الوزير المعلم يلتقي غوتيريش ورئيس وزراء التشيك ووزيري خارجية إيران وسلطنة عمان على هامش الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة
واصل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم يوم أمس لقاءاته التي يجريها على هامش أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحث الوزير المعلم مع انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة التطورات السياسية والميدانية على الساحة السورية والتطور السياسي المهم الذي حصل مؤخرا والمتمثل في تشكيل لجنة مناقشة الدستور وأهمية الاستمرار في مكافحة الإرهاب وتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن بالإضافة إلى الدور الذي يمكن للأمم المتحدة القيام به كميسر لحل الأزمة في سورية.
وأكد الوزير المعلم خلال اللقاء التزام سورية بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور وهو ما كان جلياً في الاجتماعات المتعددة التي عقدها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية والتي خلصت إلى إنشاء اللجنة مشدداً في هذا الصدد على أنه لكي تنجح اللجنة في عملها وتصل إلى النتائج المتوخاة من تشكيلها فإنها يجب أن تعمل بشكل حر وبعيداً عن أي ضغط أو تدخل خارجي في عملها من أي طرف كان باعتبار أنها لجنة دستورية بقيادة وملكية سورية بحتة وفقاً للإجراءات المتفق عليها مع الأمم المتحدة ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن أي خطوة أو عمل طائش يقوم به أحد الأطراف وينتهك سيادة سورية على كامل أراضيها من شأنه إفشال عمل هذه اللجنة.
ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون هي الأولوية في اهتمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وهو ما يفرض ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن والتزام كافة الدول بالتوقف عن دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية.
بدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة مناقشة الدستور مشيراً إلى أن تشكيل هذه اللجنة التي يتولى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكل بداية طريق سياسي نحو حل الأزمة في سورية ومؤكداً أن الأمم المتحدة تدعم الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية لتيسير الحوار السوري السوري.
وأعرب غوتيريش عن تطلعه لعودة الأمن والاستقرار إلى كافة الأراضي السورية واستعادة سورية لموقعها المهم في العالم العربي والمنطقة داعياً إلى احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
كما عقد وزير الخارجية والمغتربين لقاء مع أندريه بابيش رئيس وزراء جمهورية التشيك وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والدور الذي يمكن للتشيك أن تقوم به في عملية إعادة الإعمار بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة والجهود التي تبذل لعودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم.
وقدم المعلم عرضاً للتطورات السياسية والميدانية في سورية والجهود التي تبذلها سورية لإنهاء الأزمة فيها مشيراً إلى أن استمرار التدخل الخارجي من شأنه إطالة أمدها ومشدداً على تصميم سورية على تحرير كل جزء من أراضيها من شتى أنواع الإرهاب والاحتلال والتواجد العسكري الأجنبي غير الشرعي.
وأشاد الوزير المعلم بالعلاقات التاريخية التي تربط سورية والتشيك وبالموقف التشيكي المتوازن من الأوضاع في سورية داعياً التشيك إلى أن تبذل الجهود من أجل رفع الاتحاد الأوروبي عقوباته القسرية الجائرة غير الشرعية على الشعب السوري ومرحباً بمشاركة التشيك في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية على سورية.
من جهته جدد رئيس الوزراء التشيكي موقف بلاده الداعي لإيجاد حل سياسي يعيد الأمن والاستقرار إلى سورية وإلى الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها مؤكداً صحة القرار الذي اتخذته بلاده بالإبقاء على سفارتها في دمشق بما يمكنها من الاطلاع على حقيقة الأوضاع في سورية.
وأشار بابيش إلى أن التشيك ترغب في أن تكون أوروبا أكثر انخراطاً في حل الأوضاع في سورية والمنطقة وأن تمارس دوراً إيجابياً في هذا الشأن وهي ترحب بتشكيل لجنة مناقشة الدستور التي يجب أن تعمل باستقلالية وبعيداً عن أي ضغط أو تدخل خارجي في عملها مبدياً استعداد بلاده للمساهمة في أي جهد إيجابي في هذا الشأن وكذلك في أي جهد يساعد على عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
كما بحث الوزير المعلم مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف التطورات السياسية الأخيرة على الساحة السورية وفي المنطقة وكذلك في العلاقات الثنائية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين وضرورة استمرارهما بالتنسيق والتشاور الدائمين على مختلف المستويات.
وأعرب الوزير المعلم عن تقدير سورية الكبير للدور الإيجابي والبناء الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية والمنطقة والمساعدة التي تقدمها إلى سورية في مكافحة الإرهاب مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة الضغوط الأمريكية والغربية المتمثلة في الإرهاب الاقتصادي الذي يستهدف صمود كلا الشعبين الشقيقين وكذلك في وجه محاولات الهيمنة على سيادة واستقلال البلدين.
من جهته قدم ظريف عرضاً عن الاجتماعات التي عقدت مؤخراً لبحث الأوضاع في سورية والتي شاركت إيران في أعمالها مؤكداً التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتنسيق الدائم مع سورية وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لتعزيز مقومات صمود الشعب السوري في مواجهة المشاريع التي تستهدف المنطقة ومقدماً التهنئة لسورية بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً في معركته ضد الإرهاب والتي يخوضها بالنيابة عن العالم أجمع.
كما عرض ظريف محصلة الاتصالات التي جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن نزع فتيل التوتر في منطقة الخليج.
وبحث وزير الخارجية والمغتربين خلال لقائه يوسف بن علوي الوزير المكلف بالشؤون الخارجية في سلطنة عمان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والوضع في سورية والمنطقة العربية.
وكانت وجهات النظر متفقة على أن الأمة العربية تعيش حالياً في أسوأ حالاتها وهو ما يستوجب ضرورة التنسيق المستمر بين البلدين لمواجهة التحديات والمشاريع التي يحاول الآخرون فرضها في المنطقة.
حضر اللقاءات الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين والدكتور بشار الجعفري المندوب الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
هذا ومن المقرر أن يلقي المعلم مساء اليوم بتوقيت دمشق بيان الجمهورية العربية السورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي سيتضمن موقف سورية من مختلف القضايا والتطورات المتعلقة بالوضع في سورية والمنطقة.