إدلب – التنف – إسقاط الطائرة الروسية – الكيان الصهيوني يعدّ أيّامه العادية!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
في شهادته أمام الكنيست الاسرائيلي، قال رئيس وزراء حرب تموز أولمرت إن أيّام “اسرائيل” العاديّة باتت معدودة….
ذلك كلامٌ لرئيس وزراء الحرب الأكثر أهمية في تاريخ الكيان الصهيوني واختبار ما تبقى له من قدراته وعناصر قوة وقد سقطت بعد انتصار عام 2000 الاعجازي…
لكن الكيان لم يسقط وطالت أيامه العادية، ويقول الخبراء الصهاينة إن الامر يعود لغياب الرغبة والخطط الهجومية لاقتلاع الشجرة التي تيبّست في الحقل وتُرِكت بانتظار العاصفة أو همّة الفلاح…
عاش الكيان الصهيوني أيّاما عادية أخرى مع انفجار الوضع العربي، وتخيّل روّاده أنّ الاخضرار والحياة ستعود له مع اتّساع دائرة الحرب العالمية العظمى مع سورية وفيها، وانخراط نظمٍ مستعربةٍ ومتأسلمةٍ، وزجّ مئات الآلاف من الإرهابيين ومشاركة كلّ دول العالم الباغي والمؤتمر بأمر أمريكا فيها، وقال ليبرمان: إنّ سورية “بيضٌ أصبح عجة”…
سارت الأمور على غير هوى “اسرائيل” وقادتها وحلفها، وخرج كبير معلّقي التلفزيون الاسرائيلي بالأمس القريب يقول ان الأسد يصنع المستحيل، فالعجة السورية تعود بيضا طازجا….
وجاء اتفاق ادلب بين بوتين واردوغان بما فيه من تحميل تركيا مسؤولية محورية في الحرب العدوانية على سورية، وإلزامه بمعالجة الارهاب الذي صنعه، ومع إدلب أنجز الاتفاق الامريكي الروسي بتفكيك مخيم الركبان ونقل مسلّحيه الى إدلب، ورحيل القوات الامريكية لتصير واحدة من آخر المسامير في نعش الكيان ومقدمة العاصفة التي تجمّعت روافدها لتقتلع الشجرة التي اشتدّ يباسها حتى بدأ السوس ينخرها….
ولأنّ قيادة الكيان الصهيوني مأزومة في بنيتها ومع غزة والضفة، ولم يعوّمها أو يعوّم الكيان التطبيع مع السعودية وأخواتها ولم يشكّل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووقف تمويل الأونروا والسلطة الفلسطينية أيّ عنصر في إعادة الحياة للشجرة اليابسة، خرج نتنياهو عن طوره، وقرّر التحرّش بالروسيّ مباشرة أو اعتماده غطاءً للمسّ بالخطوط الحمر بقصف بانياس وطرطوس واللاذقية، فوقعت الحادثة التي كان الزمن يستدعيها، ويرغب بها ليقرّر مسيرته ويتقدم…
“اسرائيل” بعد الانسحاب الأمريكي من التنف والذي يشكّل المقدّمة للانسحاب من سورية والعراق والشرق العربيّ بما في ذلك الخليج، تصبح عارية بلا قوى إسناد، وبخروج الجيش السوري الاسطوري كأفضل الجيوش في المنطقة كما يقول قادة الكيان، وبإفلاس السعودية واحتمالات انهيارها، وبتأزّم الأردن الى حدّ الانفجار المتوقّع قريبا، وبانكفاء أردوغان وانشغاله بالأزمات العاصفة، ومع عجز اوروبا عن إسناد الكيان، ودنوّ لحظة انكشافه وتثبيت حقيقة أنّ الروسيّ لن يكون حليفه البتّة، فالأمر مستحيل التحقّق…
مع التطوّرات المتسارعة الجارية ستتحقّق نبوءة أولمرت: لقد باتت أيام “اسرائيل” العادية معدودة…
وقد قالها السيد حسن مراراً وتكراراً، وفي مناسبة عاشوراء بالأمس أطلقها صريحةً…. ما وضع الكيان وبنيته في حالة رهابٍ وتوترٍ شديد…