Featuredالتحليل اليومي

غزّة: الميدان أصدق إنباءً من الخطب والكتب

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

السيف أصدق إنباءً من الكتب…. في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب…

سيوف غزة والمقاومة كثيرة، ولم تعد فقط تكمن في قدرة الفارس ومهاراته، فالفروسية صفةٌ للشعب الاسطوري في صموده وقتاله وصلابته وتمسّكه بحقّه، وفي الأوّل حقّ العودة والتحرير -تحرير فلسطين من البحر الى النهر-…

لا بديل لغزة وأهلها ومخيماتها، ولا هدف إلّا هذا الهدف، مهما تعدّدت الفصائل وتغيرت القوى وتبدلت القيادات، ومهما بذلت من جهودٍ لقتل روح المقاومة وترويج الصلح والاعتراف والمصافحة، ففي عرف غزة أنّ كلّ مصافحة اعترافٌ وكلّ ابتسامةٍ في وجه العدوّ الغاصب طعنٌ بخنجرٍ مسمومٍ لغزة وتضحياتها ولفلسطين وعدالة وأحقيّة قضيّتها…

بدّلت غزّة وفلسطين قياداتها وفصائلها، وظلّت على عهدها الوفاء للقدس ويافا وحيفا ولكلّ بيتٍ ومنزلٍ وأسرةٍ هُجِّرَت تحت السلاح وبالبطش والمجازر…

غزة تميزت بأنها لم تساوم ولم تستسلم قط، وظلّت على خيارها المقاوم منذ لحظة الاحتلال ولم تهدأ، وما فتئت تقاتل…

غزة فاجأت الكلّ يوم أعلت شأن المقاومة وصعدت بحماس، وجعلتها ممثلاً للشعب الفلسطيني في الانتخابات الفلسطينية، التي لم يكن أحدٌ يتوقع أن تفوز حماس بثلثي المجلس التشريعي واكثر، ويومها قال الميدان إنّه أصدق من الخطب والخطط والكتب والتوقعات…

غزة، وعلى مدى الاشهر الاخيرة، فاجأت الكلّ، وقالت كلمتها بعكس التيار السائد، تيار المصالحات والمساومات والبحث عن الهدن، واستجداء لقمة خبز، وسلطة وحكومة ولو قاصرة وجزئية وتفريطية…

غزة ردت على الحصار الظالم وعلى الجوع بحشودٍ لم تنقطع الى الشريط الشائك، والى الشريط بوعيٍ وتصميمٍ، وهي عارفة ماذا تفعل وماذا تريد:  فهنا أرضنا، وهذا وطننا، ولن نسلّم او نستسلم او نقبل بديلا عن القدس عاصمةً أبديةً، وعن حيفا ويافا والجليل متصلا بجبل عامل، مشدوداً بحبل سرة المقاومة والعروبة التي لم ينقطع نسلها في غزة ولا في فلسطين كما في الشام وأطرافها…

غزة بصواريخها، وبتظاهراتها التي لم تهدأ برغم حجم الجراح وعدد الجرحى والشهداء، فلا يتحمل هذه التضحية بشر، إلّا أهل غزة وشامها بفلسطينها ولبنانها، حسمت وقطعت في ميدان الإرادة الشعبية التي لا تكسر، وإرادة القتال التي لا تنضب…

غزة يا سادة تتظاهر وتقدّم وتصمد لا من أجل فكّ الحصار عنها، وليس من أجل إطعامها ولا من أجل تمكين أحدٍ من حكمها إمارةً معزولةً عن فلسطينها وعن شامها وعربها…

غزة تقاتل من أجل فرض حقّ العودة بالراهن من الزمن، وحق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية، فلا أحد يتشاطر ولا أحد يخطب ويكتب ويناور ويستدرج عروضاً لمقايضة دماء غزة وجراحاتها وصبرها ببضعة ملايين من الدولارات، وقد فعلتها غزة وطردت السفير القطري وحقائبه الملغومة بالخيانة الدولارية…

غزة تستحضر فلسطين كلّها؛ فإمّا أن تكونوا بقدرها وبحجهما أو سترحّلكم الى حيث رحل من سبقكم الى اتفاقات أوسلو ومحاولات بيع فلسطين لأهدافٍ آنيّةٍ حزبيةٍ أو سلطويّة…

إنّه درس غزة الأثمن، وقولة صواريخها وحقيقة ما فعله صاروخ الكورنيت من إلهاب الكيان الغاصب وتقريب يوم  حتفه في تعميق أزماته السياسية وكشف عجزه وفجوره الأبله، فلا تفرّطوا بتضحيات غزة، وإن فرّطتم فستفرّط بكم غزة وفلسطين… فالقضية لاتختزل ولا تتجزأ ولا مكان لإمارةٍ معزولة، أو لدويلةٍ صنعيّةٍ وظيفيّةٍ، ففلسطين كلها عربيّة،  كلها عربية….. ولن تقبل القسمة أبداً…  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى