ذكرى الوحدة المصرية السورية ورحيل المقاوم انيس النقاش الذي ظلت القدس بوصلته…
ذكرى الوحدة المصرية السورية ورحيل المقاوم انيس النقاش الذي ظلت القدس بوصلته…
قد لاتبدو مصادفة بحته أن المقاوم الأممي الذي أمضى حياته مجاهدا في ساحات النضال على تنوعها وبإختلاف ساحاتها سلم الروح باسما وقد يمم شطر وجهه للقدس مفعما بالإيمان الواعي وصدق التقديرات بان زمن القدس الموعود قد أزف وبأن تحرير القدس وعودة فلسطين عربية حرة قاطرة في أمتها لإتمام وحدتها وامتلاكها لدولتها الوطنية قد توفرت كل شروطها ونضجت ظروفها بالتمام والكمال ولا ينقص القفزة النوعية وصناعة زمن المقاومة ومحورها والشروع في تصفية الكيان الصهبوني و الأسر المتآمرة والخائنة حتى تتحرر فلسطين من بحرها الى نهرها بات واقعا راهنا وبها تعبر الأمة من حقبة التسويات والتفريط والخيانة والتطبيع الى إمتلاك المستقبل والعودة الى التاريخ والجغرافية كأمة متوثبة عبقرية لم تكف ساعة من نهار عن فعل الصمود والمقاومة وتقديم التضحيات ولم ترفع راية بيضاء او تنتكس رايتها برغم كل ما أصابها من أمراض وتفكك وترهل وانقسامات وبرغم حالة التفكك والتذرر والإحتراب والتدمير التي مازالت تعيشها.
المجاهد انيس الذي شهد كشريك فاعل ومن موقع التأثير على حقبة طويلة من كفاح الأمة العربية والإسلامية بالإنتصارات والإنكسارات والهزائم والإحتلالات لم تفت من عضده ولا تسللت الى روحه حالة إحباط او يأس او تردد فأستمر ممشوق القامة يحمل القضية والأمل جازما بالنصر القريب يبشر في كل ساحة وميدان فالخندق والبندقية كالقلم والكلمة والشاشة وأثير الإذاعات والفضائيات ميادين حرب إتقنها وبذل لتطوير أداء محور المقاومة ومع ثلة من المضحين تشكلوا جبهة متراصة سدوا الثغرات وطوعوا المستحيلات وعوضوا نقص الإمكانات و عن التخلف والإنشغالات وضعف الأداء في ساحات الحرب الإعلامية لكسب القلوب والعقول والراي العام.
أنيس بغيابه المبكر وفي ذكرى اولى تجارب الأمه للوحدة بين إقليميها السوري والمصري لإستعادة مجدها وتكريس حقها بالسيادة والثروات وإشتقاق المستقبل للأجيال سلط الضوء على أن الأمم والشعوب التي أنتجت القائد الخالد جمال عبد الناصر بجرأته وإيمانه بأمته وبقيادته حقبة القومية والإجتماعية والتحرر الوطني وصارع الكبار وأثبت بتجربته الخلاقة أن للعرب مكانة في قيادة العالم والأمم كاد يوازن القطبين ويزيد ولو تسنى للوحدة أن تستمر ويتعاظم شأنها لكانت جعلت من الإقليم والعالم مختلفا ولما سادت حقبة التفرد والتوحش الأمريكية العدوانية التي إبتلت الأمم والشعوب والإقليم بأخطر الحروب والإفساد والتدمير والتي لولا سورية، الخالد حافظ الاسد والقائد بشار الأسد وجيشها العظيم وشعبها الأبدي التي ظلت أمينة على وعدها والتزاماتها القومية وتمسكت بعلم الوحدة ليبقى عاليا شامخا وإستمرت تبذل وتقدم لإستعادة الوحدة السورية المصرية وحدة متقنة قوية صلبة ترتكز الى عامودين ثابتين لم تعد تقوى الرياح والمؤامرات على هزها او النيل منها…
زمن المقاومة وتعظيم ومراكمة الإنتصارات وتوفر كل العناصر والبيئات لإستعادة المشروع القومي العربي وعصرنته وفرضه كحقيقة يجب أن تعاش وعلى قواعدها يعاد هيكلة العرب والإقليم والعالم كنتيجة منطقية واقعية لما قدمته امة الصمود والمقاومة وصناعة الإنتصارات ….
في ذكرى الوحدة نفتقد لمناضل مقاوم آمن بأمته كافح ولم يتردد ومثلت تجربته وفكره منارة وبذل المحاولات وسطر العناوين والشعارات وكتب في أهمية أن تنجز أمم الإقليم الحرة تشبيكا مصلحيا ونضاليا لتصفية القوى والأدوات الإستعمارية وتأمين تكاملها لإستعادة أمجادها.
ذكرى الوحدة ورحيل الأنيس تجعلنا نزداد إيمان وتتعمق قناعتنا بأن المقاومة والتحرير طريقنا للتوحيد والنهوض وقد أصبح تحرير القدس في مطال يد مقاومتنا وقرارها السديد ويوم نصلي في كنيسة القيامة و جامع الأقصى سنفتقد للقادة والمناضلين الذين خطفهم القدر قبل الأوان، ولكنهم حتما سيكونوا معنا…
مبكرا رحل أنيس النقاش في زمن ما أحوجنا اليه وإلى أمثاله.
رجل جمع بين فكر السلاح وسلاح الفكر وإن غاب الجسد فان فكر انيس باق لا يموت.
نم مطمئنا أيها المناضل الفذ فلسطين البوصلة وفي ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا خط المقاومة سينتصر
لروحك الرحمة لروحك السلام