الولايات المتحدة والصين تبدآن محادثات تجارية
تحت ظل أجواء الحرب التجارية التي سعرتها الولايات المتحدة مع الصين وعدد من دول العالم وفي محاولة من أكبر قوتين اقتصاديتين لتبريد أجواء هذه الحرب التي ارخت بظلالها على المشهد الاقتصادي خارج حدود البلدين بدأتا اليوم محادثات تجارية.
المحادثات التي تعقد بين الجانبين على مستوى نواب الوزراء في بكين هي محاولة منهما لإنهاء نزاع يلحق ضررا متزايدا باقتصاديهما ويعكر صفو الأسواق المالية العالمية وهي أول جولة من المناقشات المباشرة منذ أن اتفقا مؤخرا على هدنة مدتها 90 يوما فى حرب تجارية اشاعت التوتر في الأسواق الدولية.
وانعكست هذه الأجواء التصالحية على أسواق المال بشكل مباشر حيث شهدت موجة صعود اليوم بفضل توقعات بأن توءدى المفاوضات الى تهدئة التوترات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وزارة الخارجية الصينية اعلنت اليوم أن بكين وواشنطن ترغبان في العمل معا بشأن التجارة حيث قال لو كانغ المتحدث باسم الوزارة للصحفيين.. إن “الجانبين اتفقا على عقد محادثات وحوار إيجابي وبناء لحل النزاعين الاقتصادي والتجاري بما يتماشى مع التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين”.
وأضاف المسؤول الصيني.. أنه “منذ البداية نعتقد أن النزاع التجاري الأمريكي الصيني ليس وضعا إيجابيا لاقتصاد كل من البلدين أو العالم… والصين لديها نية حسنة على أساس الاحترام المتبادل والمساواة لحل النزاعات التجارية الثنائية”.
وحول متانة الاقتصاد الصيني وقدرته على المواجهة التجارية مع واشنطن بين المتحدث الصيني ان التنمية الصينية تتمتع بصلابة كبيرة وإمكانيات ضخمة وقال.. “لدينا ثقة قوية في العوامل الأساسية طويلة الأمد للاقتصاد الصيني”.
تصريحات المسؤول الصيني تأتي بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحادثات التجارية مع الصين بأنها تسير “بشكل جيد” فيما أبدى ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يضع حدا للحرب التجارية التي افتعلها بفرض رسوم جمركية على واردات بضائعها في وقت ردت عليه بكين بالمثل.
واتفق البلدان بعد قمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جي بينغ في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس في الأول من كانون الأول الماضي على الدخول في مفاوضات بينهما وتجميد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي كان مقررا لها أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني على شريحة جديدة من البضائع الصينية حتى الثاني من آذار على أقل تقدير.
الحرب التجارية بين الجانبين كانت بدأت بعد قيام الرئيس الامريكي أواخر أيلول الماضي بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية في اطار سياسات العقوبات الاقتصادية التى تتبعها واشنطن ضد الدول المستقلة والتي لا تسير وفق نهجها وهو ما ردت عليه الصين بالمثل.
وفرض ترامب رسوما على سلع صينية بمئات المليارات من الدولارات وهدد بالمزيد من الضغط على بكين لتغيير ممارساتها بشأن مسائل تتنوع من الدعم الصناعي إلى حقوق الملكية الفكرية والقرصنة وردت الصين بفرض رسوم خاصة بها.
وتواجه سياسات ترامب الداخلية والخارجية والقائمة على التناقضات وفرض العقوبات على الدول الرافضة للهيمنة الأمريكية انتقادات حادة سواء من السياسيين الأمريكيين الديمقراطيين والجمهوريين أو من مختلف السياسيين في العالم لما تحدثه من هزات سياسية واقتصادية وتجارية على الصعيد العالمي.
نوال جليس