فرع التجمع في مصر يعقد ندوة “عاصفة التطبيع مع الكيان الصهيوني .. وآليات المقاومة”
بسم الله الرحمن الرحيم
عقد فرع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة في مصر – القاهرة، ندوة بعنوان “عاصفة التطبيع مع الكيان الصهيوني .. وآليات المقاومة”.
افتتح الندوة د. جمال زهران – الأمين العام المساعد للتجمع والمنسق العام بالقاهرة، مشيرا الى ان الـــتـطـبـيــع مــع الــكـيــان الــصهـيــونــي عـــار وخــيــانـــة لـــلأمــة، فـــهــو كـيان اســتـعـماري استيطاني، وغــيـر شرعي، ولا يجوز أبــدا التعامل معه كونه لا يـــعـــرف ســـوى لــغــة الــقــوة ويـــمـــارس الـبـلـطـجـة فـــي الـمـنـطـقــة.
واستعاد كلمات الزعيم جمال عبد الناصر حين أعـلـنـهــا مــدويــة: “لا صلح… لا اعتراف… لا تفاوض)، وان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
واكد أن التطبيع الذي اعقب زيارة السادات لـ”إسرائيل” (1977) واتفاقية كامــب ديفيد عام (1978) والمعاهدة المصرية الاسرائيلية في مـــارس (1979) هـــو تــطــبــيع وخيانة واستسلام للعدو الصهيوني، ومن سار في ذلك الــطــريـــق مـــن الــنــظــم الــحــاكـمة يسير فــي درب الخيانة، ونحذر من غضبة الشعوب العربية والاسلامية حاضرا و مستقبلا.
وطـالب بالكف عن التطبيع مع العدو الصهيوني. فالتطبيع سيظل عارا وخيانة، ولا سبيل إلّا القوة لتحرير فلسطين وكل ترابها من النهر إلى البحر.
ثم تحدث أ . محمد الشافعي (عضو مجلس الأمناء) فــقــال: انفجرت ماسورة التطبيع وتحتاج من المحاضر الاجابة على سؤال: لماذا انفجرت هذه المسالة الأن، وأشار الى أن ما جرى في سلطنة عمان ليس بجديد، حيث سبق أن استقبلت رابين 1994 م، وبيريز عام 1997م، ويرى أن هذا الذي يحدث هو نتيجة تراجع الدور المصري بالتأكيد…
ثــم تــحــدث د. مـصـطــفــى السعيد (الخبير الاستراتيجي) قائلا: ان مــاســورة الــتطبيع انفجرت الان ولكن بشكل مختلف عما سبق ايام كامب ديفيد، حيث نرى الأن ان هناك ازمـــة فـــي داخـــل “اســرائيل” وهـــي وراء هــذا الاندفاع الاسرائيلي تجاه دول الخليج.
وقـــال: ان اتـفـاقيات كامب ديفيد هي أول اتفاقيات تتضمن اتفاقا حول التطبيع، على عكس الاتـفـاقـيات السابقة عــالميا. وبالتالي فقد وضعت أساسا لعلاقات اسرائيلية – مصرية، ثم عربية للأسف.
والأكــثــر أسفا أن هـــذه الاتفاقية تحجر عــلى مصر بعمل اتفاقية دفاع مشترك او أي اتفاقية تتعارض مـــع اتـفاقية كامب ديفيد، ولذلك فــهــذه الاتــفــاقية قيدت مصر وحيّدتها وألغت دورها القيادي في المنطقة. وبذلك أضرت الدولة المصرية بل وتضر بنظام الحكم، فلها أولوية عما عداها من اتفاقات سابقة أو تالية للأسف… ثـم للأسف تم عمل اتفاقية “الكويز”، استكمالا لكامب ديفيد بعد مرور (25) سنة، وبدون الـــعــرض عـــلـــى مــجــلــس الــشعب!! وفي هذا تهديد للأمن القومي. فصناعات مصر مرتبطة بإدارة دولة خارجية هي (اسرائيل)، وأصبح التصدير المصري للخارج مــرتـبـطا بـ”إسرائيل”. ولــذلك فقد تم اخضاع مصر ورجال أعمالها واقتصادها لدولة أجنبية هي “اسرائيل”. فهذا الذي يحدث هو خطر كبير على مصر وشعبها وأمنها القومي، فــقــد أصــبــحــت الارادة الـــمـصـــريــة مـــرهــونة بارادة “اسرائيل”، حيث ان اتفاقيات كــامــب ديفيد والكويز هي اتفاقيات اذعان واجبار على مصر.
