هل تقود طرابلس لبنان الى الفوضى
هل تقود طرابلس لبنان الى الفوضى, وماذا عن هيمنة الأتراك والإرهاب على الشمال…
وقعت الواقعة وحصل كل ما حذرنا منه منذ سنوات وأعدنا التحذير والتأكيد عليه من معلومات ومخاوف ومعطيات كررناها بأن الأزمة اللبنانية في ظل سيطرة منظومة النهب والتجويع وعجزها عن مواجهة الأزمة، بل وعدم رغبتها وإفتقادها للقدرة على إدارتها وحلها . وقد بلغت بها الأمور الإخفاق في إعلان التحقيقات القضائية في جريمة المرفأ وتشكيل حكومة وترك البلاد للفوضى والإنهيار. وقد زاد على الأوضاع المتفجرة إجراءاتها الغير إجتماعية في مواجهة جائحة كورونا وعدم القدرة لتأمين الحلول الإقتصادية وخاصة للأسر الاكثر فقرا وقد باتت نسبتها اكثر من ٥٥% من اللبنانين. وتزداد النسبة مع إجراءات المصارف وحاكم المصرف المركزي ، والممارسات الشائنة التي تعتمدها لتصفية ونهب ما بقي لدى اللبنانين من ودائع ومدخرات.
طرابلس والشمال عموما من الأكثر فقرا والأعلى نسبة من العاطلين عن العمل، ومن المناطق المتفجرة منذ زمن بعيد وكان من الأكثر حضورا ونشاطا في تحركات إنتفاضة ١٧ تشرين، وفيها من المجموعات التي تناصر الأتراك وتدعوا للخلافة العثمانية وتناصر(ISIS) داعش والنصرة والقوى الإرهابية التي بنت لنفسها خلايا وقواعد ومعسكرات والكثير منها بحماية رموز وزعامات ومسؤولين في الدولة والأجهزة الأمنية ، وقد إستخدمت كصندوق بريد متفجر في جولات الحروب مع جبل محسن. وهذه المنطقة تحتوي اكبر عدد من رجالات المال الاغنياء والمتمولين بمبالغ تتجاوز عشرات مليارات الدولارات اكثريتها تكونت من عمليات النهب وسرقة المودعين والدولة والقطاعات الاقتصادية. وللاسف هؤلاء التغنياء قد حجبوا المساعدات عن الفقراء وانكفؤوا عن تأمين أبسط الحاجات للمناطق الفقيرة وللمحتاجين.
ولكل الأسباب والمعطيات بلغت حالة الغليان سقفا لم يعد يحتمل مع الإقفال وقطع الأرزاق،فتم إستغلال كل ذلك لتفجير الأوضاع الأمنية في طرابلس وتحولت ساحاتها الى مواجهات أمنية سقط فيها عسكرين وأبرياء قتلى وجرحى. والخطر بات حقيقيا وداهما بأن يستثمر في الإنفجار تجار الحروب والفوضى، والأخطر المحاولات المحمومة لأخذ طرابلس والشمال الى الفتنة والفوضى التي يتربص بها أردوغان وأدواته من الإرهابيين.
طرابلس تغلي والخطر أن تقود لبنان للفوضى، والتوحش قائم وحقيقي والمطلوب السيطرة عليها وبسرعة لفرض الأمن فيها، ومنعها من أن تأخذ كل لبنان للفوضى غير المحمودة عواقبها …