تحرير إدلب، روسيا سيّدة البحر المتوسط!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
على وقع الاستعدادات المتسارعة لتحرير إدلب وإنهاء آخر قواعد وإمارات الإرهاب المسلّح، تستعرض روسيا عضلاتها البحرية والصاروخية وتختبر أسلحتها وجاهزيتها في المتوسط، وقد حشدت أفضل وأحدث قطعها البحرية وطرّاداتها الصاروخية وطرّادات الدفاع الجوي في استعراضٍ مهول للقوة، يقال أنّها المناورات الأولى في تاريخ روسيا لحجمها ونوعية أسلحتها ومسرحها الممتدّ من أقصى شرق روسيا وجمهورياتها الى المتوسط حيث تُصنع الامبراطوريات الصاعدة وتُردم المتقادمة، فالزمن صار زمن العرب والمسلمين ومحور مقاومتهم، يفرضون التغييرات في العالم ونظامه ليعيدوا صياغة الاقليم وجغرافيته ونظمه…
معركة إدلب، معركة الحسم، وآخر معارك حروب القرن، والقرار الحاسم غير القابل للتغيير أو التعطيل هو أن تعود إلى السيادة السورية، حرّةً، بلا إرهاب وبلا أجهزة أمنٍ دولية، وبلا جيوشٍ أو مراقبين أتراك…
وبعد إدلب، تحرير الشريط الحدوديّ الذي احتلّته تركيا، وبذلك تُعاد تركيا الى حجمها وحدودها، ولتأخذ معها الزرع المسموم الذي جاءت به من أركان الأرض إلى سوريا لتخريبها وتقسيمها واحتلال أجزاء منها، فالعثمانية الجديدة الموهومة لأردوغان ولحزب العدالة والتنمية ولحركة الاخوان المسلمين تنحسر بل وتنتهي أيّة آمال أو فرص لها به بعد الآن.
التحضير لمعركة الحسم في إدلب، أخذ وقته، ومورست فيها كما في المعارك السابقة كلّ وأفضل الدبلوماسيات الحربية، والإعلام الحربي، والحرب الاعلامية على أفضل ما يكون…
صعّدت لغة التهويل بالفبركات الكيماوية، والتحذير، إلى حدّ الاعلان عن خطر حربٍ نوويةٍ عالميةٍ إن بادرت أمريكا وحلفها الاوروبي إلى ارتكاب أيّ عدوان ضدّ سوريا وجيشها وحلفائها، وأعلنت روسيا بالقول ثم بحشد الاساطيل أنّها جاهزةٌ للدفاع عن حلفائها وأنّ قرار سوريا وحلفها بتحرير إدلب لا عودة عنه ومن لا يعجبه الأمر فليبحث عن أمور أخرى يلتهي بها!…
تركيا التي ناورت وداورت وحاولت، أُسقط بيدها وقررت أن تكون شريكا مضطرا لتسهم في تأهيل مسرح العمليات لتسريع تصفية الارهاب، واستعادة سوريا لسيادتها….
الحشد الروسيّ في المتوسط، يتجمّع، وتنطلق المناورات الأكبر في زمنٍ حرج، فالقمة الثلاثية للأستانا تعقد في طهران، ولهذا أيضا سرّ وسبب، والاجتماعات والدبلوماسية جارية وتُستنفذ بحدود 15 أيلول بينما تكون الاستعدادات العسكرية والحشد الروسيّ قد اكتمل، وقد أعطى دي ميستورا لأول مرة إشارة الموافقة الدولية، وموافقة رعاة الارهاب على معركة تصفيتهم في مؤتمره الصحفيّ أمس، معلناً استعداده أن يشارك بنفسه في تأمين ممرّات آمنة للأهالي لمغادرة إدلب، والممرّات الآمنة كان قد أعلن عنها الجيش العربي السوري وبرعاية الشرطة العسكرية الروسية كما في حلب ومعارك الجنوب والغرب…
إذاً:
معركة إدلب، ستكون مثلّثة النتائج الاستراتيجية، ويتحقق فيها انتصار كامل لحلف المقاومة بكل أطيافه وقواه، وهزيمة مدوية للإرهاب وقوى تصنيعه ودول حمايته، واستعراض القوة الروسية يحسم أنّ المتوسط أصبح بحيرة روسية إيرانية سورية وصينية…. فقد ولّى زمن أمريكا وغربها الامبريالي العدواني الهمجي….