فـــاذا أرادت مـصـر مــســاعـــدات اقـتـصـاديـة وعسكرية، لا بد من الرضى الاسرائيلي حتى تمنحك أمريكا والصندوق الدولي هـــذه الـمعونات. وأصبحت مصر تحت التهديد المستمر من امريكا و”اسرائيل”، الأمر الذي زاد مـــن خضوع مصر وتنازلها عن ارادتها حتى تم سحقها تماما للأسف.
واشــار الـــى أن كامب ديفيد صـاحـبــهــا اندلاع الثورة الايرانية عــام 1979 م. فبينما مصر اختارت الانفتاح مع كامب ديفيد، لــكــنها وصلت الى التخلف، بـــيــنمـا ايــران اخــتـــارت الـصمود والمواجهة وتلى ذلك حصار أمريكا لها، الا أنها كسبت وتقدمت.
فــالـمقـصـود أن تــرتـب اتفاقيات كــامب ديفيد، والانفتاح، تقدما اقتصاديا، وللأسف لم يحدث ذلك، كما تم الترويج له. فكامب ديفيد وضعت أول مسمار في خراب وتدمير الدولة المصرية.
وقد انــســحــبـت مــصــر وتــخلت عن وجودها في المنطقة العربية، وأصبحت ارادتها مرهونة بالارادة الأمريكية والاسرائيلية، وهذا خطير جدا فالزراعة المصرية ارتهنت للارادة الاسرائيلية رغم ان تاريخنا الزراعي له آلاف السنين، وتم التفريط فـــي الصناعة بتدميرها وبيع القطاع العام على المستوي الشعبي فقد رفض الــشـعــب المصري التطبيع مــع “اسرائيل”، ورفض التجاوب مــع المنتجات الاسرائيلية. وكـــل مـــن يـسـيــر فـــي الـتـطــبــيـــع، ســوف يدفع الثمن غاليا نتيجة الرفض الشعبي. وأن الـــشــعــوب تـــرفــض ارتــهـــان ارادتـــها بإرادة هذا الكيان الصهيوني الغاصب للدولة الفلسطينية.
– امــا عـــن الــتطبيع الجاري الآن والاندفاع فيه من قبل عدد من الحكام، فيأتي في ســيــاق مختلف. حـــيــث أن الـخطة الامريكية الصهيونية وضعت لتدمير المنطقة فــي اطـار سياسة الفوضى الخلاقة، وتوليد ما يسمى بالإرهاب، وتمكين “اسرائيل” من السيطرة على مقدرات المنطقة لصالح الدول الغربية. الا ان هـــذا الـمشروع فشل لسببين، الاول: صمود سوريا أكثر مما هو متوقع طوال 7 سنوات كــامــلــة. ولـــو حــــدث لا قـــدر الله ســقــوط سوريا لتمكن (100) ألف داعشي من الـــحــضــور لـــمـصــر وتفكيكها وحــكـمـــوا الجـنوب مـــن الفيوم الى حدود السودان، ولترتب على ذلك تدمير المنطقة كلها. والسبب الثاني هو اسقاط مشروع الاخوان في مصر، حيث انــفصلوا عــن الشعب وبالتالي سقوط مشروع الفوضى الخلاقة في سوريا بصمود شعبها وقيادتها وجيشها، وسقوط المشروع في مصر بانهيار مشروع الاخوان.
الا ان هـــذا الــصــمود الـسوري، تطلب دعما عراقيا ولبنانيا وايرانيا ليتكون حلف اقليمي مقاوم، ومدعوم من روسيا والصين. كما اشار الى ما حدث في غزة مؤخرا، وهي القطاع (الــمحاصر) الا ان ما حدث هو صمود غزة وهجومها المباشر على “اسرائيل”، أفزعت “اســـرائــيـل” وجــيــشـها وامريكا، فتراجعت وانسحبت. فانتصرت غزة وحــدهــا وهــــي المحاصرة واجبرت “اسرائيل” على الانسحاب، فماذا لو تدخل في الحرب حزب الله وســـوريـــا والـعـراق وايران لانهارت “إسرائيل”. ولأول مرة تشعر “اسرائيل”، بفقدان القدرة عــلــى الــردع، وعــدم الــقـــدرة عـــلــى حماية محيطها، بل ان القبضة الحديدية انهارت أمام صواريخ المقاومة مــن غزة. فــ”إســـرائــيــل” كــانـت في موقف غير مسبوق من الهزال والضعف. ودول الخليج نفذت التطبيع مع “إسرائيل” بأوامر امريكية لأنــه ليس هناك تهديدات حقيقية لها اصلا.
