Featuredالتحليل اليومي

ثورة ناصر في ذكراها تبقى منارة وخيار الأمّة الأوحد لا بديل عنها..

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

بينما حلّت الذكرى السنوية للثورة الناصرية بما هي ثورة ضباط أحرار أصحاب تجربة وخبرة ومشاركين في الحروب مع الكيان الصهيوني والعدوان الثلاثي، ومن أبناء الريف وممثّلي غالبية الشعب المصري، شهود حقّ على ما كانت عليه مصر والعرب من تخلّف وولاء الزعامات والحكام للمحتلين، وتفريطهم بفلسطين، وبقيم وحقوق الامة، فثاروا لإيمانهم بالشعب وبالأمة وبحقها في أرضها ووحدتها وسيادتها وجغرافيتها وثرواتها، ومن حق الشعوب أن تنعم بالخيرات وأن تحصل على العلم والصحة وشروط الحياة اللائقة، نجد أنفسنا اليوم وفي عموم العرب وإقليمهم بأشد الحاجة لامتشاق التجربة والتعلم منها والثقة بأنّ في الأمة والشعوب خيرا، وفيها من يحنّ عليها ومن يسعى ويعمل ويبذل كل الجهد لنصرتها واستعادة فلسطين والقدس عربية، حرة وسيدة ومتفاعلة مع أمّتها وشعوب الإقليم والعالم.

فالثورة الناصرية ثورة الضباط الأحرار، هي ثورة بكل معاني ودلالات الكلمة، وليست انقلابا أو تبديلا لفريق في السلطة لتلبية مصالحه أو مصالح الخارج على حساب من كان، والقائد الخالد جمال عبد الناصر من صنف الرجال الذين لا تنتج الأمم منهم بالدزينات، وان تعرضت الثورة وتتعرض حتى اللحظة لحملات التشهير والتطاول وتوصيفها بما هي ليست فيه، فذلك جهد انتظم منذ الساعات الاولى للثورة واطلاقها مشروعا ثوريا تحرريا في بناء مصر ونهضتها واستنهاض الامة وتمكنها من ثرواتها وقد جاوزت ما سعت إليه وجعلت من مصر قائدة للأمة ومجددة لأمجادها كدولة محورية، وزعيم الامة محوري بين أترابه في تشكيل تكتل عالمي “عدم الانحياز” كاد يوازي الامبراطوريتين اللتين ورثتا النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وشكلت الظاهرة المصرية وما حققته في البناء، والتنمية، والسيادة، واستنهاض الشعوب والأمم، في ظاهرة لا تقل شأناً عما قدمته الثورات الكبرى في تاريخ البشرية فحفزت الامم والشعوب في امريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا على الثورة والانتفاض والتمكن من مصائر شعوبها وكانت من علامات الازمنة وحقائقها الابدية التي لا تنسى او تصفى.

وللثورة ولناصر دور محوري حتى اللحظة في تكريس خيار الامة في المقاومة ومنع التطبيع ورفض الخيانة، وما زالت كلماته تملأ السماء وتحفز الشباب على الحراك وعلى احتلال الميادين والانتفاض، وعلى نهجه خطت المقاومة خيارها وحققت انتصاراتها الاعجازية والإلهية فقولته ثابته وحافزة: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” وهذه قوة الشعوب والمقاومة تحقق ما سعى إليه، أمّا شعارات قمة الخرطوم: “لا صلح لا تفاوض لا اعتراف” فتعود اليوم سائدة وفاعلة في إسقاط مشروع تصفية القضية الفلسطينية بالتطبيع والاعتراف وتمرير صفقة القرن…

جمال عبد الناصر القائد الخالد سيبقى بسيرته ونمط حياته وبميثاقه وبما حققته مصر على يده، منارة اجيال الامة وحوافز تجديد روحها المتوثبة لمزيد للنهوض والتشبث بخيارات المقاومة بما هي تعبير عن طبائع الامة والتزاماتها وتجديد انها أمة المقاومة التي لم ولن ترفع راية بيضاء ويتجدد الوعد بأن تستعاد فلسطين والقدس وبالقوة، قوة التصميم والارادة والسعي وقوة السلاح وأبطاله ومجاهديه…

تبقى الناصرية أهم تجربة في تاريخ مصر والعرب وفي تواريخ امم وشعوب العالم الحرة وستستمر كمنارة ينهل منها المقاومون والثوريون والتحرريون وينتصرون على دربها وبتجربتها الفذة وبالتفاعل مع نموذجها وما حققت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى