الرئيس الأسد يعلن الحرب على الفساد…. كلّ وجودٍ أجنبيّ سيُعامَل كمحتلّ
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أطلّ الرئيس الأسد كعادته بتوقيتٍ متقنٍ، في لقاءٍ مع ممثّلي المجتمع السوريّ وقواعده الاجتماعية والمناطقيّة، فليس أمراً عابراً أن يكون اللقاء والخطاب مع أعضاء المجالس المحليّة المنتخبة في المناطق والنواحي والتي تمثّل القطاعات الشعبيّة بانتشارها الوطنيّ وعلى امتداد الجغرافيا السورية ….
وإطلالته المتقنة في الشكل والمبنى ومعنى الخطاب وصدقيّته وشفافيّته التي أكّدت أنّه على عهده في قسمه الأوّل أنّه سيبقى المواطن السوري ويلتقي السوريين ويعيش حياتهم ويتعرّف إلى تفاصيلها، فليست هي المرة الوحيدة أو اليتيمة التي يخاطب الأسد فيها شعبه ببساطة وبلغته وبمعرفة تفصيلية بشؤونه وما يعانيه وما يدور من كلامٍ في الوسائط أو بين الناس وفي البيوتات…
قدّم شرحه الوافي لما جرى وما هو جارٍ، ولم يعلن النصر لأنّ الحرب ما زالت على أشدّها وتتفرّع إلى أربع مجالات، فالحرب ضدّ الارهاب وداعميهم ما زالت جاريةً، وكلّ قوةٍ غير سوريةٍ وتواجدت بلا إرادة الحكومة هي قوة احتلالٍ، وهكذا ستُعامَل، وحدّد موقفاً قاطعاً من التدخّلات التركية، وأكّد على أنّ أردوغان إخوانيّ وعميل للأمريكيين، قاطعاً الطريق على أيّ جهدٍ وأيّ كلامٍ عن احتمال قبول سوريا للتصالح مع تركيا أردوغان… وقال إنّ سوريا عرضةٌ للحصارات وتالياً يُعامل الأمر كحربٍ تستوجب الصمود والقتال في وجهها وتفترض وجود إدارةٍ وهيئة أركانٍ للحرب الاقتصادية، وتحدّث عن حرب الجيل الرابع للانترنت وما تتعرّض له سوريا من هجماتٍ منظمةٍ ومن وسائط يديرها معارضون أو أجانب يستهدفونها بكلّ السّبل، وجزم بأنّ الفاسدين وتجار الحرب يخوضون حرباً ضدّ سوريا وشعبها، وبهذا رفع من مسألة خطر الفساد والفاسدين إلى مستوى الحرب المتّسقة مع الحرب على الارهاب والارهابيين، وساوى بين الفاسد والارهابي في إشارةٍ إلى ما سيكون من سياسات ومن وسائل وقرارات لتحقيق النصر في الحرب على الفاسدين وبيئاتهم ومافياتهم….
في كلمته المفصليّة وأمام ممثّلي المجتمع والفاعلين المباشرين في أوساط الشعب السوري والمعنيين بتمثيله وإدارة شؤونه الحياتيّة وتلبية حاجاته، رفع الأسد من منسوب العمل ضدّ التقصير والاحتكار والتلاعب والبيروقراطية وعدم تأمين الضروريات وتوفير أسباب الحياة الكريمة للسوريين الى مستوى خوض الحرب أسوةً بما يفعله الجيش العربي السوري بإسنادٍ واحتضانٍ من الشعب الذي كرّمه الرئيس وأشاد بوطنيّته وصموده كسببٍ أساسيٍّ في ما تحقّق من انتصاراتٍ وما سيكون …
وتناول بإسهابٍ قضية اللّاجئين والمتاجرة الجارية بقضيّتهم، داعيا كلّ السوريين للعودة الى وطنهم والمشاركة في إعادة البناء وتعزيز الوحدة الوطنية…
الرئيس الأسد حدّد بوضوحٍ المهام الرّاهنة وآليات التعامل معها، وحسم بأنّ سوريا لا تقبل بغزاةٍ ولا تفاوضهم ولا تقبل شروطا سياسيةً أو دستوريةً، وأنّ سيادتها وحريتها لا مساومة عليهما، كلامٌ واضحٌ قاله في وجه القاصي والداني، والصديق والأخ والحليف، وليفهم الجميع بأنها سوريا السيدة وتبقى سيدة.