Featuredالتحليل اليومي

ليبيا وشعبها أيضاً يستحقّون التضامن

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

يسجّل التاريخ الحديث أسوأ فصوله في ليبيا التي استفرد بها الغزو الأوروبي الأمريكي باستدعاءٍ وبأدواتٍ خليجيةٍ اخوانية، طمعاً بثرواتها النوعية، ولتدمير وحدتها الوطنية، وكسر روحها العروبية الوثّابة…

يشكّل التعامل مع ليبيا وأزمتها التي خلّفها الغزو مدمرة، وقد نهبت ودائعها، وينهب نفطها وغازها، وتترك جريحةً تنزف بلا اهتمامٍ أو إثارةٍ لقضيتها ومعاناة شعبها، شاهدةً على عسف الزمن، ومدى تحكّم القوى المتآمرة على مصائر الأمم والشعوب وعلى الوسائط الاعلامية والمنظمات الدولية..

في الغزوة الأطلسية لليبيا تجسّدت خيانة المستعربين عندما تقدّمت قطر الإماراة الغازية التي تصرفت كأنّها امبراطوريةٌ عظمى بفاعلية جزيرتها الإعلامية لا أكثر، وبتفويضٍ من مشيخات الخليج والاستخبارات الأمريكية على ما قاله رئيس وزرائها الأمير حمد، وقادت ما يسمّى مجلس التعاون الخليجي، وأمرت جامعة المستعربين باستدعاء الاطلسي لغزو بلدٍ عربيّ مشهودٍ له بعروبته ومقاومته للاحتلالات الأجنبيّة وتضامنه الدائم مع حركات التحرر في العالم والقضية المركزية للأمة فلسطين، ولم يبخل يوما، وقدّم كلّ ما يلزم من مال ورجال، رائده في ذلك سيرة القائد الكبير وشيخ الشهداء عمر المختار وكفاحه المرير والطويل ضدّ الاستعمار الايطالي…

وفيها تكشّف المتأسلمون من رجالات الاستخبارات البريطانية الامريكية، ومجاميع الارهاب الاخوانية والوهابية الذين أعدّتهم تركيا وحمتهم النهضة التونسية الاخوانية، وزجّتهم كخناجر مسمومةٍ في جسد الشعب والدولة التي ما بخلت أبداً على تونس، هكذا يتأكّد بشكلٍ قاطعٍ أنَ جماعات الاسلام السياسيّ والمسلّح خونةٌ وناكرو جميل، ولا وفاء أو مروءة عندهم…

شعب ليبيا ما زال يقاتل، ويسعى كما أكّدت الدراسات والاحصاءات الأمميّة، بأغلبيّته الساحقة وبإرادة نخبه العروبية وقبائله المشهود لها بعروبتها ومقاومتها للظلم إلى الوحدة الوطنية وتحرير العباد والبلاد من أمراء وتجار الحروب…

احتُلت ليبيا، لأنّها لؤلؤة وواسطة عقد عرب أفريقيا، وللفصل بين شمال أفريقيا العربية ووادي النيل، ولتتشكّل كمنصّةٍ لداعش والنصرة والاخوان المسلمين لتطويق مصر واستنزافها من سيناء ومن الجنوب ومن الغرب للحؤول دون  تمكّنها ونهوضها…

ليبيا التي تكشف يوميا حجم المؤامرة، وتصفع المستعربين، ودعاة العالم الحرّ ورفض الاحتلالات وحقوق الانسان… ولن تجدي كل محاولات تركها في زاوية النسيان، وشعبها وقبائلها واعدةٌ وتعد بأن تعيدها إلى الخريطة لتفرض من جديد حقوقها وسيادتها، ومكانتها، فزمن ارهاب الدول، وتآمر المشيخات، وخيانات المتأسلمين وتآمرهم الى انحسار، من اليمن الى عرب الشرق، ليعود زمن المقاومة وأممها هو القابض على المستقبل..  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى