التطبيع المستعجل مع عُمان… دليلٌ آخر على أزمة الكيان والمشيخات
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
فجأةً، وبلا مقدمات، خلع سلطان مشيخة عُمان قناعه، واستقبل القاتل والإرهابيّ نتنياهو في قصره، وعلناً، في تحدٍّ سافرٍ لعرب المقاومة وإسلامها….
فعُمان وسلطانها كانت للتوّ تقدّم نفسها وسيطةً كساحة حوارٍ وتفاوضٍ محايدةٍ في الصراعات الجارية، وحاضنةٍ للايرانيين والسوريين واليمنيين، وساعيةٍ بهمّةٍ لتدوير الزوايا بحثاً عن صفقاتٍ وتوافقاتٍ تخفّف من حدّة الحروب والاستنزاف….
وتميّزت السلطنة بديبلوماسيّتها الناعمة والصامتة في عدم تحديد مواقف حادّةٍ أو انحيازاتٍ، وتمتّعت بنعمة الصمت في المسائل الصراعيّة، ولم تتورّط بمغامرات وحروب بن سلمان، وقد اتخذت مسافةً عن سياسات بني سعود في اليمن، وإزاء الفتنة الشيعية – السنية والاشتباك مع ايران… حتى خُيِّلَ للبعض أنّها اقتربت كثيراً من أن تكون في صفوف حلف المقاومة، وتمّ نفخ دورها كثيراً لتكبير قيمتها وحجمها ودورها..
بلحظة أزمةٍ، وفي زمنٍ فارقٍ قرّر سلطانها أن يعلن انتهاء مرحلةٍ والانتقال إلى ثانية، فاستقبل قاتل أطفال غزة بفرحةٍ واحتفاليةٍ عاليةٍ، وبذلك أعاد تعريف دور سلطنته ومكانها وتحالفاتها، وأعلن أنّه ومشيخته في قلب حلف المتأسرلين ومن حملة راية صفقة القرن، والسّاعين إليها بحماسٍ وجدّية…
المفارقات كثيرةٌ والأسئلة عديدة، فبينما يترنّح بن سلمان وأسرته في الجزيرة العربية، وتخفق كلّ مشاريعه ومغامراته، بما فيها اتّكاله على ترامب وإعلانه التطبيع مع “اسرائيل”، وفشل الجهود لتمرير صفقة القرن غير الممكن تمريرها في التوازات المحقّقة والجارية، يتقدّم قابوس وسلطنته ليحاول الأخذ بمقودها والسير في طليعة المطبّعين…؟؟؟
وبينما نتنياهو والكيان الصهيوني في حالة عجزٍ وفقدان الأدوات والقدرة بعد الـ “اس 300” ويتّضح مدى أزمة ومأزق الكيان في مواجهة أطفال وتظاهرات غزة، يتقدّم قابوس وسلطنته لفكّ عزلة نتنياهو ويقدّم له خدمةً مجانيّة…؟
إنّها سخريات الأقدار مرّةً ثانيةً، فالمشيخات القاصرة تتوهّم أنّها امبراطورياتٌ قادرةٌ، كما فعلتها قطر من قبل بالتطبيع وقيادة حروب تخريب ليبيا وسوريا، وتفعلها الإمارات في اليمن والأخريات، تحاول مشيخة سلطنة عمان لعب ذات الدور، والنتيجة كما انكفأت قطر، وتتراجع الإمارات مأزومةً في اليمن وفي كلّ الدوائر، وتحسب أسرة بني سعود أيامها في مشيختها، فلن يحصد قابوس إلّا الخيبة وينحر أسرته…
“اسرائيل” مهزومةٌ، وبنو سعود مأزومون، وترامب في حربٍ ضروسٍ داخل أمريكا، ومع قواها العنيدة، وقراره بالانسحاب تحت التنفيذ، وهراوته مرفوعةٌ على رؤوس المشيخات لتدفع إن بقي لها قدرات، أو الساطور حاضرٌ للذبح…
ماذا يستفيد سلطان عمان…
وماذا تستطيع “اسرائيل” أن تقدّمه له، وقد أخفق تطبيع بن سلمان من قبل..؟؟
ولماذا ينقلب على إيران ومصالح سلطنته مع إيران مؤمنة على درجة كبيرة…
غداً سيكتشف المهرولون للتطبيع خطأهم القاتل، ويدفعون ثمن الحماقات…. فالزمن تغيّر ولكلّ زمانٍ دولةٌ ورجال..