تونس… قمة أهل الكهف والجولة يحسمها فخامة الجنرال عون!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
مفارقاتٌ شهدتها قمة تونس الدورية ونتائج يمكن استخلاصها برغم الصورة الباهتة والناعسة لعجائز الأمة وبقايا نظمها العتيقة التي تستعجل الغروب والرحيل بقوة القانون الطبيعي وإرادة القدرة الإلهية وأحكامها المطلقة…
الرئيس السيسي اعتذر، ثم همّ وحضر، وقال كلمته التي تخاطب عرباً من نمطٍ مختلفٍ وتراهن على أنّ أحداً ما زال يسمع خطاب النظم وجامعتهم التي استعربت عندما طردت سورية منها، وأمير قطر الذي كانت إمارته الغازيّة الافتراضية تصول وتجول وتتبجّح بأنها تقود عرب الردّة والخيانة والتآمر على فلسطين والعروبة والإسلام، لم يستطع إكمال جلسة الافتتاح ولم ينتظر وقته ليقول كلاماً يعرف أن أحداً لم يعد مستعداً لسماعه حتى بين كهول الجامعة والنائمين على كراسي القمة إتماماً لنومة أهل الكهف، فعاد أدراجه يلملم خيبته مقرّاً بعودة إمارته الغازيّة والاعلامية الافتراضية الى حجمها الطبيعي كمجرد مشيخةٍ لنواطير النفط والغاز ما زالوا يحكمون بقوة القانون والعادة، وقد اقتربت أيام الرحيل الأبدي عن سدّة الامارات والحكومات صنيعة الاستعمار وأدواته التدميرية للعرب وقضاياهم.
ملوكٌ ورؤساءٌ أكل عليهم الدهر وشرب، نصفهم في حالة سباتٍ ونومٍ عميق، والنصف الاخر في حالة هذيانٍ وارتهابٍ مما سيكون، وتصرفوا وكأنها آخر قممهم.
على خطٍّ موازٍ كان لبنان المتحوّل بتؤدةٍ وبتصميمٍ وثباتٍ الى حلف المقاومة رسميّاً ومن منبر فخامة الرئيس، حضر ومعه عدّته ومنطقه وانتصارات حلف المقاومة، ليضع على طاولة التشريح سيرة الزعماء والشيوخ المفرطين بالعروبة وحقوقها والمتآمرين على شعوبها، والغائبين في سباتهم عن حاجاتها وعن التطورات النوعية الحاصلة، فيستحضر بذهنه المتّقد ورؤيته الاستراتيجية الاستباقية القضايا ويعرضها مؤنّباً الملوك والرؤساء، ومذكّراً بما فعلته أيديهم العابثة والمتآمرة.
أضاءت كلمته على ما هو جارٍ وما يجب أن يكون معلناً لمرةٍ أخرى ومن ذات المنبر أنّ المقاومة حقٌّ وواجبٌ وأنها الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق وفرضها، وأنّ حال العرب لا تسرّ صديقاً، وعليهم أن ينهضوا لمعالجة الازمات وإعادة الاستقرار والحفاظ على السيادة من باب وحدتهم والتمكن من قدراتهم وامكاناتهم.
وفي السياق كشفت قمة الكهول من بقايا أهل الكهف عن تحوّلاتٍ جوهريةٍ جاريةٍ في كل ميدان، ولم يعد من امكانية لإخفائها أو عدم الاقرار بها، فجاء بيان القمة يساوي بين الخطر المزعوم للدور الايراني مع الخطر الحقيقي لمشروع أردوغان العثماني في إشارةٍ دالّةٍ على أنّ بعض العقول بدأت تعرف أين هي مكامن الخطر، ومن الذي انتدبه الامريكي لتخريب الواقع العربي طمعاً في هيمنة العثماني وكيلاً للأمريكي المهزوم والخارج من البيئة يلملم جراحاته ويجرجر أذياله، فحضرت قضية الجولان والقدس عنوةً واخذت مساحة من الخطب الجوفاء والبيان الصوتي المعتاد للقمة…
يومٌ ثقيلٌ كان على المتابعين، والمتطفّلين لمعرفة ما في جعبة بقايا النظم والمشايخ، انتهى الى ما هو مدركٌ ومجربٌ في الظاهرة الصوتية التي لا تفيد بشيء، وزاد في شرح واقع هؤلاء انفضاض قمتهم دون تحديد موعدٍ جديدٍ ودون تحديد الجهة التي ستستضيفها في العام المقبل، وفي هذه اشارات الى انهم يعرفون ويتحسسون احتمال ألّا يكونوا وألّا تكون حالة العرب على ما خَبِروها وحاولوا تكريسها أبديّاً، فزمن المقاومة وسيادتها قد فرض نفسه.
في قمة المستعربين وبرغم كل السلبيات جاءت بعض الاشارات على أنّ عاما ينحسر على أهل الكهف بضوءٍ كاشفٍ في نهاية النفق يدل على أنّ الزمن تغيّر والحتميّ أن تتغيّر الوجوه والاصطفافات والتشكيلات والمؤسسات…
تبقى التحية واجبةً لفخامة الرئيس العماد عون، ولأهل غزة وللمقاومين على كل الجبهات، والذين يؤكدون على الحق المثبت بأنّ الجولان عربية سورية والقدس ستبقى وتعود عاصمة أبدية لفلسطين الحرة والسيدة ولن يغير في الحال كلام هواء او وريقات يوقعها ترامب المنسحب من سورية مقرّا بهزيمة أمريكا وحلفها كمقدمةٍ للانسحاب من إقليم العرب والمسلمين والانكفاء على امريكا وازماتها…