قممٌ ومؤتمراتٌ لتقرير مصير العرب وإقليمهم… وهم لاهون!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
اجتماعٌ على مستوى وزراء الخارجية بدعوةٍ من أمريكا وحضور حلفائها العرب والمسلمين مع الكيان الصهيونيّ يُعقد في وارسو، والهدف تمرير صفقة القرن، واستهداف ايران وحلف المقاومة…
قمةٌ في سوتشي بين الرؤساء الثلاثة لاتفاق الأستانا يبحث في مصير ادلب والارهاب وشرق الفرات…
اجتماعٌ للفصائل الفلسطينية في موسكو للبحث في مستقبل المصالحة ومستقبل القضية الفلسطينية التي يستعجل الغرب وأمريكا ابتداع خطط ومشاريع لتصفيتها، قبل أن تنجز أمريكا انسحابها من سورية والانسحاب من الاقليم على جدول اعمال ترامب في ولايته الاولى…
موفدو الرئاسة الروسية والامريكية يجوبون المنطقة ويعقدون الاجتماعات مع قادة مصر والسعودية والامارات، ويبحثون في مستقبل العرب من ليبيا الى العراق…
يصبح السؤال المنطقي: وأين العرب أنفسهم، وأين الدول الاسلامية وأين القوى الفلسطينية والفصائل الوطنية الداعية والساعية الى التحرير ورفض الصفقات وتصفية القضية الفلسطينية؟؟؟..
هكذا يكون العرب والمسلمون شعوبا وحركات سياسية وادارات ونخب، كالذين احتلوا المرتبة الاولى في مقاومة ومقارعة السيطرة الامريكية على إقليمهم وعلى العالم وأفلحوا عبر حلف المقاومة وانتصاراته في تحقيق تغييرات نوعية في بنية النظام العالمي وتوازن قواه، وأمّنوا صعود القوى الجديدة، ويؤسّسون بتضحياتهم ودمائهم ودمار عمرانهم الشروط لإنضاج تغيير البيئات الاستراتيجية للصراع العربي الصهيوني ويسهمون بتغييرٍ في حال النظام الاقليمي وقواه التي كانت سائدة…..
وعندما حلّت لحظة إعادة تشكيلهم، وإعادة تشكيل الاقليم على وقع إعادة تشكيل النظام العالمي وتوازناته، نجدهم غائبين عن القرار، وغائبين عن الفعل وليس لهم موقع يقرر، بل يتركون أمرهم بيد الاخرين ليقرروا عنهم وهم منشغلون إما بأزماتهم الحياتية والمعيشية، وفقدان الاساسيات الضرورية، أو محتربين ومتصارعين وكلٌّ يدير ظهره للآخر بينما يلهث خلف الاشارات الامريكية ويهرول وهو يعلم أن اجتماعات وارسو وأخواتها تتمّ على شاكلة اجتماعات “أصدقاء سورية” وأصدقاء ليبيا واليمن والعراق ومؤتمرات إغراق لبنان بالفساد وتطويبه للفاسدين، وبالديون التي أوصلت البلاد والعباد الى حالة يرثى لها فينتحر أبٌ على أبواب مدرسةٍ من المفترض أنها للتعليم المجاني وغير ربحية وتديرها مؤسسة دينية من طائفته…
هل من عاقلٍ ما زال ينخدع باجتماعاتٍ تدعو لها امريكا وتقودها “اسرائيل” وهدفها المعلن تصفية القضية الفلسطينية، وتستهدف حلف المقاومة..
وهل من أحدٍ وطنيٍّ أو عاقلٍ يقبل بما آلت إليه حال الفصائل الفلسطينية والسلطة من صراعات تستدعي تدخل أصدقاء عن بعد لمحاولة المصالحة.
وتكون المفارقة العجيبة الدالّة على ما بلغه عرب التسويات والتصالح والتآمر على العرب وقضاياهم ما يتناوله يوميا أمين عام جامعة المستعربين والتصريح بأن المستعربين لم يتفقوا بعد على إعادة سورية الى جامعتهم…
هذه الوقائع والمفارقات إن كان لها من فعلٍ فيجب أن يحفّز الطلائع الوطنية والقومية والشعبية العربية وحلف المقاومة للسعي وبكل القدرات والامكانات والسرعة لامتلاك مشروع النهوض، واستراتيجياته وتوفير أدواته وأسبابه فقد تحقق زمن هزيمة أمريكا وانتفاء اسباب وعناصر قوة وبقاء الكيان الصهيوني، وتآكل قدرات حكام الدول الوظيفية الناتجة من مقص سايكس بيكو، والبدائل يجب ان تكون اعادة صياغة النظم وتكبير الجغرافيا والسعي لعصرنة وتجديد المشروع القومي العربي… وإلّا فالعرب واقليمهم الى مزيد من الرخاوة والتوترات والغيبوبة لتترك الثروات والجغرافيا الحاكمة والامة التي تميزت بمقاومتها الصلبة، كقطعة جبن يتقاسمها اصحاب المصالح الخارجية لتعزز مكانتهم العالمية وهيمنتهم على الاقليم…