التجمع يستضيف الأخ خالد البطش في لقاء بعنوان “صفقة القرن تنهار… ما بين مسيرات العودة ومقاومة غزة البطولية”
بسم الله الرحمن الرحيم
في إطار المواكبة المستمرة للمستجدات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، استضاف التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الأخ خالد البطش رئيس الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار – منسق فرع التجمع في غزة، في لقاءٍ بعنوان “صفقة القرن تنهار… ما بين مسيرات العودة ومقاومة غزة البطولية”؛ وذلك بحضور شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية عربية وإسلامية.
عقب الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء مسيرات العودة وكل فلسطين وشهداء الأمّة العربية والاسلامية الأبرار… استهلّ اللقاء أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار، مرحباً بالحضور الكريم، ومشيدا بالدور الطليعي لحركة الجهاد الإسلامي وللأخ خالد البطش في التصدي للعدو الصهيوني بكافة الوسائل المتاحة؛ مؤكدا أنّ الاقنعة سقطت عن الأنظمة الرجعية العربية في موقفٍ لا نستغربه على من باع فلسطين منذ بداية القرن العشرين، معتبراً أن التطبيع خيانة حقيقية للأمة ولقضيتها المركزية…
وعبّر الدكتور غدار عن أسفه بسبب خيارات الكثيرين التي لا تخدم إلّا المشروع المعادي، مؤكداً أن كلّ من راهن على المفاوضات واتفاقيات الذل والعار وعلى قرارات الشرعية الدولية، خسر رهانه، ولم يزدد الشعب الفلسطيني إلا دماراً وحصاراً وتهجيراً…
كما لفت إلى أنّ صفقة القرن بكلّ إرهاصاتها وتبعاتها من إعلان قومية الدولة اليهودية إلى نقل السفارة الامريكية للقدس وغيرها، تجدّد التأكيد أنّ الخيار الأوحد للامة هو خيار المقاومة، وأنّ مسيرات العودة وكسر الحصار هي اللبنة الاولى في الانتصار على الكيان الغاصب وتحرير فلسطين في متابعة لسلسلة الانتصارات التي شهدناها في سوريا والعراق واليمن ولبنان…
وأكّد أمين عام التجمع أنّ الإبداعية الفلسطينية المقاومة التي تجلّت في مسيرات العودة أثبتت جدارتها ووحّدت الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني على كلمة حقّ، فكل الشرفاء شاركوا في هذه المسيرات أما من لم يشارك بأية وسيلة، فهو حتماً عميلٌ للعدو الصهيوني ومتخاذل أمام تضحيات اخوانه.
بدوره، شكر الأخ خالد البطش التجمع ممثلاً بأمينه العام الدكتور يحيى غدار على المبادرات الداعمة للقضية الام، ومؤكداً على أهمية دوره الريادي الداعم لكل القضايا المحقة في أمتنا؛ وقال: “عندما تطأ قدماي بيروت أتذكّر الاحتلال الاسرائيلي للبنان ووقوف شارون على مشارف مطار بيروت لينفذ مجزرة العصر “صبرا وشاتيلا”، مطلقاً العنان لحقده وكراهيته التي لا حدود لها. كما أتذكّر المقاومة الباسلة والتضحيات التي قدمها الشعب اللبناني والفلسطيني وأحرار الأمة العربية والاسلامية في مواجهة الغزو… حيث كان بروز المقاومة اللبنانية البطلة أول الغيث في تحرير الارض اللبنانية والذي عبر عنه الصهاينة بيوم المذلة”.
وحيّا الأخ البطش أحرار الامة العربية في كل أقطارها على ثباتهم على النضال بوجه الاحتلال الاسرائيلي والتطبيع بعيداً عن الاصطفافات المذهبية والطائفية التي لا طائل منها، ورفضا لسياسات حكامهم العملاء.
وفي موضوع صفقة القرن، توقف الأخ البطش عند ارهاصات ومؤشرات هذه الصفقة، لافتا الى أن ترامب ومنذ توليه الحكم، سعى الى معالجة الوضع الفلسطيني على طريقته من خلال طرح ما يسمى صفقة العصر، فيما قام العرب في قمة البحر الميت باقتراح فكرة السلام الاستراتيجي التاريخي مع الكيان والتي نتج عنها بروز بعض الادوات الصهيونية والرجعية على الساحة. والملاحظ ان الدول العربية لم تقم بأية حركة رفضا لقرارات ترامب الجائرة، فقال الفلسطينيون كلمتهم بالدم، بسبعين شهيدا واكثر من ثلاثة الاف وخمسمائة جريح في يوم واحد..
ولم يكتف ترامب بهذا الأمر، بل سعى لتغيير مفهوم اللجوء الفلسطيني، ومن ثم حاول ضرب منظمة الاونروا في مسعى لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وصولا الى دفعه للقبول بأية املاءات صهيونية امريكية…
وأشار الأخ البطش الى ان ما حصل في الجمهورية العربية السورية من صمود وتضحيات كسر محاولات ضرب سوريا الموقف والكيان والتي رافقها انفاق مليارات الدولارات دون أن تستطيع كسر هذا الصمود العظيم… وليس ذلك ببعيد عن محاولات ضرب العراق واليمن والبحرين ومصر وكل مكونات الامة في بهدف نسف القضية الام واعادة رسم خارطة الصراع مع العدو الصهيوني…
وأكد الأخ البطش أن أهداف هذه الصفقة هي الضغط لتسوية القضية وإنشاء دولة في غزة مع بعض الاطراف في الضفة الغربية، وتمرير مشروعات التطبيع والمشروعات الاقتصادية الكبرى مثل قطار السلام وقناة البحرين وغيرها، وكلها محاولات لنهب مقدرات الامة وتأمين مصالح “اسرائيل” والغرب الأمنية والاقتصادية، ومن ثم انشاء تحالف عربي صهيوني تحت مسمى الناتو العربي الذي يهدف لتعزيز الطائفية والمذهبية وتقسيم المقسّم، والتحضير لخلق حالة من العداء مع ايران التي تشكل رافعةً لآمال الامة كلها إن تم التعاون معها كما يجب… واعتبر أن الهدف الاستراتيجي من كلّ هذا الحراك هو الابقاء على “اسرائيل” قوية آمنة مطمئنة وصولا الى عودة المسيح كما يعتقدون!
وفيما يتعلق بالتصدي لهذه المؤامرة، أشار البطش الى أن من الممكن ان تتم مواجهة صفقة القرن من خلال العمل على مستوى فلسطيني وآخر عربي واسلامي… فلسطينيا، ينبغي العمل على استعادة الوحدة والشراكة الوطنية على قاعدة مشروع المقاومة والجهاد مع العمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، ولكن بعض الاطراف تحاول ابقاء الحال على ما هو عليه سعيا لتحقيق صغار المكتسبات.
وأكد أن على الفلسطينيين اعادة بناء منظمة التحرير واعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، وليس مشروع السلطة الفلسطينية فقط، بل طرد العدو وانهاء وجوده واقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطين التاريخية… كما يجب ان يسحب الفلسطينيون الاعتراف بالكيان وشرعيته على 78% من ارض فلسطين، ومن ثم الخروج من اتفاق اوسلو الذي انتهى عمليا عام 1998 كون مدته خمس سنوات منذ 1993…
أما على المستوى العربي والاسلامي، لفت الأخ البطش الى أنّ من الضروي إيقاف مشروع التطبيع مع الكيان الغاصب، وسحب المبادرة العربية للسلام التي قدّمت في بيروت عام 2002 على شكل وعد بلفور عربي جديد… مشيرا الى ان العواصم العربية تغلق بوجه الشعب الفلسطيني فيما تفتح بوجه نتنياهو وحكومته والمستوطنين… كما يجب العمل على دعم خيار المقاومة والجهاد، وان تدفع امريكا ثمن مغامراتها في المنطقة من خلال اجراءات عربية واسلامية ردّا على التماهي مع الاحتلال وعنجهيته…
وعلى صعيد مسيرات العودة وكسر الحصار، أكد البطش أنها تهدف الى استحضار الشعب الفلسطيني الى جانب المقاومين، مشددا على بطولة الشعب في غزة بعد كل الحصار والدمار، حيث تم تشكيل الهيئة الوطنية لمسيرات العودة من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني والفصائل، وتم التوافق على اطلاق المسيرات التي شارك بها مئات الآلاف، وحتى اليوم لم يتراجع الشعب الفلسطيني عن مطالبه ومحاولات إنهاء الحصار، مؤكدا على المضيّ قدماً بهذه المسيرات السلمية والجماهيرية والتي تحميها بندقية المقاومة بكافة فصائلها…
وأشار البطش الى أن ما شهدناه في الجولات الاخيرة والمواجهات التي بدأتها القسام بصواريخ كورنيت و”جحيم عسقلان”، يعبر عن مدى صلابة المقاومة الفلسطينية في غزة وجاهزيتها لخوض غمار أية معركة مع العدو الصهيوني.
وفي الختام، أعرب الأخ البطش عن أمله بتحرك مصر لإنهاء الحصار على غزة، مستغرباً أن أحدا لم يلتفت لحاجات ومطالب الشعب الفلسطيني في غزة على مدى الاشهر السبعة الماضية، وربما كان ذلك بانتظار أن يكلّ أو يملّ المتظاهرون أو أن يقع الخلاف بين منظمي هذه المسيرات، “ولكننا مستمرون مهما كبرت التضحيات وعظمت، وسنبقى نحمل راية وحدة الامة ووضع حد للصراع الهامشيّ الذي لا طائل له”… كما شكر الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تكفلت الشهداء ووجه نداء لكل الاحرار في الامة والعالم بتقديم العون والمساعدة للجرحى وعوائلهم..
هذا وقد شهد اللقاء حواراً غنياً بين الحضور والأخ البطش، وكانت مداخلات لكلٍّ من:
القيادي في الحشد الشعبي سماحة الشيخ د. يوسف الناصري – العراق – أمين عام شورى العلماء – الأمين العام المساعد لحركة النجباء ومنسق فرع التجمع في العراق
الإعلامي حميد رزق – حركة أنصار الله اليمن
الإعلامي عمرو ناصف – مصر
د. معن الجربا – منسق عام التجمع في الجزيرة العربية
علي هاشم – معارض من الجزيرة العربية
الأكاديمي د. جهاد البرق – الحراك المدني – فلسطين
القاضي الأستاذ حسين الموسوي – العراق رئيس تيار نداء الرافدين – عضو فرع التجمع في العراق
الخميس 13 كانون الأول 2018
الأمين العام للتجمع
د. يحيى غدار