فنزويلا ستنتصر ويجب دعمها..
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
صعدت التشافيزية في فنزويلا في العقد الاخير من القرن الماضي، وشكّلت علامةً فارقةً في أمريكا اللاتينية والكاريبي بشخص وكاريزما تشافيز القائد الثوري الذي جاء من بين الفقراء، وحاول كضابطٍ وطنيٍّ بالانقلاب وفشل ثم سجن وعاد الى العمل الثوري الشعبي حاملاً الدستور بيده، وفي قلبه وعقله مصالح فقراء شعبه، واسترشد بقادة امريكا اللاتينية الكبار كمثل بوليفار محررها والساعي الى وحدتها وتأبّط تجربة جيفارا، وكاسترو، ولم يترك صورة جمال عبد الناصر دون أن يشهرها في وجه المستعربين ويسترشد بتجربته.
عرفت الثورية الشافيزية من أين وكيف تأكل كتف أمريكا في القارة المنهوبة، فتساوقت مع زعمها بتعميم الديمقراطية والانتخابات، وحصد تشافيز نتائج باهرةً في الصناديق، وعندما بلغ السلطة غيّر في أركانها وسياساتها وإدارتها وتحوّل بفنزويلا وثرواتها من أن تكون في جيوب السماسرة والفاسدين وعملاء امريكا وشركاتها النفطية الى بناء المنازل والمشافي والمدارس وتأمين الوجبات الغذائية للفقراء وبناء المساكن…
فنزويلا من أكبر بلدان القارة المفقرة، وفيها اكبر الاحتياطات النفطية، ولها الكثير من الثروات الباطنية والزراعية والصناعية والقدرات، لكن “اليانكي” الامريكي وضعها تحت منظاره وقرّر على مدى قرنٍ سحقها وتحويلها الى مجرد مزرعةٍ يعبث بها القتلة الاقتصاديون وينهب النفط و يحرم الشعب الفنزويلي وشعوب القارة من السيادة والامان والاستقرار والتقدم..
تحالف تشافيز مع كوبا، فحاصروا امريكا في القارة واسقطوا ادواتها، وايقظت التشافيزية احلام التحرر والسيادة والوحدة تحت شعار البوليفارية..
ففنزويلا تشافيز ومادورو، متمردون، وثوار، وورثة الحركات الثورية في القارة، وحلفاء كوبا التي حولت اطول حصار في التاريخ الى عناصر قوة واصبحت تحاصر امريكا في بيتها وحديقتها الخلفية…
ولأنّه ثوريّ أممي تحرري ويعرف أنّ الثورة في بلده لن يكتب لها النجاح والاستمرار اذا لم تهزم الامبريالية في كل مكان، انتدب ثورته وبلده وامكاناتها لدعم القوى الثورية وقوى المقاومة والتمرد على الامبريالية الامريكية، وأسند شعوب ودول المقاومة والتمرد، وصارت قضية فلسطين وفكّ الحصار عن ايران، وفكّ الحصار عن سورية وتموينها بالمشتقات النفطية مهمته الاولى، كما إسناد شعوب القارة اللاتينية بالنفط الرخيص…
الامريكيّ العدواني استيقظ على خطأه التاريخي بأنه ترك القارة التي كانت السبب في تحول الرأسمالية الامريكية الى الامبريالية والعولمة، وانشغل باسقاط العرب واقليمهم ليؤمن نفسه في قيادة العالم لقرن اخر، بيد ان المقاومة المستميتة ألحقت الخسائر بأمريكا وجيوشها واقتصادها، واضطرتها – مع تقرير بيكر هاملتون- للاعتراف بالهزيمة وتغيير اشرعتها الى اسيا والباسيفيك ومحاولات العودة الى الحديقة الخلفية، فجعلت من فنزويلا ومن تشافيز الهدف المحوري للسياسات الامريكية العدوانية وتركزت الحملة على حصار فنزويلا، وتجويعها، ومنعها من استخراج وانتاج نفطها، ودفعها للانهيار الاقتصادي، واشعلت الشارع بتوترات اجتماعية، وبانقسامات عامودية وحاولت عبر ادواتها في الجيش الانقلاب على تشافيز الذي نجا بانحياز الجيش لثورته، وبنهوض الشارع وتطويق الانقلابيين…
شُيع تشافيز في اكبر التظاهرات الوداعية تأثرا وتقديرا لما بذله من اجل فنزويلا والشعوب، وكان للقضية الفلسطينية أولوية مطلقة في سياساته، وترك فنزويلا أمانة بيد رفيقه مادورو الذي استمر وفيّاً لنهجه ولم يغيّر واستمرت امريكا تحاول معه بكل ما استطاعت، فاعجزها الشعب الفنزويلي واعطى مادورو صوته في الصناديق…
وبنتائج الفشل المتراكم، واشتداد ازمة امريكا وعجزها وانقسامات مؤسساتها الحاكمة، أصبح ترامب يتصرف على قاعدة “انا اعمى ما بشوف انا ضراب السيوف”، واقدم على خطوة غير مسبوقة بدفع رجله في فنزويلا لاعلان نفسه رئيسا، في سعي انقلابي يقدم بذاته وبخطواته عناصر فشله وانهياره، في انتهاك خطير للقواعد القانونية والمؤسساتية والدستورية، ناهيك عن عدم وجود قاعدة شعبية قادرة، وليس له في الجيش ومؤسسات الدولة من يحميه، فقط يحتمي الانقلابيون باعلان ترامب المستعجل الاعتراف بهم…
فنزويلا الجيش والحركة التشافيزية، لن تهزم، وستنتصر، وأمريكا الترامبية المأزومة والمنسحبة من سورية ومن إقليم العرب والاسلام غير امريكا التي كانت صاعدة وقادرة على فرض ارادتها وعملائها في امريكا اللاتينية..
ونحن نقاتل امريكا مباشرة ونهزمها ونهزم وسائطها من التركي الى الاسرائيلي وحلفهم، ويهزم الارهاب المتوحش في بلادنا وتتعرض حليفتنا الموثوقة فنزويلا والقارة المتمردة للتآمر الانقلابي، فمن اول واجباتنا والتزاماتنا ان نكون مع فنزويلا وثورتها وان نساندها بكل الامكانات المتاحة، ونندد ونشجب بقوة تلك المحاولة الانقلابية من الامريكي الذي يغرق في الاوحال ويحاول اخر ما يستطيع، والشعوب وحركاتها الثورية والمقاومة في المرصاد وقد بات الزمن لها وستنتصر…