حزب الوفاق القومي يعقد ندوة حول ذكرى عيد النصر
تحت عنوان (( بورسعيد مفتاح التاريخ))
دارت ندوة حزب الوفاق القومي حول ذكري انتصار 23 ديسمبر 1956 ( عيد النصر ) وهو العيد الذي غاب عن الاحتفالات الرسمية والذي يمثل يوما من أمجد أيام البطولة والفداء لشعبنا في مصر .
وكانت المتحدث الرئيسي فيها هو الأستاذ والمفكر القومي الصحفي / محمد الشافعي .
وحضور الأستاذ الدكتور / جمال زهران . أستاذ العلوم السياسية .
والأستاذ / محمد عز الدين . السكرتير الشخصي للقائد ا/ جمال عبد الناصر . وأمين عام حزب الوفاق القومي .
وإدارة / محمد محمود رفعت . رئيس الحزب .
وكان السؤال : هل تأميم قناة السويس عام 1956 هو السبب المباشر لإعلان الحرب . خصوصا وأن التأميم جاء بعد رفض صندوق النقد الدولي لتمويل بناء السد العالي اكبر مشروع عرفه العالم في القرن العشرين ؟
وتحدث الأستاذ محمد الشافعي مؤكدا أن هناك عدة تواريخ تضيع في الزحام وكان يجب ذكرها والتأكيد عليها منها :
18 يونيو 1953 ذكري إعلان الجمهورية وإعلان الجمهورية بما يعنيه من بدء تاريخ جديد لمصر بتحولها من العهد الملكي الي الحكم الجمهوري .. وهو اليوم الذي تحتفل به أغلب دول العالم .
ثم يأتي أيضا يوم 18 يونيو 1956 ذكرى جلاء الاحتلال البريطاني عن أرض مصر ورفع العلم المصري وإزاحة العلم البريطاني من قاعدة قناة السويس.. ومن ثم إعلان جلاء الاحتلال رسميا واستقلال مصر .
ويأتي إعلان تأميم قناة السويس في 26 يوليو عام 1956 . مع تعويض الدول المالكة للأسهم بقيمة الأسهم وقت التأميم واعتبار شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية .
ولم يكن إعلان تأميم قناة السويس مجرد رد على رفض تمويل مشروع بناء السد العالي . ولكن ما سبقه كان يحتم على الدول المعتدية أن تقوم بالاعتداء حتى تدافع عن مصالحها كدول استعمارية ولم تكن فكرة التأميم فكرة قامت فجأة في ذهن الزعيم جمال عبد الناصر . فقد سبق له الحديث والتشاور فيها مع الدكتور / مصطفى الحفناوي منذ ديسمبر عام 1952 أي بعد الثورة بشهور . وهي القناة التي حاولت حكومات ما قبل الثورة مد فترة الامتياز الأجنبي عليها . ولكن توقيت تأميمها هو الذي مثل المفاجأة لأعداء مصر .. الذين كانوا يراهنون علي الاحتفاظ بها للأبد منذ أفلس الخديوي إسماعيل وباع حصة مصر وقدرها 47% من أسهم القناة في بورصة لندن .
فقبلها .. قامت مصر بتنويع مصادر السلاح وحصلت علي أول صفقة سلاح روسية تحت اسم صفقة الأسلحة التشيكية عام 1955 . وهي التي كانت تعتمد على بريطانيا التي تحتلها دون سواها في تسليحها…
وكانت مصر قد بدأت في دعم دول التحرر الوطني والتحدي للاستعمار بدعم ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي الذي كان يعتبر الجزائر مقاطعه فرنسية .
وإسرائيل التي تعتقد أن دولتها يجب أن تقوم وتمتد من النيل للفرات وقد رأت مصر تقوم فيها دولة بعد الثورة تهتم بالتسليح وبناء جيش وطني قوي . علاوة على اهتمامها ببناء حركة تنمية تأخذ بيد مصر والمصريين نحو التقدم .
وكان المد القومي العربي بقيادة مصر قد بدأت تتردد أفكاره ورؤاه في الأمة العربية
ولعل ثورة 23 يوليو ونجاحها في مصر كانت باعثا على الأمل لدي كثير من الدول الساعية للتحرر والاستقلال . فكان لابد من توجيه ضربة عسكرية لمصر سواء أممت القناة أو لم تؤممها . ومن هنا انطلقت المؤامرة على مصر .