فـ”إسرائيل” المذعورة مـــن حــــزب الله ومـــن غــــزة ومـــن ســـوريــا ومن ايــران، هل تـسـتـطـيـع أن تــحـمي دول الخليج، وهــي المهزومة اذن مــن غزة؟ فـ”إسرائيل” فـي أزمـة وجودية خطيرة، حيث لأول مرة يعترفون بهزيمة سريعة، أجبرتهم على التراجع والتوقف… كما ان “إسرائيل” ليــس لـــديـهــا عـمق استراتيجي، وهو مصدر ضعف وتهديد، ومحيطها الذي تعيشه لا يــزيـــد عـن (50) كم، لذلك فان حماية “اسرائيل” الآن تتم بــالـعــرب وهي دول الخليج اساسا، فـ”إسرائيل” فـــي خــطــر، ولا بد مـن حمايتها. فـمن ينضوي تحت هذا التحالف البغيض الذي يهدد الأمن القومي؟! ولا أتــصـور أن مصر يـمكن ان تدخل هذا التحالف. والمشكلة هي تجاهل الــشـعـوب!! لــذلـك لــم ترى أمــريــكــا الا دول الـخـلــيــج وهـــي مشيخات وحكم أسر، وأفراد وانقلابيين ولا يـهـمـهم إلا مصالحهم، حيث ان هذه الدول هي التي عليها ان تــحــمـي “اسرائيل” بأوامر امريكية. فمن يضمن ذلك مستقبلا؟! وهذا كله في سياق ما سمي بصفقة القرن.
فــالـــتـطـبـيـع الآن، هـــو لــحـماية “اسرائيل” بالعرب، لحل الازمة الوجودية لـ”إسرائيل”. وهـــو وضع مختلف عـن تطبيع كامب ديفيد، لأن دول الخليج هي دول مضطربة وفيما بـيـنـهـا صـراعات خطيرة تهدد وجودها أصلا. فلم تجد أمريكا الا هذه الدول وهي تحت السيطرة الامريكية، تنفذ مصالح أمريكا بحماية “اسرائيل”.
ثم تحدث الحاضرون وهم :
1- أ. جمال ابو عليو: قال (كلفة الاستسلام أفدح كثيرا من كلفة الحرب).
2- د. نعيمة ابو مصطفي: طالبت التجمع بضرورة اصدار بيانات لمقاومة التطبيع)
3- أ. محمد رفعت : (كل ما يحدث هو نتاج خيانة السادات واستسلامه، وان مرحلة التطبيع الحالية هي تطبيع سعودي خليجي مع “اسرائيل”)
4- أ. طارق مدحت : (اسرائيل دولة مصطنعة ولا يجوز التطبيع معها) أصلا، رغم انها منصوص عليها في اتفاقيات غير شرعية). واشار الى ان المستقبل للمقاومة، والرهان على الشعوب وخير مثال لبنان…)
5- أ. فاروق البشري : ( القضية هي صراع وجود و ليس صراع حدود )
6- أ محمد الشرقاوي : حيث ألقى قصيدة رفضا للتطبيع، وحتمية تحرير القدس
7- أ محمد الشربيني : (واقع ما يعانيه الفلسطينيون)
وختم د . مصطفى بالقول: ما العمل؟ لا بد من مراعاة قدراتنا ليكون الفعل مؤثرا. ويــمكن عمل أشياء صغيرة عند التطبيع ومناسبة لإمكانياتنا كأفراد، ومؤسسات وأحزاب.
الأمين العام المساعد للتجمع
والمنسق العام بالقاهرة
د. جمال زهران
مع تحيات
د. يحيى غدار
الأمين العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة