الطائرات الورقيّة تفكّ حصار غزة… فهل تفقد المقاومة وسوريا الوسائل!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
من سخريات الأزمنة والأقدار ما يجري في أرض الواقع، فغزة التي حوصرت منذ عقد وأكثر وهي تقع على مساحة لا تزيد عن 300 كيلو متر مربع، ويعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون، وتمثل أعلى نسبة كثافة سكانية في العالم، تنجح في الصمود والتسليح، وخاضت أربعة حروب أعجزت “اسرائيل” عن اقتحامها أو تغيير أولوياتها والتزاماتها، بل ونجحت منذ ما يقارب السنة بأن أحرجت “اسرائيل” وحلفها وأزّمت حكومة نتنياهو وأربكتها وتسبّبت باستقالة وزير الأمن ليبرمان، ودفعت الحكومة للانتخابات المبكرة… وأدّت أعمال التظاهرات الشعبية لفرض حقّ العودة وابتداع المقاومين لأسلحة بدائية جداً، بتصنيع واستخدام الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فاضطرت نتنياهو والمسؤولين الامريكيين لبذل الجهود وتوسيط مصر وإلزام قطر بدفع رواتب حماس لتأمين التهدئة والحد من التظاهرات ومن استخدام البالونات والطائرات الورقية لأن الكيان الصهيوني لا يستطيع تحمّلها، ومستوطنات غلاف غزة تضغط على حكومة تل أبيب….
في ذات الزمن ومع هذه الوقائع المعاشة، تشدّد أمريكا وحلفها الحصار على سورية وعلى المقاومة في لبنان، وتؤزّم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتؤلّب الرأي العام وتعيد تشغيل محركاتها الاعلامية وتنشيط عملائها في بيروت التي تكثر زيارات المسؤولين الامريكيين لها ويزيدون في إطلاق التصريحات العدوانية ضد المقاومة والتلويح بتشديد الحصار والضغط…
أن تفشل “اسرائيل” ومصر وحلفاء امريكا في تطويع وكسر إرادة غزة برغم كل ما بُذل، وتطلب أمريكا من قطرالتمويل، وتُلزم مصر بفتح دائم لمعبر رفح وبدون وجود مراقبي سلطة أبو مازن، وتتبارى الادارات بإغداق الوعود بالرخاء لغزة لتطويعها بقصد تمرير صفقات التصفية المعمول عليها، يعني الامر بنتائجه درساً قاسياً، وتقدم تجربة غزة طريقا ووسائل لفصائل ودول المقاومة، وتعطي نموذجا واقعيا للاجابة على سؤال: هل سيُخضع الحصار سوريا ويؤزّم المقاومة في لبنان لإسقاطها وتدمير نموذجها وإفقاد سلاحها أهميته في فرض التوازنات..؟؟
نموذج غزة وحالتها وما تحققه لا بدّ أن يُدرّس ولا بدّ من معرفة خاصياته والبناء عليه، فقد يصبح طريق الامم والشعوب لربح حروب الحصارات والصمود..
فأن يبدع فتيان وفتيات غزة بالتظاهر الدائم لإثبات الحق وكشف العدو وتعريته، وأن تستخدم لعب الاطفال وتتحول بين يدي المقاومين الى سلاح فعال يعني ان “اسرائيل” بيت من ورق ودولة من خيوط العنكبوت ….
ويعني ان الشعب وطلائعه المقاومة قادرون على ابتداع الوسائل للتملص من الحصارات، بل وإلزام أمريكا وقيادة الكيان وحلفائه لاسترضاء المقاومة ومحاولات إغرائها بالوعود ولو الكاذبة …
فسرّ غزة يكمن بتلاحم الشعب والمقاومة والثبات على الاهداف والحقوق والعمل الدؤوب للاستثمار في نقاط ضعف العدو …
“اسرائيل” في الجولان وفي شمال فلسطين وجيشها ومستوطناتها والغاصبون هي نفسها في غزة وجنوب فلسطين، وكما ألزمتها غزة بالبحث وتوسيط الاخرين وتدفيعهم كلف تأمين غزة، من المنطقي أن تنجح سورية قلب المقاومة، والمقاومة في لبنان، وهي قوتها القائدة، بأن تضطرّ “اسرائيل” ومن خلفها أمريكا لفكّ الحصار والطلب من أدواتها بتوفير الانفراجات المالية والاقتصادية للبنان وسورية…
أمّا كيف؟؟ فالمنطقيّ التوصية باستخدام البالونات والطائرات الورقية من الجنوب ومن الجولان على ما فعلت غزة…. فهو أقلّ الايمان، فكيف باستخدام العبوات والصواريخ والاسلحة المناسبة ….
فهل تملك غزة أكثر مما تملكه سورية والمقاومة…؟؟
قالها أجدادنا وهم صادقو القول؛ “قطع الارزاق من قطع الاعناق” و”للصبر حدود” فبين أن تجوع المقاومة وشعبها واستخدامها لأوراق قوتها التي اختبرت بالحروب شعرة…
ليعلم القاصي والداني أنّ المقاومة وحلفها أقوياء وقادرون، وكما أذلت غزة “اسرائيل بوسائلها البدائية تستطيع سورية والمقاومة بكل ما لهم من عناصر القوة والقدرات والاسلحة والمقاتلين ان تصيبها بمقتل، واذا كان الحصار لخدمة “اسرائيل” فـ”اسرائيل” ذاتها يجب ان تصبح الهدف وتدفع الثمن…
بتصعيد المقاومة وتنويع وسائلها ووسائطها وجعل “اسرائيل” تدفع الثمن، من الممكن إسقاط ورقة الحصارات والضغط…