Featuredمتفرقاتنخبة المقالات

رؤية الناصرية لثورة 1919

د. جمال زهران

نظمت وزارة الثقافة احتفالية علمية بثورة 1919م، على مدى ثلاثة أيام فى الفترة من السبت 16- 18 مارس 2019م، وذلك بمقر المجلس الأعلى للثقافة. وأعطت مسئولية الإعداد لهذا المؤتمر العلمى للسيد فخرى عبدالنور (سكرتير عام حزب الوفد الأسبق).

وقد رعت الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، الاحتفالية بتنظيم مؤتمر علمى وبجلسات متوازية فى الوقت نفسه وافتتاح رسمى فى المسرح الصغير بالأوبرا.

وقد شاركت فى اليوم الثالث لهذه الندوة العلمية وحضرت جلسات هذا وخاصة الجلسة التى تضمنت الرؤية الناصرية لثورة 1919م، وشارك فى هذه الجلسة د. جمال شقرة، د.عماد أبو غازي، أ. عبد العظيم حماد، وآخرون وأدار الجلسة د. أحمد الشربيني.

وحضرها عدد من القامات العلمية الأكاديمية والكثير من طلاب المتحدثين وأغلبهم ينتمون إلى المدرسة التاريخية، ومن بين الحضور دكتورة هدى عبد الناصر. وقد عرضت مداخلة من جانبى تتعلق بالرؤية الناصرية وأساسها الفلسفى والسياسي، تعليقًا على المتحدثين على المنصة. حيث دارت مداخلتى حول ضرورة التركيز على رؤية عبد الناصر ونظامه ووثائقه. ومن خلال دراستى العلمية لموقف ناصر والثورة من ثورة 1919م، أشرت إلى أن الزعيم جمال عبد الناصر من بدايات خطبه ووثيقته فلسفة الثورة ووثيقة الميثاق، وعلى مدى خطبه كلها، لم ينل من ثورة 1919م إلا بالتقدير والاحترام. ففى خطاب عيد الثورة الأول (22/7/1953)، قال ناصر: إن الاستعمار استطاع أن يقضى على ثورة 1919م، واستمر أعوان الاستعمار يعاونونه، حتى فشلت الثورة… وفى الميثاق الوطنى الذى صدر عام 1962م، أشاد بثورة عرابى عام 1882م، باعتبارها قمة رد الفعل الثورى ضد النكسة، وكان الاحتلال البريطانى العسكرى لمصر سنة 1882م، هو التعبير عن إرادة الاستعمار وسلطة الخديو ضد الشعب، فى استمرار بقاء النكسة ومواصلة القهر والاستغلال ضد شعب مصر.

وما بين أحمد عرابى حتى 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي. وركب سعد زغلول قمة الموجة الثورية الجديدة، يقود النضال الشعبى العنيد الذى وجهت إليه الضربات المتلاحقة أكثر من (100) عام متواصلة دون أن يستسلم أو ينهزم. وتضمن الميثاق عبارة واضحة هي: أن ثورة الشعب المصرى سنة 1919م، تستحق الدراسة الطويلة، فإن الأسباب التى أدت إلى فشلها، هى نفس الأسباب التى حركت حوافز الثورة فى سنة 1952م. وتكررت هذه العبارات وبصياغات مختلفة فى خطب عبد الناصر، ووثائق الثورة، كما أشرت، وهى ترتكز على عدة أسس هي:

-إن ثورة 1919م، هى فعل شعبي، ومن ثم فلها كل التقدير والاحترام، بعيدًا عن الأشخاص.

-إن ثورة 1919م هى مرحلة من التحركات الشعبية والانتفاضات الثورية من الشعب لاسترداد حقوقه المشروعة فى الحرية والاستقلال، ولم تكن نبتا شيطانيا، بل تتويجًا لما سبقها فى قيام ثورة عرابي، وأصوات مصطفى كامل ومحمد فريد، والكثير من المفكرين أمثال محمد عبده، ولطفى السيد، وقاسم أمين، وغيرهم ممن نادوا بأن تكون مصر للمصريين وبتحرير المرأة وبالإصلاح الدينى الحقيقي.

-إن الرؤية الناصرية تجاه ثورة الشعب فى 1919م، ترى أن فشل الثورة فى تحقيق أهدافها فى الحرية والاستقلال، هو الذى كان سببًا فى قيام الثورة فى 23 يوليو 1952م.

-إن الناصرية ترى أن الشعب المصرى فى قيامه ببطولات ثورية كبري، هو الذى يسعى إلى فرض إرادته على الجميع، ومن ثم فإن كل انتفاضاته هى حلقات متصلة، لا يمكن إنكار إحداها لمصلحة أخري. فكل حلقة هى تتويج لما سبقها وبداية لما بعدها. لذلك فعبد الناصر كان دائم التأكيد أن الشعب هو السيد، وصاحب السيادة والسلطة، والمسئولين فى مواقعهم هم خدام هذا الشعب. بل إنه أعلى من قيمة الشعب حينما وصل به إلى أنه الملهم للسياسيين فى صياغة مشروعات النهضة. ولذلك خاض بالشعب معارك التحرر والاستقلال ونجح فى ذلك تمامًا.

يزعم البعض أنها حققت الديمقراطية، وحققت دستور 1923م، وتناسى هؤلاء أن الدستور تم إيقافه فى عام 1929م، وعاد تحت الضغط الشعبى عام 1933م، وتأسست جماعة الإخوان 1928م، بتخطيط إنجليزى لتكون شوكة فى ظهر العمل السياسى والديمقراطى وتوظيف للدين فى السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى