أردوغان يغدر باستانا وإيران أيضاً… ولن يوفر روسيا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
التطورات المتسارعة في الأزمة السورية وفي العدوانية الترامبية ضد إيران واستهداف روسيا، تضع الرئيس أردوغان أمام الاستحقاقات ومفترق الحسم، فلم يعد لديه الكثير من مساحات المناورة وموضوعاتها…
أعلن صراحةً وبالممارسة العملية، وانخرط جيشه وأدواته في الدفاع عن مواقع النصرة والقوى الارهابية في إدلب والارياف، وزجّ بقدرات تركيا وعملائها لحماية النصرة وأخواتها، فانكشفت لعبته، فتركيا بقيادة آخر مواقع دولة الاخوان المسلمين دولة ارهابية راعية ومصنّعة وحامية للتوحش.
ضمانات أستانا ووعود أردوغان وتوقيع وزير دفاعه أمام بوتين تبخرت، فبلغ السيل الزبى، ولم يعد من حجةٍ لروسيا بالرهان أو الهدن معه، وفي الاسابيع القادمة من الراجح ان ينقلب عليها ويستجيب لضغوط ترامب وينسحب من صفقة “اس 400” لصالح تعزيز الشراكة مع الناتو والـ “اف35” الامريكية.
ما فعله كان متوقعا ومعروفا في سوريا، وبإزاء التزاماته وتعهداته في الأستانا وسوتشي، ليس مفاجئا، وليس صادما، ولن يقدّم أو يؤخر، وربما يصبح مفاجئا، على قاعدة “لا تكرهوا شيئا لعلّه خير لكم”، وروسيا أغلب الظن تعرفه، فاستثمرت في الوقت وعملت بمبدأ “الحق الكذاب الى الباب”.
العنصر المفاجئ للبعض هو انقلاب أردوغان على التحالف الاستراتيجي مع إيران، وطعنها من الظهر بخنجره المسموم على عادته، فمن يخون ويغدر مرة يفعلها كل مرة… فقد التزمت تركيا الحصار الامريكي وتوقفت عن شراء النفط الايراني وعن التبادلات الاقتصادية والمالية، وفي هذه هو يعبر عن طبيعته وعن سياسات “الاخوان المسلمين” المعتادة، فلم يفِ أحدهم بوعد أو بالتزام بإزاء الاخرين مهما كانت أهميتهم وما قدموا لهم.
وسيفعلها فور انتهاء انتخابات الإعادة في اسطنبول، في الحالتين إن هو حقق هدفه بالانقلاب على نتائج الصناديق لاستعادتها، أو خسر، فسينقلب على وعوده المستجدة والمؤقتة للكرد، ولن يعطِ أوجلان مكاسب، وما يفعله اليوم ويقوله مجرد مناورة لكسب أصوات الكرد في اسطنبول. فمن غدر بالأسد وانقلب عليه، وبالروسي والايراني وسوابقه في الغدر بالتركي وصناديق الانتخابات، سينقلب مؤكدا ويغدر بكل من يصدقه ويتعاون معه.
عسى ان يتعلم الاكراد من التجربة قبل ان تنفذ صلاحياتهم في سوريا وفي اسطنبول وأن يسهموا في إسقاطه باكرا. فمن شبّ على شيء شاب عليه.