يوم القدس العالمي اللقاء التضامني تحت عنوان: مع انتفاضة الأقصى
يوم القدس العالمي
اللقاء التضامني تحت عنوان: مع انتفاضة الأقصى
بيروت في 7 أيار 2021
الجزء الاول من اللقاء:
الجزء الثاني من اللقاء:
بدعوة من التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة انعقد اللقاء التضامني عبر تقنية زوم، لإحياء يوم القدس العالمي بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان المعظم للعام الهجري 1442 الموافق 7 أيار 2021، تحت عنوان: مع انتفاضة الأقصى، وامتد اللقاء ما يقرب من 7 ساعات متواصلة وبلا توقف مباشرة بعد الإفطار من الساعة التاسعة بتوقيت القدس من مساء الجمعة إلى فجر يوم السبت.
شارك في اللقاء الافتراضي، حشد واسع من الأئمة والعلماء من رجال الدين، وعدد كبير من الساسة والدبلوماسيين ومن الأكاديميين والحقوقيين والإعلاميين، من مختلف البلدان العربية والإسلامية والأوروبية وامريكا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والهند و بلدان آسيا وافريقيا من شمالها الى جنوبها.
يأتي هذا اللقاء التضامني استجابة وتكريساً للدعوة المباركة، التي أطلقها مرشد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 الإمام الخميني قدّس سره، عندما دعا بأن يكون يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المعظم، يوماً للقدس تعبيراً عن تضامن الأمة الإسلامية مع الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وتجسيداً لعروبة القدس العاصمة الأبدية لفلسطين الدولة العربية الحرة المستقلة.
فرسالة الإمام الراحل وأهدافه الكبرى والتي يجسدها الإمام الخامنئي دام ظله الوارف، تتجسد اليوم في دعم الجمهورية الإسلامية في إيران، للانتفاضة المقدسية والوقوف إلى جانب الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في التمسك بأرضهم والتصدي لقرارات العدو الصهيوني بترحيلهم من منازلهم للاستيلاء عليها من طرف قطعان المستوطنين. ولن تتوانى الجمهورية الإسلامية في إيران عن دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ولن تقبل الاعتداء على سكان القدس بشرقها وغربها، وستعمل بكل قوة بدعم فصائل المقاومة، بمختلف أشكال الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتكنولوجي، من أجل الارتقاء بمستوى المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني.
ويتزامن اللقاء الافتراضي مع تصعيد انتفاضه الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة وفي أراضي 48 دعماً ومساندة لانتفاضة أهلنا المقدسيين الذين يواجهون بصدورهم العارية وبالحجر وبالسكين، لحماية القدس الشريف والأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من اعتداءات جنود الاحتلال الصهاينة، ومواجهة قرارات الكيان الصهيوني بطرد وترحيل أهلنا في الشيخ جراح من منازلهم، للإستيلاء عليها ضمن حملة مسعورة جديدة من الاستيطان الإحلالي والتوسعي، لطرد المقدسيين من أرضهم ومن منازلهم، وإحلال مستوطنات جديدة على أنقاض منازل السكان الفلسطينيين، وتهديد أحياء مقدسية أخرى في بطن الهوى والبستان وغيرها من الأحياء المقدسية، وإحداث نكبة تهجير جديدة، بهدف السيطرة على كامل أراضي القدس وتهويدها، خلافاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.
إنّ المعركة مع هذا الكيان الاستيطاني الإحلالي هي معركة وجود ومصير مع هذا النظام الفصل العنصري الفاشي ، ومن هنا تكمن الخطورة الحقيقية لهذا الكيان الغاصب التي تنبع من خصوصياته ، ليس على الشعب الفلسطيني رأس الحربة في مواجهة هذا الكيان فحسب، بل تكمن خطورته كذلك على شعوب المنطقة والإقليم، وتطال الكون كله بارتباط وتبعية الكيان الصهيوني المطلقة للإمبريالية الأميركية، أكثر القوى شراً وعدوانية في عالمنا المعاصر، بنظامها المعولم الأكثر وحشية للسيطرة على مقدرات وخيرات شعوب العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وعبّر المتحدّثون الذي فاق عددهم 80 متحدثاً عن دعمهم الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في يوم القدس العالمي، كما عبّروا عن تضامنهم مع إنتفاضة المقدسيين ومساندتهم لهبة سكان الشيخ جرّاح في مواجهة المستوطنين وجند الإحتلال الصهيوني لطردهم من منازلهم.
