تفجيرات الفجيرة استدعاء الحرب… أو الشروع بالتفاوض؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
سجّلت قناة الميادين المحسوبة على حلف المقاومة سبقاً إعلاميا من صلب مهمتها -وتحسب قوة أي وسيلة بحجم وطبيعة ما تسجله من سبق – وسبقها في الاعلان عن وقوع انفجارات في ميناء الفجيرة فجرا، عززته بإعلان ارقام واسماء بعض ناقلات النفط التي تضررت، بينما الحكومة الإماراتية والاعلام الاخر ارتبك، نفيٌ في البداية، ثم اعترافٌ خجول، وجاء إعلان السعودية عن تضرّر ناقلتي نفط سعوديتين لتؤكد صدقية الميادين…
وقعت “أعمال التخريب” بحسب اعلان الامارات في زمن قاتل، وحيث التصعيد الايراني الامريكي في أعلى مراتبه، والايدي على الزناد.
مناورات ترامب المعروفة جاءت على تقاليد العادة “جزرة التفاوض” وارسال رقم خاص للقيادة الايرانية عبر سويسرا، وعرض عضلات منفوخة…
القيادة الايرانية قبلت التحدي، ولم تبادر الى مهاتفته، ووضعت شروطها المحقة للتفاوض، وفي اولها وقف كل الاجراءات العدوانية الحصارية، والاقرار بإيران قوة اقليمية، وصاحبة حق، وموجب امريكا المعتدية العودة الى العقل والى جوهر الاتفاق، وقبول خطوطها الحمر…
والعالم على درجة من الاستنفار والترقب، جاء خبر كالصاعقة على الرؤوس، تفجيرات في ميناء الفجيرة استهدفت ناقلات نفط، او بحسب الاعلان المرتبك للإمارات اعمال تخريب في سفن تجارية في المياه الاقليمية.
ميناء الفجيرة، اعد باستعجال كبديل لمضيق هرمز في نقل النفط الخليجي الى بحر العرب بعيدا عن الحق القانوني لإيران بإقفال المضيق ومراقبته.
اذن: التخريب “التفجير” وقع خارج المضيق، فليس من مسؤولية امنية او سيادية لإيران، واستهدف ناقلات نفط حصرا، برغم ان الميناء والمياه الاقليمية تعج بكل انواع السفن التجارية.
من فعلها؟ وهل نتيجتها الحرب؟ ام التفاوض؟
الاحداث الانقلابية والكبيرة والحروب العالمية والمحلية في تجارب التاريخ تتسبب بها احداث عابرة ففي زمن غير عادي تؤدي الى الحريق الهائل كشرارة النار التي لا أثر لها في الغابة في الشتاء والربيع بينما هي كالصاعق في البارود في الصيف والخريف، هنا نار وهناك نار إلا أن الاشتعال مختلف بسبب الظروف والزمن.
فالحدث، هو أشبه بانفجار صاعق في برميل بارود، فهل ينفجر؟؟
الاعلام والحكومات المحسوبة على اعداء إيران يستعرضون ويكيّفون المعطيات والتحليلات للتأشير على مسؤولية إيران، والعكس نجده نشطا في تحميل امريكا وحلفها وادواتها المسؤولية واحتمال ان تكون جهة ثالثة خلف العمل منطقي جدا، “فإسرائيل” لها أذرع وقادرة وكانت قد فعلتها مرات، ولها مصلحة، وكذا جماعات الارهاب المهزومة والساعية للاستثمار في حروب توفر لها فرص، وهي قادرة ايضا وذكية وتعرف من اين تؤكل الكتف.
العملية متقنة، ومدروسة لجهة المكان والاهداف والزمان فمن فعلها يعرف ان الجاري يمثل لحظة انعطافية نوعية في مستقبل الاقليم واستقراره وفي مستقبل امريكا وعناصر قوتها ونتائج مناوراتها.
فأيّاً كان الطرف الذي فعلها وأياً كانت اهدافه وقراءاته، فالحدث بذاته وكسبب بمجرد وقوعه أصبح نتيجة، تستوجب البناء عليها وتصبح سببا في تحولات نوعية، إما الحرب؟ أو التفاوض؟ ولم يعد من وقت للضغوط والمناورات، واستعراض العضلات..
الجواب في عهدة ترامب وحلفه، فإيران متهمة، وإيران مظلومة، وإيران تحت الضغوط الهائلة، وليس لها ما تخسره، واعلنت انها جاهزة للحرب او للتفاوض بكرامة وشرف، وسبق ان اعلنت إما كل النفط من الاقليم او لا نفط، وامريكا وحلفها اعتادوا على فبركة الاحداث والروايات الكاذبة لتبرير الحروب، وقد حصلت على ما يبرر لها الحرب…
الغابة شديدة اليباس وجاهزة للحريق، من يطفئ الشرارة قبل ان تلتهمها؟؟
القرار بيد ترامب، وحشوده، كما هو في يد مشيخات الخليج وحلفائها والكيان الصهيوني، فان قرر الضغط على الزناد وقع يوم القيامة، وان تردد فتصير الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي والرأي العام الامريكي والعالمي عنصرا لاجماً للمغامرة الحمقاء..
والتكتم، وغياب رد الفعل الامريكي، والاصرار على اتهام إيران، وصمت روسيا والصين، وحجم استعدادات حلف المقاومة وجديته، واتساع مسرح الحرب، واختلال ميزان القوى لصالح إيران وحلفها، عناصر عملية وموضوعية تلجم المغامرات الحمقاء في الزمن القاتل…
ليس امام ترامب إلا ان يبادر هو للاتصال بالرقم الذهبي للجنرال قاسم سليمان فلن يحاوره في الادارة الايرانية الا سليماني فكل مفاوض ايراني كسليماني في الميدان.
عملية الفجيرة، تنهي زمن الضبابية، والاستعراضات، والتهويل وتضع الامور بين حدي التفاوض او الانفجار.