعين في عقولهم العتيقة…

هل تصبح تركيا هي هدف ترامب لخلق الازمات الجديدة ليتلهى بها من يحاول منع انسحابيته وعودته الى “امريكا أولا” شعاره المحبب….

أسابيع وتتضح الصورة، وأغلب الظنّ أن تركيا أردوغان وقعت في الفخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى