إيران تفجّر الصراع في واشنطن، وتضع عهد ترامب على الحد الفاصل!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
حربٌ بكلّ المقاييس واللّغات والاتّهامات الحادّة تجري في واشنطن تنذر بتطوّراتٍ متسارعةٍ ونوعيّةٍ في انعكاساتها على أمريكا واستقرار سياساتها، وعلى دورها واستراتيجياتها العالمية وسياساتها الخارجية والعدوانية.
سبعة عشر وكالة أمنٍ أمريكيّةٍ تعتبر عصب الدولة العميقة وقبضة دولة الأمن القومي أصدرت تقريراً جلّه وتفاصيله تعاكس إرادات ترامب وادّعاءاته، ويمثّل التقرير طلقةً قاتلةً لعهده، يضعه على مفترق الطرق في زمنه الرئاسيّ الفاصل.
التقرير قال: إنّ داعش ما زالت باقية، وإنّ المهمة في سوريا والعراق لم تُنجز بعد، وبهذا تكذيبٌ فاضح لحجة ترامب في تبرير قراره سحب القوات الامريكية من شرق سوريا.
التقرير قال: إنّ كوريا الشمالية لن تسلّم ملفّها النووي، ولن تنصاع لأمريكا، وهذا ردٌّ حازمٌ على ادّعاءات ترامب بأنّه حقّق مكاسب من التصالح مع كوريا ورئيسها، وخطوةٌ استباقيةٌ من الوكالات لإجهاض القمة الجديدة قبل عقدها.
وقال التقرير ما هو أهمّ وأخطر بكثير، فقد جزم بأنّ إيران، وبرغم تمزيق ترامب للملف النووي، قد التزمت ببنود الاتفاق ولم تخالفه، وأنّها برغم الحصار الشديد والاجراءات التعسّفية قادرةٌ على الصمود والتعافي وبناء اقتصادها الوطنيّ المستقل، وقال التقرير أشياء أخرى تعاكس ما يدّعيه ترامب…
ما جاء في التقرير واتفاق الوكالات السبعة عشر على ذات اللغة والنص والوقائع والاستنتاجات، مثّل صدمةً حاسمةً لترامب وسياساته ورهاناته، بل هو خطوةٌ نوعيّةٌ نادرةٌ في صراعات واشنطن لحدّتها وتصادمها مع ساكن البيت الابيض، بما يفيد بأنّ التقرير هو أقرب ليكون خطوةً انقلابيةً تشهر عداء المؤسسة لترامب، وتضعه في الزاوية الحرجة وتفشل كل جهوده وتعلن الحرب التي لا هوادة بها لإسقاطه، ولمنعه من التجديد، ولمنعه من أن يحكم متفرّدا وعبر تغريداته التويترية…
وترامب المعاند والعارف لما يريد، والمسنود من قوةٍ تُهاب في امريكا ودولتها العميقة، وممثّل لوبي الأمركة في وجه لوبي العولمة المستند الى حزب الحرب وأجهزة دولة الأمن القومي، ردّ متعجرفاً وبكلامٍ قاسٍ لم يُستخدم من قبل في واشنطن، فاعتبر التقريرمنتج أطفالٍ أمّيين ودعا قادة أجهزته إلى العودة إلى المدرسة… يا لها من حربٍ تشتعل نارها وينشر فيها الغسيل الامريكي الوسخ….
مفاد التقرير: ان الاجهزة تتهم الرئيس بالدجل والكذب والفبركات، والرئيس يردّ بأن معدّي التقرير أولاد شوارع وبلا تعليم “اغبياء” وبلا فقهٍ في الأمن والعسكرية والمصداقية…
بعيدا عن حروب واشنطن الداخلية ودرجة الغليان التي بلغتها، يفيد التقرير وردّ ترامب بأن كل من وقف في وجه أمريكا كان صادقا، وجادّا ووطنيّا وكانت رهاناته دقيقة وصحيحة، فأمريكا يحكمها جهلة، وكاذبون…!!
والتقرير إن لم يفعل شيئا، ومهما كانت دوافع الوكالات السبعة عشر، إنما قدم شهادة نوعية لإيران وقيادتها وسياساتها ومنطقها وقدراتها وقوتها وحكمة إداراتها للملف النووي، وهذه وحدها تكفي للقول إنّ حلف المقاومة إلى نصرٍ جديدٍ ونوعيّ، وقد بات عنصراً فاعلاً وحاسماً في إشعال الحروب في الادارة الامريكية وبين أركانها على عكس ما كانته أمريكا أو كانت توصف بأنها تدير الحكومات والنخب والاحزاب وتقودها في بلاد العالم…
أمريكا ورئيسها والعلاقة بين تكتلاتها على صفيحٍ ساخنٍ وقد أشعل النار فيها حلف المقاومة في سوريا والعرا ق وكوريا الشمالية واللاعب القادر ايران.
أمريكا وصراعاتها تقترب من لحظة الحسم أو المحاولة، فمن ينقلب أولاً ترامب، أم يحاول البنتاغون والوكالات الاطاحة به؟؟…