العرب يعودون إلى شامهم… فهل تقبلهم أم تغيّر بعربيّتهم وتصححها؟!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
قلنا إنّه لا بدّ من الشام ولو طال الزمن …
شام العرب شامخةٌ لم تحنِ رأسها ولم تستسلم، وقاتلت ببسالةٍ نادرةٍ، ولم ترفع بتاريخها رايةً بيضاء…
هي الشام، بيت العرب العتيق، وحضنهم الدافئ أبداً، فتحت وتفتح ذراعيها وتحتضن كلّ من قصدها طلباً للدفء والحنان والأمن …
غدروا بها، وخانوها، وتآمروا عليها، وظنّوا بها كلّ الشرور، لا لشيءٍ إلّا لأنّها أعزّتهم وأكرمتهم وظلّت رايتهم وكرامتهم، ولأنّها استمرت على عربيّتها ولم تغيّر أو تتغيّر…
توهّموا أنّهم قادرون على كسرها أو حرفها أو تطويعها أو تدميرها، وبذلوا كلّ ما ملكت أيديهم وجيوبهم وفجورهم…. صمدت وانتصرت واعترفوا بفشلهم وبخيانتهم وتآمرهم …
لأنّها سيدة العواصم والقابضة أبداً على جمر المقاومة كروحها المتوثّبة، لم تغدر يوماً ولم تخن ولا هانت أو تهون، أسمتهم مستعربين يوم افترضوا أنهم يكونون عرباً في جامعتهم بطردها، ولم تتأزم أو ترتهب، فبدونها لا جامعة ولا عرب يكونون….
طلبوا ودّها لاتقاء شر ثأرها، فلم تردّهم خائبين، فهي الأم والأب والأعرف والأكثر حكمةً، وقلبها كجبلها كبيرٌ ويتّسع ويصافح ويبتسم، لكنّه لا يصفح أبداً عن غدرٍ ولؤمٍ وخيانة …
فتحت وستفتح ذراعيها مرّةً بعد مرّةٍ وستفتح مطارها وحدودها، ولن تطلب فيزا أو أوراقا، فهي عربيةٌ وقررت عن سبق تصورٍ أنّها قلبهم، واليوم يُقرّون لها بأنها عقلهم ورايتهم، ترفع الراية ولا تنكسر…
سيأتون إليها فرادى وجماعات، وسيكيلون لها الثناء والتحيات، وستبتسم ولن تردّ بحقد… فردّها أنّها ألزمتهم العودة وقد حنوا لها الهامات، هم طلبوها وهي لم تعلن عداءً لأحدٍ منهم برغم ما فعلوه من تآمرٍ وعدوان ….
لم تطالب بإسقاط أيٍّ منهم ولم تتدخل بشؤونهم، ولا قبلت أن تفرّط بذرة ترابٍ أو بكرامة أحدٍ مهما بلغ من حقارةٍ وسفالةٍ إزائها…
لها قيمها وشخصيتها وأعرافها، وتسير على أوقاتها هي، لا تعير الآخرين أهميةً ولا تلتفت إليهم إن خرجوا من السرب، ولو طعنوها بخناجرهم المسمومة وبغدرهم الحاقد..
هم غادروها وتآمروا عليها، وهم يعودون ويطلبون الصفح ويعتذرون، أمّا هي، فيا جبل ما يهزك ريح!…
عادوا إليها وقصد بعضهم أن تعود معهم إلى جامعة المستعربين، أما هي، فستأخذهم إلى عربيتها الحقيقة الأخوية غير المتآمرة وغير الغادرة، صافية النوايا، وجادّة في سعيها لتنهض بأمتها، وشرط النهوض تحررها من الهيمنة والتبعية والاستزلام..
عروبتها ستسود وكما انتصرت في الحرب العالمية العظمى ستنتصر في سعيها لتعميم قيمها وشيمها وعربيتها هي ومقاومتها وتحالفاتها ولن تتخلى أو تغدر بإيران أو بحزب الله والمقاومات، بل هم في عقلها وفي صلب التزاماتها، فستجري الامور وكما هي أرادت وتريد..