ففي يوم 24 أكتوبر تم توقيع اتفاقية سيفر للحرب على مصر . بعد أن صممت إسرائيل على خوض الحرب بشرط وجود تعهد مكتوب من بريطانيا بدعمها .. وكانت فرنسا صاحبة المصلحة في القضاء على مصر الداعمة للجزائر في مواجهة الاحتلال الفرنسي على ألا يتم نشر هذه المعاهدة وتظل سرية .
وتقوم على :
1- تقوم القوات الإسرائيلية بخلق حالة صراع مسلح على مشارف القناة لتستغل بريطانيا وفرنسا ذلك للتدخل ضد مصر .
2- توفر القوات الفرنسية الحماية الجوية والبحرية للقوات الإسرائيلية .
3- تصدر بريطانيا وفرنسا إنذارا مشتركا لإسرائيل ومصر بوقف القتال وسحب قواتهم مسافة 10 أميال من شاطئ القناة .
4- تتولى القوات البريطانية تدمير المطارات والطائرات والأهداف العسكرية المصرية وتحقيق السيطرة الجوية الكاملة على سماء مصر .
وفعلا بدأ التنفيذ .. والاعتداء على مصر يوم 29 أكتوبر عام 1956 وقامت قوات الدول الثلاث بالهجوم على مصر واستطاعت الدخول لمدينة بورسعيد ولكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية ونتيجة سحب القوات المصرية من سيناء للمواجهة انتهزت القوات الإسرائيلية الفرصة وتقدمت نحو سيناء .
وقامت انجلترا وفرنسا بتنفيذ اتفاقهما بتوجيه إنذار لمصر بالانسحاب من القناة . باعتبار العمليات القتالية تعطل الملاحة في القناة .
وكان رد جمال عبد الناصر من على منبر الأزهر حاسما قاطعا بقبول التحدي وإعلان الكفاح ضد الاستعمار ودعوة الشعب للمشاركة .
ولأول مرة في التاريخ يقوم حاكم بتوزيع السلاح علي أفراد الشعب لمواجهة العدوان .. وقدم الشعب البطولات . وتحقق النصر بإرادة الشعب وقيادته .
واستفاد عبد الناصر من عدد من المتناقضات منها :
– أن أمريكا كانت تمر بانتخابات ولم يؤخذ رأيها في أمر العدوان .
– أن الاتحاد السوفياتي لم يك ليفرط في مكانه اكتسبها في مصر .
– أن دول العالم الثالث التفّت كلها حول مصر وقامت دول عدم الانحياز بالالتفاف حول مصر .
– أن الشعب العربي كله خرج متضامنا مع مصر وشعبها وقيادتها .
وانتصرت مصر في معركتها مع العدوان الثلاثي .. وقدمت نموذج لدول العالم الثالث في مواجهة الاستعمار والصهيونية .
وتحدث الدكتور : جمال زهران / مؤكدا أن أهم الدروس المستفادة من العدوان الثلاثي وانتصار مصر هو كيف أدارت مصر معركتها .. وكيف استغلت التناقضات في صفوف أعداءها وحشدت دول عدم لانحياز ودول العالم الثالث كله سندا لها في المعركة والتفاف الشعب العربي كله حول مصر .. وكانت عبقرية جمال عبد الناصر أنه تعلم من التاريخ وترجم ما تعلمه إلى واقع يعمل به . وكيف استعان بالشعب في المعركة وهو عمل لا يجرؤ حاكم على القيام به .. وحين انتهت المعارك وقام بجمع السلاح لم يتأخر مواطن واحد عن رد السلاح الذي تسلمه . وكان هذا من أسباب الانتصار .
وتحدث الأستاذ محمد عز الدين : مؤكدا أن القائد حين يثق في شعبه يبادله الشعب ثقة بثقة .. وأن الشعب الذي حارب في بور سعيد واختطفت مجموعة منه “مور هاوس” ابن عمة ملكة بريطانيا الذي قام العالم كله بمناشدة مصر بتسليمه قادر على المواجهة والتضحية والتحدي .
وتحدث الأستاذ / العربي محمد عن قيام مجموعات من الفدائيين المصريين بأعمال جليلة ضد الاحتلال ردا على الاعتداء ودور المقاومة الشعبية التي قامت بتشكيل مجموعات من المرأة والفدائيين وحتى اليونانيين ومجموعات عائلية كلها تعمل على تحرير الأرض .
وتحدث الأستاذ / محمد رفعت . رئيس حزب الوفاق القومي . مؤكدا على أن الشعب الذي حقق الانتصار ما زال قادرا على تحقيقه مرة أخري ومرات فعدونا على مر التاريخ ثابت ولن نسامح في دماء شهدائنا وأبطالنا.
وانتهت الندوة بتحية للمحاضر والحاضرين .