كي لا تضيع تضحيات غزة، ولتصبح منصة إسقاط صفقة الوهن.. غزة تستحق الإسناد والدعم
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
منذ خلقت لتكون كحدودٍ للعربية القديمة والرابط مع عرب النيل وشمال افريقيا، وهي تقوم على مهمة حماية الثغور وتأمين شريان الاتصال، وسميت غزة هاشم لشدّة بأسها وانتمائها الى أرض الرسالات والرسل…
لا يتسع المجال لتعداد واقعاتها التاريخية وتسطير قيمتها، فالمهم أن يقرّ لها ما تفعله كامتداد لما كانت عليه وكمؤشرات صارخة على دورها المحوري في زمن المقاومة وعصر الانتصارات بعد أن ولّى عصر الهزائم…
لم تستسلم منذ سقطت تحت الاحتلال الاسرائيلي، ولعبت دورا محوريا في إنشاء وتجديد حركات المقاومة الفلسطينية، وتكفّلت مهمة اسقاط مشاريع وصفقات الخيانة، وقبل ان تصبح بيت ولادة حركة حماس والجهاد كانت بيت ولادة فتح وبيت شباب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجيفارا غزة الذي أرّق الاحتلال… ولأنها قابضةٌ على جمر المقاومة والايمان، قال فيها شمعون بيرز: أحلم يوميا لو أن الله يلقي بغزة في البحر، وبدل أن تتحقق احلامه ألقت غزة به وببلطجية الاستيطان في حالة الغيبوبة والموت قهرا كحالة شارون الذي وضع اساس الاستيطان في غلافها واضطرته الى تفكيك المستوطنات وترحيلها، ثم رحل الى الغيبوبة.
وغزة أسقطت سلطة أبو مازن وصحبه الذين استعجلوا وراثة عرفات بهاجس تصفية المقاومة وتجريدها من السلاح لخدمة الاستيطان وتأبيد الكيان وتمرير صفقات تصفية القضية الفلسطينية، فانتخبت حماس كمنظمة تقود الكفاح المسلّح وتحرّم مبدأ التفاوض والتفريط في الارض الوقف..
وغزة، منذ سنة، بعد أن طال اشتباك الفلسطينيين بعضهم ببعض، وقعدت قياداتهم عن فعل المقاومة والتحرير، والتهت بعض فصائلهم بمكاسبها او بمحاولات تلزيم القضية الفلسطينية الى دول وحركات سياسية ودينية، قررت أنها تموت بالرصاص وبالدخان ولن تسجل على نفسها أنها باعت روحها وتاريخها أو قبلت من يبيع من منصتها..
تظاهرت غزة عن بكرة أبيها الى الشريط الشائك، وعنونت تظاهراتها بتظاهرات العودة الكبرى وفي هذا مؤشر عبقري ومعرفة بأصول وقواعد واستحقاقات المراحل والمهام التاريخية، فقد أدارت ظهرها لكل كلام معسول عن صفقات قرن وعن محاولات تصفية وعن املاءات ومشاريع لمقايضة غزة وفلسطين ببضعة مشاريع وهمية على الورق، وقررت غزة ان تذهل العالم بقدراتها، فابتدعت الطائرة الورقية الحارقة، ومجرد التجمهر والتظاهر على الشريط، فأربكت “إسرائيل” وامريكا وعوالمهم وألزمت أمريكا أن تأمر قطر بدفع الاموال، وأن تأمر مصر بتمريرها وفتح معبر رفح بلا شروط كانت تضعها.
بعد سنة لم تكلّ غزة ولم تتعب واستطاعت ان تستحضر قضية فلسطين والعودة وأن تعرّي المستعربين، وان تصفع ليبرمان وان تجعل ايام نتنياهو عصيبة، وألزمته أن يقف على شروطها للتهدئة إن كان يرغب بأن يبقى رئيسا لوزراء الكيان المتداعي والمنتهي الصلاحية والفاقد للقدرة على الاستمرار ولو بدعم وإسناد من بوتين ومن ترامب ومن المستعربين والخائفين المرتجفين من وهم الصفقات ووهم ان امريكا و”إسرائيل” اقوياء..
لا خوف على غزة أو منها ولن تنجح هذه أو تلك من الفصائل في مقايضة المسألة الوطنية ببضعة مشاريع وهمية وورقية، لكن غزة التي حققت كل هذا والجميع نائم عن القضية الفلسطينية او مشغول بنفسه وبحروبه تستحق الاسناد وأقلّه من ابناء فلسطين ومن اللاجئين في الشتات، ومن كل من يتضامن مع فلسطين..
يمكن اسناد غزة ودعمها وفك عزلتها وتأمينها بالغذاء والحاجات عبر طرائق غير الخضوع للاحتلال ومهادنته ومصالحته، وموجب الكل اليوم ان يعمل الجهد لتأسيس واطلاق الجبهة الوطنية الشعبية للصمود والمقاومة داخل وخارج فلسطين، وموجب اللاجئين وفصائلهم والحركات القومية والاسلامية ان تساندهم في تنظيم تظاهرات كل يوم جمعة وبموعد غزة على طول الحدود وامام السفارات الاسرائيلية والامريكية وسفارات المستعربين للتأكيد على ان غزة تقاتل عن فلسطين، وهي عنوانها وقضيتها، وانتصار غزة يسقط صفقة الوهن ويقرب يوم العودة المؤكد حصوله.
غزة تستحق والشعب الفلسطيني وحلفاؤه لن يعجزوا….
فلتكن مبادرات جدية وفورية.. وهكذا تعود القضية عامل توحيد لا تفريق وبهذا يعاد استحضارها وصياغتها وتمنع محاولات المساومة وتمرير صفقة الوهن الترامبية..