مشروع تصفية القضية الفلسطينية يتقدّم على مشاريع جديدة وخطرة… لا بدّ من جبهة وطنيّة شعبيّة قبل خراب البصرة…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
التقصير عندما يتفشّى وتزداد مخاطره، يصبح في نتائجه بمثابة الخيانة الوطنيّة العظمى…
الانشغال بالتفاصيل وبتأمين الذّات وجلب المصالح الفرديّة أو الحزبيّة على حساب الكلّ والقضيّة الوطنيّة والشعبيّة لا تقلّ مخاطره التدميرية عن الخيانه العظمى…
البحث عن المكاسب الصغيرة وترك الأمور الكبرى على مجاريها دون وعيها والتصدّي لها، نتائجه كالسوابق وأعمق خطراً وأكثر تدميراً…
تجاهل ما بلغه المخطط الامريكي الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وعدم التنبّه لما يجري من تحضيراتٍ عمليّةٍ والإحجام عن الحراك العمليّ والجمعيّ للمواجهة كأولويّة مطلقة، يعني في واقع الأمر الانخراط به، ولا فرق إن كان بوعيٍ أو بدون وعي….
فالمخطط للتصفية معلنٌ والمسارات مكشوفة، والجهات المنخرطة معروفةٌ وتشهر نفسها بلا مواربة أو إخفاء…
والأخطر ما هو جارٍ بين حماس والسلطة والفصائل في توفير شروط وأسباب نجاح المخطط الجهنمي، وكأن الأطراف منخرطةٌ به عن سبق تصميمٍ ووعيٍ أو عن غباءٍ واشتغالٍ بالتفاصيل، ويتبدّى في تسعير الصراعات بين السلطة وفتح من جهة وحماس من الاخرى، وكلا الطرفين يسارع للاحتماء من الرمضاء بالنار….
لم يفسر لنا أحدٌ لماذا حلّ أبو مازن المجلس التشريعي وأقال الحكومة، فما هي المصلحة الوطنيّة العليا، ولماذا سحب المراقبين من معبر رفح، وما الذي ستؤدي إليه هذه الخطوات، وسلطته تعاني من إفلاس ونقص الموارد وحجب المساعدات الامريكية والخليجية، وكأنّ الهدف الوصول بالسلطة إلى الانهيار، فقد أدّت وظيفتها منذ أوسلو وسهّلت لـ”اسرائيل” تحقيق أهدافها كاملةً وباتت خردةً ليست ذات قيمةٍ أو دورٍ في المخطّط الجديد…
وعلى الضفة الأخرى، تبدو المعطيات والمسارات طارحةً للأسئلة، ولا تجد تفسيراتٍ منطقيّةٍ، فحماس تموّل من قطر، ومصر المشتبكة مع قطر في كل الملفات تتفق معها على تمرير الأموال وتخفيف الإجراءات على معبر رفح، وتتّفق معها ومع حماس لتأمين غلاف غزة وإراحة الاسرائيلي بتحقيق شروطه، وتتحوّل غزة من قاعدةٍ محرّرةٍ وقوّةٍ صلبةٍ في عملية التحرير الى السعي لتأمينها مالياً واقتصادياً واجتماعياً.. وبدل هدف تحرير فلسطين كلّها يصبح الهدف فكّ الحصار…
الأمور تسير بثباتٍ وسرعةٍ لفكّ ارتباط غزة بالضفة، والجهد الأمريكي الاسرائيلي المصري واضحٌ بمقاصده، والهدف إلحاق غزة بالأمن والخدمات المصرية لإراحة “اسرائيل” من عبئها ولتجزئة القضيّة وتحويلها إلى مربعاتٍ وإمارات ومعازل يتوزع المسؤولية عنها الأطراف الإقليميّون و العالميون لتأمين “اسرائيل”…
في الضفة تجري كل الجهود لإعادة الأردن كوليٍّ أمنيٍّ واجتماعيٍّ لها ولما باتت عليه من معازل محاصرةٍ وانهيار السلطة وقطيعتها مع غزة، يوفّر شروط انتقال المسؤولية إلى الأردن واحتمالات الكونفدرالية لم يعد بعيدا وتجري عملية تأمين حواضنها الإقليمية والأمريكية بتركيز القوات الأمريكية في الأردن وغرب العراق وبإعادة إحياء دورٍ وازنٍ للأردن في الترتيبات الأمريكية الجديدة للمنطقة بعد الانسحاب من سورية والتحضير لإنشاء قاعدةٍ ودولةٍ وظيفيّةٍ بين كردستان وغرب العراق تتواصل مع المملكة والكيان الصهيوني، وطرحت مخططات شقّ الطرق ومدّ أنابيب النفط باتّجاه حيفا….
لم يعد من بدٍّ أو طريقٍ أو جهدٍ لإحباط المخطط التصفويّ الجديد القديم إلّا المسارعة لتشكيل جبهة مقاومة وطنية شعبية توحّد الجهد الفلسطينيّ الوطنيّ وتعزّز التحالف مع حلف المقاومة والعمل الجادّ لإعادة القضيّة واحدةً والعمل لهدفٍ واحدٍ هو تحرير كامل التراب وإنهاء الظاهرة السرطانية، وقد توفّرت أسباب القوّة والشروط لحلف المقاومة، وهذا ما تقوله سورية وإيران ويكرّر التعريف به والحديث عنه السيد حسن نصرالله..
القضية الفلسطينية في خطرٍ جدّيّ من القوى التي استنفذت مشروعيتها واختُبرت في الميدان وتحوّلت إلى عبءٍ كبيرٍ على القضية والشعب…