ترامب يحكم امريكا.. ومن افغانستان .. زمن عرب سورية أزف
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ثلاث خطوات اتخذها ترامب غير متعجّلٍ، تأكيداً لكونه قرّر أن يحكم في سنته الأخيرة، والتأسيس لولايةٍ ثانيةٍ، ولم يعد يقبل مماطلةً أو تأخيراً.
قرّر الانسحاب من سورية خلال ستين إلى مئة يوم.
ثم قرّر سحب نصف القوات الامريكية من أفغانستان وأمر بالتنفيذ الفوري.
اعترض وزير الدفاع ماتيس ممثل البنتاغون وصناع السلاح ولوبيات الحرب، فألزمه بالاستقالة، ما أثار أزمةً وفوضى في الادارة الامريكية…
ما فعله ترامب يطرح أسئلةً جوهريةً بما فيها عن مستقبل أمريكا وتوازن لوبياتها ومستقبلها….
لماذا الآن؟ ولماذا تفاعل القرارات الثلاثة دالٌّ على حقبةٍ جديدةٍ في العالم والعرب وإقليمهم، بل وفي أمريكا؟…
– ترامب جاء من خارج توازنات الطبقة، لكنّه مدفوعٌ من قطاعٍ واسعٍ من الأمريكيين البيض، وممثلٌ لشريحةٍ واسعةٍ من لوبيات الرأسمالية الامريكية غير المالية والمعولمة.
– أعلن الحرب على واشنطن، وقراره بتصفية العولمة وسحب امريكا من كل المؤسسات ذات الصلة…
– وأعلن أنّه سيسحب القوات الأمريكية المنتشرة في العالم لخدمة فريق العولمة والآخرين وبأنّ أمريكا لن تقاتل إلا لمصالحها أو لمن سيدفع، ومن لا يدفع فليتحمل المسؤولية أو يسقط خلال أسبوع..
– أعلن ترامب الحرب العالمية الاقتصادية، ولفشلها، اضطر إلى مهادنة الصين، وهو ممنوعٌ من التفاهم مع بوتين..
– كبّلته توازنات الطبقة ولوبياتها، وجاءته ضربةٌ كاسرةٌ في الانتخابات النصفية، ثم في قرار مجلس الشيوخ بتسمية حليفه محمد بن سلمان قاتلا للخاشقجي، وفي تقييد علاقته بالأسرة السعودية المموّل الأساسي لمشروعاته لاستعادة مجد وعظمة أمريكا واقتصادها..
بقي لترامب سنتان في البيت الأبيض، هي عملياً سنةٌ واحدةٌ، فالثانية سنة الانتخابات الرئاسية، فقرّر أن يأخذها بالقوة والبلطجة، أو يأخذ أمريكا إلى الحرب الاهلية، وهو يعلن أنّ مناصريه لن يتركوا واشنطن بأمان إن جرى التآمر عليه وأُسقِط..
بهذا يمكن تفسير قرارات ترامب الثلاثة، وما سيقوم به من خطواتٍ صادمةٍ، فلديه فقط سنةٌ ليحكم، وسيضع فيها كلّ ما لديه من تصوّراتٍ وخططٍ وقراراتٍ موضع التنفيذ، وليكن بعدها الطوفان..
الانسحاب من سورية حدثٌ تاريخيٌّ زلزاليٌّ في مستقبل الاستعمار وقواه، وفي مستقبل إقليم العرب والمسلمين، وقرار الانسحاب من أفغانستان معطوفاً على الانسحاب من سوريا يحسم بأن أمريكا هُزمت وترامب قرّر التصرف كمهزومٍ وسيتابع الانسحابات من آسيا ومن الشرق ومن الخليج، وبعد إقالة ماتيس لم يعد هناك من يجرؤ على إعاقته…
من المنطقيّ القول: إنّ القوى المعادية لترامب لن تستسلم ولن يكون لها فرصٌ للجمه إلّا باغتياله أو بمحاولة إسقاطه أو بانقلابٍ عسكريٍّ يستبعده الجميع، لكنّه احتمالٌ قائمٌ لا يجب أن ندير الظهر له..
العرب وإقليمهم في حقبةٍ جديدةٍ هي بامتياز حقبةٌ سوريةٌ وعليهم أن يعودوا إلى بيتها وعروبتها لا أن تعود هي إلى جامعتهم المستعربة…
المنظومات التي ورثتها أمريكا من الحرب العالمية الأولى والثانية إلى انهياراتٍ متسارعةٍ وفي كلّ الاتجاهات: أوروبا- آسيا – أفريقيا والأهمّ نظم سايكس بيكو العربية القاصرة، وفي المقدمة الكيان الصهيوني الذي بات عبئاً على أمريكا والجميع وأمريكا ترامب قررت ألّا تتحمل أعباءً أكثر مما تحملته حتى الان…