فما يجري في القدس وما يشهده الأقصى المبارك وباحة باب العمود ومواجهات الشيخ جرّاح البطولية، هو بداية لإنتفاضة ثالثة شعارها التمسك بخيار المقاومة السبيل الوحيد لإسترجاع الحقوق المسلوبة وحماية المقدّسات الإسلامية والمسيحية والقدس والأقصى وتحرير فلسطين. إنها إنتفاضة الثوّار الأبطال الرافضين لسلوك أنظمة والعمالة التي طبعت وإعترفت بالكيان الغاصب المحتل لأرض فلسطين والمدنس لقدسها وأقصاها، والذين يقولون بأعلى الصوت وقوة الفعل البطولي أننا صامدون وقادرون على تحقيق النصر وحماية المقدسات ودحر المحتل.
إفتتح اللقاء أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار بدقيقة صمت مع الفاتحة عن روح المؤسس ليوم القدس العالمي سماحة الإمام آية الله العظمى روح الله الخميني قدّس سره، وعلى روح قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ورفاقه وعلى أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية والإسلامية وبعد أن رحب بالمشاركين إستهل كلمته بالتأكيد على أنّ للقدس رجال وأمة لم تفرّط ولم تنكسر مستمرة على إيمانها بالمقاومة حتى يعود الحق كاملا مهما طال الزمن. وأن القدس بعروبتها وإسلامها المستقيم، ستظل العاصمة الأبدية لفلسطين العربية الحرة الأبية، منوهاً بإنتفاضة المقدسين لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
مذكراً بوَعْدُ الإمام آية الله العظمى روح الله الخميني قدس سره، أن تبقى القدس حية في الضمائر، حاضرة في الوجدان قضية محورية للأمة العربية والإسلامية. وأنّ الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني والإمام الخامنئي كرست منذ يومها الأول وجهتَها وهدفَها ولم تحُد عنه، بعد إخراج مصر من معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة، وأخذها إلى الخيانة والتآمر على فلسطين والولاء للشيطان الأصغر والأكبر، فقرر القائد الملهم بأن يُسَخّر قدرات وإمكانات إيران لتغيير الموازين ونصرة فلسطين ومحور المقاومة، وإحياء يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام.
ولقد أجمع المتحدثون على أنّ ما يجري هذه الأيام في فلسطين وفي القدس وفي حي الشيخ جراح، هو تصعيد لهجمة إستيطانية جديدة لتشريد ولتهجير السكان المقدسيين الفلسطينيين، ضمن خطة الكيان الصهيوني وقطعان مستوطنيه للسيطرة على القدس وتهويدها.
وبعد الإنتهاء من إلقاء كافة الكلمات التي استغرقت وقتا طويلاً امتد بعد الإفطار حتى فجر اليوم التالي خرج المشاركون باللقاء بالتوصيات التالية:
أولاً: الدعم الكامل والمطلق للشعب الفلسطيني وإنتفاضته الباسلة في مواجهة الإحتلال الصهيوني الغاصب من أجل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والإستقلال وتقرير المصير وبناء دولته الفلسطينية التاريخية العربية وعاصمتها القدس الشريف، والوقوف مع إنتفاضة المقدسيين وهبة سكان حي الشيخ جرّاح وتقديم كل أشكال الدعم المادي اللازم لنصرة الشعب الفلسطيني وتمكينه من الاستمرار تعزيزا لصمود المقدسيين.
