لماذا يغازل أردوغان مصر وماذا تخفي مناورته

لماذا يغازل أردوغان مصر وماذا تخفي مناورته..

تقلبات أردوغان ورقصه على الحبال وتغيير مواقفه بين صبح ومساء أمر ليس بجديد ولا يشير الى تحولات نوعية أو تبديل في أشرعة تركيا او تغيير حاد في إستراتيجياتها او في مخيلة السلطان الواهم بإستعادة عثمانية بادت وإنتهت الى آخر الزمن …

فقد حاول أردوغان في ليبيا ووضعت مصر ونفوذها حدا له أوقفته وبددت أوهامة وإضطر الى عقلنة إندفاعته فقبل صيغة سياسية إنتقالية قد تؤدي الى هزيمة الإخوان حلفائه وتبدد آماله بالإستيلاء على جغرافيا ليبا وثرواتها وموقعها الهائل الأهمية وحاول على الحدود الغربية بإسناد الإرهابيين لإستهداف مصر وفشل ولم تقم لمشروعه قائمة كما في تبنيه لغزة ومحاولات توظيفها ضد مصر والعروبة وتحويلها الى إمارة إخوانية تابعة للسلطنة ولم يستطع بقدر ما كشفته غزة وكشفت الإخوان المسلمين على الخيانة الوطنية والقومية، وسعى عبر السودان لإقامة قواعد عسكرية وتثبيت وجود في البحر الأحمر لتخديم تطلعاته في إفريقيا وفي الأساس محاصرة مصر لمنعها من النهوض فإن نهضت عادت العربية عصرية فاعلة قطبية كما درج التاريخ على معطياته فأسقط في السودان وجرى تطهير وادي النيل من رجس العثمانية وإخوانيتها ولم تزل قواعد تركيا تقيم في قطر ويحاول أردوغان إمتصاص دمها وثرواتها لترميم أوضاع تركيا الإقتصادية المتهالكة والمأزومة إلا أن قطر نفسها أصبحت أضعف من أن تستطيع تمويل مغامرات أردوغان وإخوانيته الإسلامية المتراجع وزنها في كل مكان  وقد سارعت للتصالح مع مصر وأرسلت سفيرها وتحاول غسل عارها بالمزيد من الإنفتاح على مصر ومحاولة الإبتعاد عن الأردوغانية والبحث عن حمايات عربية وهكذا يتقلص نفوذ أردوغان على إمارة النفط والرمال بعاصمتها قناة الجزيرة قناة الفتنه والتضليل.

والأردوغانية في اليمن ينتابها إحساس أنها الى هزيمة مع تراجع وزن حزب الإصلاح الإخواني لصالح الحوثين، وهذا ما يفسر الإحتكاكات الإعلامية بين إيران وتركيا في العراق وعلى ما يبدو أن أردوغان إستشعر خطرا ماحقا ماثلا قادما على سلطنته مع بايدن وفريقه الساعي الى إقامة دولة كردية كبرى إقامتها ينهي تركيا ووحدتها الجغرافية ويحولها الى الفوضى والإحتراب فبات يستعجل الإستقواء بالبيئة الإقليمية التاريخية العربية وبعض أوهامه أن يستوعب مصر لتوظيفها في مغامراته وإحتمالات الصراع مع إدارة بايدن او مع إيران وتصاعد دورها الإقليمي المتحرر من الهيمنة الأمريكية بل البديل عن أمريكا وأدواتها ومرتكزاتها الإخوانية الأردوغانية  وللتذكير كان أردوغان قد فاخر بقوله أنا وكيل أمريكا في الشرق الأوسط الجديد.

رقص أردوغان على الحبال إنتهت فرصتها ومغازلة القاهرة يعبر عن ضعف ورهاب أما القاهرة التي أتمت مرحلة الإستعداد للوثبات فتبدو أكثر قدرة على الإستثمار بتحولات أردوغان وإنقلاباته بعد أن قزمته في ليبيا وغزة وسحقته في السودان والمتوسط.

الزمن العربي يطل برأسه فترقبوه حيويا متوثبا عصريا يطير بجناحيه دمشق الياسمين وقاهرة المعز.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Translate »