هل تكون إدلب نهاية الأحزان السورية وبداية المأساة التركية؟؟
هيئة تحرير موقع التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
عندما بدأت الدولة السوريّة ترحيل ونقل المسلّحين من مختلف مناطق المصالحات إلى إدلب، طرحت الكثير من الأسئلة الاستغرابية، وقيل الكثير عن احتمالات التقسيم وتمكين المسلّحين من إنشاء إمارة ومن أنّ سوريا سلّمت بالتقسيم وبإعطاء تركيا منصّة لها وللإخوان المسلمين ومسلّحي جيش الإسلام العثمانيّ، والبعض صار يتعامل مع إدلب ومناطق سيطرة درع الفرات والقوات التركية وكأنّها صارت ممتلكاتٍ وأرضاً محتلّة تركية مصيرها كفلسطين أو لواء اسكندرون والجولان، وذهبت الآراء أبعد بكثير مع اجتماعات الأستانا وبياناتها والتوافقات الروسية الايرانية التركية ..
ناور أردوغان كثيراً، ورقص على الحبال المشدودة بين موسكو وواشنطن، وغزا عفرين، وسعى لتغيير بنيتها السكانية، واستقدمت القوات التركية المزيد من مسلّحي الإيغور والارهابيين الاجانب وعائلاتهم لتوطينهم، وأنشأت مجالس إدارة وشرطة ومؤسسات دولة، وألقى أردوغان الخطب الناريّة وهدّد باحتلال المزيد ووعد بفرض إرادة تركيا مخاطباً قاعدته الناخبة ليؤمّن نجاحه في الانتخابات…
كانت سوريا وروسيا مشغولتين مع ايران وحزب الله بخوض المعارك الكاسرة والحاسمة في الشرق والوسط والجنوب والغرب، وتم تحرير العاصمة من البؤر، والجرود وكامل الحدود اللبنانية الفلسطينية وغالب الاردنية، وتحوّلت القوّة الهجومية (قوات النمر) إلى واحدة من أكثر الجيوش احترافاً وتقانةً وقدرات هجومية بسلاحها وعديدها، فدقّت ساعة تحرير إدلب وإنهاء إمارات الارهابيين ووضع الحدّ لأطماع أردوغان واستعادة إدلب ووعد الأسد السوريين باستعادتها سلماً أو حرباً وبدأت التحشيدات واجتمعت القوى من كل الاتجاهات والأسلحة والوحدات، فكلّ تشكيلات الجيش العربي السوري أصبحت على درجة من الخبرات والتنظيم والجاهزية القتالية العالية وتتسابق على المشاركة لتكتب أحرفاً في روايات النصر ونسج الاسطورة ….
شروط وظروف وتوازن القوى لتحرير ادلب باتت جاهزة وكاملة العدة والعدد، وساعة الصفر بانتظار جلاء نتائج الدبلوماسية الروسية المتقنة والتي اعتادت أن توفّر الشروط النموذجية لتحقيق النصر بأسرع وأيسر السبل…
معركة تحرير إدلب وعودتها الى الشرعية السورية هي مسألة أيام لا أشهر أو سنوات…
وعودتها أصبحت شبه محسومة بالقوة أو بالتسوية، ومن غير المستبعد بالقوة والمصالحات كما جرى من قبل في معارك فاصلة وحاسمة….
ماذا بعد إدلب وأين تكون جهة عاصفة النصر الجوّالة وكيف ستنعكس معركة إدلب وتحريرها على مستقبل الدور التركيّ في سوريا وكيف ستنعكس هزيمة إدلب على أردوغان وعلى استقرار تركيا نفسها وهي في عاصفة أزمة عاتية ….
أسئلة لا بدّ من محاولات الإجابة عليها، فالنتائج ستكون نوعيّة ومختلفة وفي أوّل نتائج هزيمة تركيا في سوريا تراجع أوهامها وانكسار دورها وتقليص قيمتها كقوّة إقليمية نافذة كما كانت توصف من قبل… ومعركة الغرب وعودة الجيش العربي السوري وحلفائه الى حدود الجولان قلّص مكانة “اسرائيل” ولم يعد أحد يصفها بالقوة الاقليمية، ومع انحسار قوتين يصير السؤال من يملأ الفراغ ويصير حاكماً في الإقليم….
ومع تسرب أنباء وإشاعات عن احتمال لقاء قمة بين السيسي والأسد يُطرح من جديد سؤال العروبة وهل يمكن تجديد مشروعها وعلى أية قواعد؟…