ثانياً: دعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين في المنافي والشتات وفي مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن، بما في ذلك مخيمات اللجوء داخل فلسطين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة للعودة إلى ديارهم وقراهم ومدنهم التي أخرجتهم منها بالقوة عصابات الكيان الصهيوني المجرمة (شتيرن والأرغون والهاجاناه) وفقاً للقرار الأممي رقم 194.
ثالثاً: يدعو المجتمعون كافة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مساندة المقدسيين في معركة الدفاع عن الأقصى والقدس وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والذين يتصدون بصدورهم العارية لجنود الإحتلال الصهيوني المدجج بأحدث أسلحة الفتك والدمار الأميركية.
رابعاً: يعبّر المشاركون في اللقاء عن دعمهم المطلق للمقدسيين في مواجهة الموجة الجديدة من الإستيطان الإحلالي على يد قطعان المستوطنين وبدعم وحماية عساكر الإحتلال الصهيوني.
خامساً: يتوجه المشاركون باللقاء إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفتها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي بدعوتها لتحمل مسؤولياتها في حماية القدس والمقدسات الإسلامية ودعم ومساندة أهل القدس الذين يتصدون في خط الدفاع الأول لحماية القدس والأقصى ووقف مؤامرة تهويد القدس.
سادساً: دعوة جامعة الدول العربية لتحمل مسؤولياتها القومية في حماية القدس والأقصى والمقدسات وتحذير حكومة العدو الصهيوني لما ترتكبه من قتل وتدمير وإفراغ القدس من سكانها الفلسطينيين من أجل تهويدها في إطار مخطط القدس الكبرى تحت السيطرة الإسرائيلية الصهيونية.
سابعاً: يدعوا المشاركون في اللقاء السلطة الفلسطينية لوقف كل أشكال التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال تطبيقاً لقرارات الإجماع الفلسطيني، وتجسيداً لإرادة الشعب الفلسطيني الرافض لهذا التنسيق. وإستعمال السلطة ما بيديها من أوراق ضغط على الكيان الصهيوني بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة حكومة الكيان الصهيوني لإرتكابها جرائم ضد الإنسانية بحق على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وطرد سكان حي الشيخ جرّاح من مساكنهم.
ثامناً: دعوة القوى والفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وإنهاء الإنقسام وإحتضان إنتفاضة القدس ودعمها والبناء على ما أنجزته وإعتبارها نموذجا فعالا للمقاومة والتحرير. وتوحيد كافة الجهود لإسناد الإنتفاضة في الضفة وغزة والجليل وفي كافة أماكن التواجد الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه.
تاسعاً: الرفض المطلق لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبار التطبيع خيانة وجريمة وتفعيل مقاومة التطبيع، ومراكمة ثقافة شعبية لمواجهة خطاب زيف الوعي في عالمنا العربي والإسلامي حول مفاهيم السلام والتطبيع، وخلق مقاومة شعبية عالمية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني الإجرامي.
عاشراً: يعبّر المشاركون في اللقاء عن إدانتهم واستنكارهم للاعتداءات المتكررة على أهلنا في القدس المحتلة وفي أحيائها واستخدام السلاح ضد المقدسيين وممارسات التمييز العنصري وكافة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال المخالفة لكل الأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني.
حادي عشر: يطالب المشاركون في اللقاء الدول العربية المعنية بالوقوف وقفة جادة دعماً لأهلنا في فلسطين ودعم ومساندة إنتفاضة المقدسيين وحماية القدس والأقصى ومخاطبتهم المجتمع الدولي لوقف إعتداءات الصهاينة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحذير قطعان المستوطنين من إقتحام المسجد الأقصى فيما يسمى زوراً “بالتقويم العبري” وتحميل مسؤولية هذا المخطط الخطير لكل أصحاب الشأن دوليا وعربياً (الأمم المتحدة، الرباعية الدولية، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي).
