التجمع يعقد لقاء سياسياً بعنوان: “الحراك في مصر وتونس.. الافاق والمستقبل”
عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة لقاءً بعنوان “الحراك في مصر وتونس.. الافاق والمستقبل”، حيث استضاف الدكتور صلاح الداوودي منسق شبكة باب المغاربة وعضو الهيئة التأسيسية لفرع التجمع في تونس. والاعلامي المصري الاستاذ عمرو ناصف، وذلك بحضور شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية لبنانية وعربية.
استهل الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار اللقاء بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الشهيد البطل عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت ورفيقيه، ومن ثم قدم قراءته عن الوضع في المنطقة عموما وفي تونس ومصر على وجه الخصوص.
وبالحديث عما حدث في السنوات المنصرمة، أكد د. غدار أن سوريا كشفت المؤامرة منذ اليوم الأول، وكانت الرؤيا لدى قيادتها واضحة لا لبس فيها، وهو ما سهل عليها التعامل مع مجريات الواقع والوقوف في وجه المؤامرات والاعتداءات.
وأشار الى أن هناك معياراً واضحاً على مستوى الامة في الوقت الراهن يمكن ان نقيّم من خلاله المواقف والاصطفافات، هو الموقف من القضية الام – القضية المركزية – قضية فلسطين… مؤكداً أنّ “رهاننا الأكبر اليوم على المناصلين الحقيقيين في تونس ومصر وكل الاقطار، ونتمنى أن يتّحدوا ضد الهيمنة والاستعمار والرجعية، حتى يتسنى لتونس تحقيق نصر سياسي أسوةً بانتصارات محور المقاومة في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين وبذلك سيكون لها الدور الأكبر في تصويب المسار والنهوض بالأمة”.
بدوره، شرح الدكتور الداوودي ما جرى في تونس منذ البداية، حيث قسم النظرة لمجريات الاحداث في تونس الى قسمين: الأول أنه نتاج ما سمي “الربيع العربي”، وهو ما عملت عليه مراكز الدراسات الغربية والولايات المتحدة طويلا. والقسم الآخر الذي اعتبرها “ثورة من أجل الحرية” جاءت لقلب نظام الحكم من صلب القوى الشعبية الثورية الوطنية الخالصة…
وأشار الدكتور الداوودي الى أن من الضرورة بمكان العمل على إعادة تقييم ما جرى خلال السنوات المنصرمة في الإقليم العربي والإسلامي، وكيفية قيام الغرب بالاستفادة من أي حراك في العالم العربي او الإسلامي وقلبه ليصب في المصالح الغربية والاستعمارية. كما لفت الى أن جل السياسات المحلية في العالم العربي تنجر وراء السياسات الخارجية على كل المستويات…
وأكد الدكتور داوودي الشعب التونسي وصل الى النقمة من النظام ومن رأسه، وهي أتت من عدة جوانب ذات صلة بالوضع المعيشي والكرامات والاخلاقيات وغيرها، وعلى الرغم من أن العديد من التسميات تم إلحاقها بموضوع “الثورات” تراوحت بين “ثورة الياسمين” والحرية والكرامة وغيرها الكثير، إلا أن الكثير من هذه التوصيات لا تنطبق على الوضع في تونس، على اعتبار أن هذا البلد شهد مجموعة تحولات تمت صياغتها لتركيب ما يسمى ثورة الياسمين، كما أن جانبا من هذه الثورة كان على حساب الدماء التي بذلت في تلك الفترة، ترافق مع قوة ذاتية عفوية حقيقية من الناس خرجت للمطالبة بحقوقها وكرامتها وحريتها ولو كانت نسبية… بالإضافة الى أن ثمة انقلابا على تلك الحركة العفوية للوصول بالأمور الى ما وصلت اليه.
وفي كلمة للأستاذ عمرو ناصف، لفت الى أن مصر منذ حرب 1973 بدا أن هناك تغييرا في توجهات السلطة، وبعدها في عهد مبارك وعلى مدى ثلاثين سنة، وهما فترتان لا يمكن بأي شكل من الاشكال الدفاع عن أي جانب منهما… وفي حراك 1977 عمت المظاهرات شوارع مصر من أقصاها الى أقصاها، وهو ما فاجأ أنور السادات وكان قاب قوسين أو أدنى من الهرب من مصر.
وفيما يتعلق بحراك 2011، لم يكن بالإمكان لأحد أن يشكك بانطلاقة الأحداث في مصر، فمن نزل الى الشارع كان يريد التعبير عن غضبه، وكانت أقصى المطالبات تقول برحيل حسني مبارك الذي استطاع بخطابه استثارة عواطف الناس وكان واضحا أن عدد المتظاهرين في ميدان التحرير قد تضاءل بشكل كبير للغاية الى ان قامت قناة “الجزيرة” بتعظيم المشهد وفبركة التظاهرات وادعت ان هناك مليوني متظاهر في ميدان التحرير ليبدأ الناس بالعودة مجددا الى التظاهر…
ولفت الى أن موقف الاخوان والسلفيين كان واضحا وصريحا ضد الحراك في بداياته، وحتى باقي الأحزاب والقوى لم يكن لها أيّ تأثير في التظاهرات، والتأثير الوحيد كان لقوى حركة شباب 6 أبريل، والتي كان قوامها من الشباب المثقف والذي كان واضحا انهم لا علاقة لهم بالفكر القومي ولا مشكلة لديهم مع “إسرائيل”…
واللافت ان احدى أيام الجمعة سميت جمعة قندهار!!! كما ان تدخل القرضاوي كان نافرا وظهور شعارات مختلفة كان واضحا انها بعيدة عن الموقف الوطني والمطلبي المحق.. حتى ان اقتحام السفارة الإسرائيلية لقي موقفا شاجبا مخزيا من العديد من القوى السياسية… وصولا الى مشاركة بعض الشخصيات المتسلقة من احمد شفيق الى عمرو موسى ومحمد البرادعي أساءت كثيرا الى الحراك.
وأكد ناصف أن عهد محمد مرسي كان من أسوأ الفترات في تاريخ مصر، حيث كان كل ما يحاول فعله تقديم أوراق اعتماد لدى قطر والولايات المتحدة وغيرها، مشيرا الى أن مصر تشهد ممارسات عملية لكيّ الوعي الشعبي ولتزييف مخزون المصريين الثقافي والوطني والقومي، الامر الذي يحتاج الكثير من العمل والنضال والتضحية للخروج من هذه المأزقية واستعادة مصر الدور والمكانة…
وفي الختام شهد اللقاء عددا من المداخلات وحواراً بين عدد من الحضور والضيوف…