سبعة عقود والشعب الفلسطيني يناضل ويقاوم ويقدم تضحيات كبيرة ولا يزال لم تنكسر إرادته، ولم تستطع جرائم العدو الصهيوني المستمرة أن تدفعه لأن يفرط بحقوقه الوطنية وثوابته، فالشعب الفلسطيني لم يتغير ولم تنحرف بوصلته عن تحقيق أحلامه بالعودة إلى أراضيه التي هجر منها، وهكذا سيواصل مسيرته التي خطها بدمائه غير ابه بكل المخططات الصهيو-امريكية ومن يقف معها من عرب ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان بقبولهم بـ”صفقة ترامب” التي يشكل باكورتها مؤتمر البحرين.
استكمالا لتحضيرات مؤتمر المنامة المشؤوم الذي سيعقد في 25 و26 من الشهر الجاري، أكد رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو اشتراك وفد “إسرائيلي” في ورشة البحرين المزمع عقدها الأسبوع المقبل والخاصة بالشق الاقتصادي من ما يسمى “صفقة القرن” الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وجاء على لسان نتنياهو في تصريحات صحفية بعد ظهر امس الثلاثاء، أن الورشة تأتي تتويجًا للجهود الأمريكية بضمان مستقبل أفضل وحل مشاكل المنطقة، وفق زعمه، مضيفا “نقيم علاقات سرية وعلنية مع الكثير من زعماء العالم العربي ولدينا علاقات مع غالبية الدول العربية، وبخصوص ورشة البحرين فسيتواجد بها بالطبع ممثلون إسرائيليون”.
من جهة أخرى نقلت “رويترز” عن مصادر مطلعة أن المؤتمر سيحضره الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يؤاف مردخاي، الذي كان في وقت سابق يترأس مكتب تنسيق الحكومة الإسرائيلية في المناطق، أي الهيئة الإسرائيلية التابعة لوزارة الجيش والمسؤولة عن التنسيق مع السلطة في الشؤون المدنية. كما سيحضر المؤتمر مدير مستشفى “إسرائيلي” ونشطاء اجتماعيون، حسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وفي تعقيب على ذلك، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم ان “تباهي رئيس حكومة الاحتلال، بأن شخصيات إسرائيلية ستحضر ورشة البحرين، يؤكد الخدمة الواضحة التي تقدمها هذه الورشة للاحتلال ومخططاته، وتشجعه على استمرار عدوانه على شعبنا”.
وطالب قاسم، في تصريحٍ صحفي، جميع الأطراف، وخاصة الدول العربية، بالامتناع عن حضور ورشة البحرين التي تهدف بالأساس لتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
ودعا الجامعة العربية إلى الطلب من كل الدول الأعضاء فيها رفض حضور هذه الورشة.
من جانبه حذر القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، احمد المدلل، من كون “صفقة القرن” لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية فحسب، وإنما تستهدف وجود الأمة العربية والإسلامية بتجزئة المجزأ وتغذية الصراعات بين مكوناتها وسحق هوتيها ومسخ عقيدتها وتاريخها.
ونبه إلى أن: أمريكا وبأيدٍ وأموال عربية تريد تشييع جنازة القضية الفلسطينية من خلال مأتم الورشة الاقتصادية التي ستعقدها في المنامة لتكتمل فصول مؤامرة “صفقة القرن” وتحويل قضيتنا من قضية سياسية وحقوق وثوابت وطنية إلى رشوة بأموال عربية للفلسطينيين للتنازل عن فلسطين.
ونوه المدلل إلى أن حالات التطبيع العربي مع العدو الصهيوني، لا تعدو كونها شرعنةً للاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين.
ودعا المدلل، أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم أن يشاركوا في كل الفعاليات والمؤتمرات الشعبية والمسيرات والاعتصامات، التي ستخرج لحظات انعقاد الورشة لتكون صرخةً مدويةً رفضاً لتمرير “صفقة القرن”.
وطالب أبناء الأمتين العربية والاسلامية وأحرار العالم بأن يشاركوا الشعب الفلسطيني غضبه في وجه أمريكا، التي تعلن الحرب ليس فقط على الفلسطينيين، ولكن على المحافل الدولية التي تقر بحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.
وفي سياق متصل قال الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الموقف الفلسطيني والإجماع الدولي وصمود القرار المستقل مرة أخرى، هو الذي حافظ على القدس، والمقدسات، والهوية الفلسطينية.
وأكد أبو ردينة في بيان صحفي، الثلاثاء، أن: أي لقاء سواء في البحرين أو غيرها ومن دون العنوان الفلسطيني الشرعي يثبت أن واشنطن لا تستطيع ولن تنجح بمفردها في تحقيق أي شيء.
وأضاف أن موقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية من الثوابت وعلى رأسها القدس والأسرى والهوية الفلسطينية هو الذي سيفشل أي مؤامرات أو ورشة أو لقاء.
الى ذلك، أعلنت جمعية الوفاق الوطني البحرينية عن تنظيم منتدى بعنوان “السيادة من أجل السلام والازدهار” احتجاجا على استضافة البحرين ورشة عمل تمهيدا لإعلان الولايات المتحدة ما يعرف بصفقة ترامب.
وقالت الجمعية إن المنتدى سيُعقد بمشاركة فلسطينية وعربية، “للتأكيد على الرفض الفلسطيني والعربي والبحريني لمشاريع الارتماء في حضن الصهاينة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وآخرها مشروع صفقة القرن الذي يشكل زلزالا كبيرا جدا”.
وأعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن تنظيم منتدى بعنوان (السيادة من أجل السلام والازدهار) وذلك بالقرب من إنعقاد مؤتمر المنامة الداعم للصهاينة والممهد لصفقة ترامب.
وأوضحت أن المنتدى سيعقد في العاصمة اللبنانية بيروت في الثاني والعشرين من يونيو الجاري، وذلك نظرا لصعوبة انعقاده في البحرين، التي “خصصت كل قواها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية لخدمة ورعاية المشروع الصهيوني وحمايته من خلال استضافة أولى خطوات صفقة القرن، وعملت السلطات على تكميم الأفواه وقمع كل من له رأي آخر”.
وأعلنت الولايات المتحدة والبحرين في بيان مشترك، أن العاصمة المنامة ستستضيف في 25 و26 من يونيو الجاري، مؤتمرا “لتشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية”، وأعلن القادة الفلسطينيون مقاطعته، فيما أعلنت عدة دول عربية نيتها المشاركة في المؤتمر بينها السعودية والإمارات ومصر، بينما أعلن العراق ولبنان عدم مشاركتهما.