العائدون إلى سوريا مهزومون وبشروطها… إيران باقيةٌ وتتمدّد!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
المهزوم في الحروب لا يفرض شروطاً، وجلّ ما يسعى إليه حماية نفسه وحفظ ماء وجهه، والمنتصر يقرّر: هل يعطيهم أم لا؟ وله في ذلك السيادة وقوّة الفرض، فالمنتصر يكتب التاريخ ويقود المستقبل، هذه خلاصات التاريخ وتجاربه المتراكمة وحقائقه التي لم يحد عنها أبداً…
في سوريا هُزمت أمريكا وأعلن ترامب بجرأته: “إننا هزمنا وليس لنا ما نقاتل من أجله سوى الرمال والدمار”، ومع هذا تجد أصواتاً ومسؤولين يحاولون تحويل هزيمتهم إلى انتصار ويتحدثون عن صفقاتٍ وعن اشتراطاتٍ وأثمانٍ تقبضها أمريكا المهزومة… وهذه ترّهةٌ ونكتةٌ سمجة…
المستعربون عائدون إلى الشام على هواها وساعتها وبمزاجها، والقواعد التي أرستها منذ الأزمنة وأعادت صياغتها بجديد الحضارة الانسانية وما بلغته.
العائدون من المستعربين والأوروبيين والآخرين إلى سوريا آتون برؤوسٍ وقاماتٍ منحنيةٍ طالبين الصفح والمغفرة، فقد عرّضوا سوريا لأبشع وأخطر مؤامرةٍ في التاريخ، وخرجت منها منتصرةً وهم مهزومون وليس للمهزوم أن يفرض شروطاً….
ولأنّها سوريا القادرة والعارفة بما هي عليه، لم تردّ طلباً، ولم تتصرّف بعنجهيّةٍ، فمن يعود صاغراً مستسلماً أهلاً به، ومن يريد تلميع نفسه فعليه أن يبحث عن غير سوريا، وسوريا المقتدرة تتصرّف بحكمةٍ وقاعدتها العفو عند المقدرة، وعفوها لا يعني الصفح وشطب الماضي أو عدم التعلّم من دروسه وضبطها على إيقاعها هي لا على حاجات وساعات المهزومين…
والمهزوم العارف بحجم هزيمته وبتأثيراتها التاريخية المستقبلية يحاول – ولو بالتصريح والتغريد – أن يدغدغ أحلامه وآماله المندثرة ليستدرج عطفاً أو يحاول تلميع خطوته الاضطرارية، فيزعمون أنّهم عائدون للحدّ من تغوّل إيران وتركيا وأنّهم بعودتهم سيطوّعون الشام على أهدافهم…
ولأنها منتصرةٌ وعارفةٌ بما هي عليه من قدرة عبقريّةٍ على صناعة الأزمنة الآتية، لم تردّ على الترّهات والتغريدات بالكلام، وهي لا تمارس الحروب الكلامية وعواصفها وتردّ بطريقتها بالمعطيات والوقائع والإجراءات…
جاء ردّها: الإعلان الصريح بأنّ إيران وشركاتها المعنيّة الأساسيّة وصاحبة الأولوية في إعادة إعمار سوريا، وبذلك تقول للمتفلسفين انكم إن عدتم فعليكم أن تقبلوا الواقع كما هو، فإيران حليفٌ استراتيجيٌّ مقاتلٌ إلى جانب سوريا، ونصر سوريا نصرٌ لإيران بذات القدر، وإعادة الإعمار المبرّر الذي يحفّز الكثيرين للعودة إلى سوريا طمعاً بثرواتها وبكلفتها، فلن يكون لهم فيها دورٌ، فمن قاتل هو من يستثمر بالنصر، ومن تآمر، عليه الإقرار بهزيمته ومسؤوليته، ودفع الكلفة والتعويض عما اقترفه، وبصمتٍ، هذا أعلى ما يمكن أن تقدّمه دمشق للمستعربين والمتآمرين العائدين والراغبين بالعودة إليها، وتقول لهم: إمّا أن تقبلوا شروطنا وقواعدنا وتحالفاتنا أو لكم استعرابكم ولسوريا وشامها عربيّتها وعروبتها وحلفاؤها، وقيمها هي السائدة ويدها العليا…
إيران في الشام باقيةٌ وتتمدّد، ومن لم يعجبه فليبتلع المحيطات بعد أن تذوّق طعم الهزائم والانكسارات…
فسوريا عاشت بدونكم وقاتلتكم وهزمتكم وتبقى على عهدها ووفائها لحلفائها لا تغيّر ولا تتغيّر ولا يغريها المهزومون المتآمرون والغدّارون..