ثاني عشر: إبتداع أشكال من الدعم والإسناد المادي والعيني لإنتفاضة المقدسيين لتمكينهم من الصمود حماية للقدس والأقصى والمقدسات، فدعم صمود أهلنا في فلسطين وفي القدس واجب قومي ووطني وإنساني، فأهلنا في القدس هم السد المنيع لمشاريع الإحتلال وبصمودهم تسقط كل الصفقات المشبوهة من صفقة القرن إلى قرار الضم وهو بمثابة الرد المفحم على المهرولين نحو التطبيع والتتبيع.
ثالث عشر: يدعو المشاركون إلى تضافر كل الجهود من أجل تفعيل وإنتشار تواجد اللجنة الدولية للدفاع عن القدس وذراعها القانوني مجلس القانونيين الدولي.
رابع عشر: توحيد جهود القوى الشعبية والأحزاب والهيئات والمنتديات الدولية والبرلمانات في العالم للتضامن الواسع مع أهلنا في القدس ومع شعب فلسطين برمته والضغط على الحكومات المؤيدة للكيان الصهيوني لوقف تأييدها وإدانة ممارساته وإعتداءاته على القدس والأقصى ووقف قرارات ترحيل سكان حي الشيخ جرّاح وأحياء مقدسية أخرى من منازلهم بما يخالف القانون الدولي والإنساني.
خامس عشر: يحيّي المشاركون في اللقاء التفاعل والحراك الشعبي العربي والإسلامي والعالمي المؤيد والداعم لإنتفاضة القدس، وأن يترجم هذا الحراك إلى برامج عمل حقيقية وفاعلة تحرج الكيان الصهيوني أكثر فأكثر على المستوى الدولي بإعتباره الإستعمار والإحتلال الوحيد في عالمنا المعاصر، كما تحرج إمبراطورية الشر الولايات المتحدة الأميركية الداعمة للإحتلال ,وتحاصر المطبعين والمستسلمين والخانعين أمام الكيان الصهيوني، وأن تعيد هذه البرامج العملية وهج القضية الفلسطينية القضية المركزية لكل قوى المقاومة وأحرار الأمة والعالم.
يحمل يوم القدس العالمي في هذه الأيام الرمضانية المباركة، بشارات خير على طريق القدس وفلسطين فإنتفاضة أهلنا المقدسيين هي وجه من أوجه إنتصار المقاومة المؤزر، وبهذه المناسبة يترحم اللقاء على مؤسس هذه المناسبة العظيمة وملهمها سماحة الإمام الخميني قدس سره.
وفي الختام أعلن الدكتور يحي غدار أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة عن نهاية اللقاء بالتأكيد على تعميم مخرجاته، والعمل مع جميع أحرار الأمة العربية والإسلامية والعالم، لنصرة القدس والأقصى في يوم القدس العالمي.
تحية إكبار واعتزاز بأهل القدس وبأهلنا في كل فلسطين
ستظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين ولأبنائها المنتفضين
عاش خيار المقاومة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين ومنعة أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم
الدكتور يحي غدار
أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بيروت في: 7 أيار 2021
(ملاحظة سننشر بعد غد كل اوراق الذين تحدثوا مترجمة الى 6 لغات مع الفيديو المباشر وذلك على 3 اجزاء)
احسنتم دكتور يحي لكل المجهودات المبذولة من طىفكم في بلورة قضية القدس بهدا المؤتنر العالمي الناجح بامتياز وتدخلات المشاركين كاننت من واقع المعاناة الشعب الفلسطيني ..وليس كما عدوتنا بعض الانظمة العربية ..في تميبع القضية وتهمشيها !
لكن ادكركم : دكتور كنتم اشارتم الى صياغة تسمية جديدة للتجمع . بتسمية التجمع العالمي لخيار المقاومة ..ولقد اعجبت بهده التسمية …لان المقاومة الظلم واللستكبار هي خيار كل انسان حر ..وشريف ..ومظلومية الشعب الفلسطيني اصبحت مظلومية عالمية …والمواجهة ..هي مقاومة فكرية ومنهجية ..بل ومقاومة مسلحة