الأصابع الأمريكية في تجديد الصراع الهندي – الباكستاني
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
أمريكا الوكيل الحصري لتصنيع واستخدام الإرهاب المتوحّش تحاول في آسيا…
بينما بدأت أمريكا ترامب الانسحاب من أفغانستان ومفاوضة طالبان في قطر، ووقّعت اتفاقاتٍ أوليّةً لتسريع الانسحاب بما يعنيه من اعترافٍ وإقرارٍ بالهزيمة، ومع شروع طالبان بوضع يدها على أفغانستان مجدّداً، وحيث يجري البحث عن ملاذاتٍ أمينةٍ وساحات عملٍ جديدةٍ للجماعات الإرهابيّة المهزومة في سوريا، وقد تولّت أمريكا احتواءها وإعادة هيكلتها، ونقلها إلى أماكن جديدة، تسارعت الأحداث ونفّذت الجماعات الإرهابيّة أعمالاً نوعيةً في كلٍّ من إيران، والهند انطلاقاً من الأراضي الباكستانية…
إيران هدّدت بالردّ العاصف، واستهداف الارهابيين في باكستان وفي أيّ مكانٍ وأيّة دولةٍ تساندهم… أمّا الهند، فبادرت إلى توجيه ضرباتٍ جويّةٍ لمعسكراتهم في باكستان، وردّت باكستان بعملياتٍ في الهند، وجرى تبادل نارٍ على الحدود في كشمير المقسّمة بين الدولتين النوويّتين والإقليميّتين….
لكلّ الأسباب، ولكون تصاعد مؤشرات الحروب والاشتباكات بين باكستان والهند يقع في ذات زمن الانسحاب الامريكي من أفغانستان بهزيمة، وبدون تحقيق أهداف الغزو والاجتياح عام 2001، تتوجّه أصابع الاتهام لواشنطن، ويجري البحث عن أسبابها وأهدافها في إعطاء الأوامر للإرهابيين بتنفيذ أعمالٍ نوعيةٍ بصورةٍ مفاجئةٍ وبلا مقدّماتٍ في إيران والهند…
ولأنّ أمريكا شبّت على فعل الإبادة والتدمير وتشيب عليه، وهي مهزومةٌ لا يعنيها أن تبقى الدول والاقاليم قويّةً ومتماسكة، فمنطق الاستعمار أن يفتّت وأن يدمّر وألّا يترك خلفه إلّا الفقر والدمار، فهو كالجراد، حيث حلّ يحلّ الخراب، وعندما يغادر لا يترك بنياناً أو مساحاتٍ خضراء… وفي دلائل احتواء ومصالحة داعش وأخواتها في سورية وتأمينها ونقلها في وضح النهار، يصبح الأمر مكشوفاً، فأمريكا على عاداتها وقيمها لن تترك منطقةً هُزِمت فيها إلّا خراباً، ويباساً، وهذا ما تسعى إليه في كشمير وبين باكستان والهند.
يعطف على الاسباب الامريكية الكثير من العناصر، وكلّها في مرمى أمريكا نفسها ومخططاتها، فمحاولاتها المحمومة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي لإسقاط الهند تحت هيمنتها لتوظيفها ضدّ الصين وروسيا ومحاولة اعتمادها دولةً وظيفيّةً لتخديم مشاريعها في آسيا قد فشلت فشلاً ذريعاً، ولم ولن ترضخ الهند الدولة القاريّة والديمقراطية والنووية والصاعدة اقتصادياً وتكنولوجياً لأمر ساكني البيت الابيض وهم في حالة أزمةٍ وتصادم، ولا يمكن للهند أن تغادر آسيويّتها وطبائعها وتحالفاتها الاستراتيجية مع روسيا، وقد فضّلت السلاح الروسيّ على الامريكي، وتقيم أفضل العلاقات الاقتصادية مع الصين ومع إيران وتعمل بواقعيّتها في تأمين مصالحها بدل الارتباط التبعيّ بأمريكا، فلم يعد لأمريكا إلّا محاولات إشعال الحروب مع باكستان وإن لم تستطع فلها في القوى الارهابية التي هي مصنعها ومحتكرها الحصري، فرصة ان تستثمرها وتقوم بتشغيلها لإلهاء الدولتين النوويتين لاستنزافهما ومحاولة استمالة إحداهما، لا سيما وأنّ باكستان نقلت أشرعتها أيضاً إلى الشرق وأقامت أفضل العلاقات الاقتصاديّة والتكامليّة مع الصين، ورفضت محاصرة إيران في سعيها للتحرّر من الهيمنة الامريكية الاسرائيلية…
أمريكا تعبث بآسيا مرةً جديدةً ومن بوابة كشمير واستخدام الارهابيين، فهل تنجح في إطلاق عفاريت حروب تدمير آسيا، فالدولتان المتصادمتان نوويّتان ولهما تاريخٌ من الصراعات المسلّحة؟؟
أم تستطيع باكستان والهند التوصل الى التفاهم ومعهما روسيا والصين والعالم المتضرّر من الحروب ومن مغامرات أمريكا وأدواتها الإرهابيّة، ولهم أن ينجحوا في احتواء التوتر ونقل عجلة الحرب لتصبح ضدّ الارهاب المتوحش ومن يحتكره ويوظّفه؟؟
في سوريا نجحت المحاولة وتوحّد العالم ضدّ الارهاب وتغيّرت قواعد الحروب وأولويّاتها واستهدافاتها، ومن غير المستبعد في آسيا، والجاري في هزيمة أمريكا في فنزويلا مؤشرٌ قويٌّ وحاسم.
هذه هي أمريكا مثل “دراكولا” لا تعيش إلّا على الدماء والحروب والإبادة والتدمير، فهل أزف زمن كفّ يدها وإعادتها إلى جزيرتها مهزومة؟؟