حراكٌ عربيٌّ شعبيٌّ رفضاً لورشة البحرين وتعود فلسطين أولويةً وحافز توحيد…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي ليعم خيار المقاومة
في الرباط العاصمة المغربية تظاهرات شعبية حاشدة ترفع العلم الفلسطيني واليافطات رفضا لصفقة القرن وورشة البحرين.
وفي عمان العاصمة الاردنية تظاهرات شعبية حاشدة لذات السبب وتحت ذات العلم، ويكتسب الحراك الاجتماعي طابعا وطنيا وقوميا..
وفي دمشق وبيروت وطهران مظاهرات، ولقاءات ومؤتمرات وحشود شعبية وإعلامية ونخبوية واجتماعات وحملات توعية وإرشاد وشرح ، فكلّ أشكال النضال فاعلةٌ وواثقةٌ من النصر لكونها مستندةً الى دول وجيوش ومقاومات انتصبت قاماتها منذ زمن لإسقاط كلّ الصفقات، وأسقطت بالجهود والتضحيات والسلاح ما هو أخطر من ورشة البحرين ومن كذبة صفقة القرن والوهن، وتبقي يدها على الزناد، ويسقط الدفاع الجوي الايراني درّة انتاج وزارة الدفاع الامريكية وتقانتها من السلاح المسيّر التجسّسي، فيرتدع ترامب وفريقه الصقريّ، ويلوذ مرةً بعد مرة باستجداء التفاوض، ويكرّر قولته “لنجعل إيران عظيمةً” وكأنّ عظمة إيران أمرٌ بيده هو وليس بيد شعبها وقيادتها الفذّة التي جعلت منها دولةً عظيمةً عنوةً عن الأمريكيّ وحلفه واعتداءاته وعقوباته، فصنعت الثورة الاسلامية منها دولةً ذات مكانةٍ وقدرةٍ على صفع أمريكا وهي في عزّ حالة هياجها وعنتريّاتها الكلامية والتويترية…
وفي فلسطين، تلتهب الحالة الوطنية والثورية المقاومة التي لم تترك الساحة ولم تلقي السلاح من يدها، ولم تستسلم ولا تخلّت عن الحقّ لحظةً واحدةً، ولم ولن تدّخر فرصةً أو طريقةً أو سلاحاً لتأكيد عروبة فلسطين والحقّ الكامل فيها غير القابل للتفاوض أو التنازل، وتعيش حالة إضرابٍ وتظاهراتٍ مستمرةٍ حتى إسقاط وهم صفقة التوهين، والرهان على صدور أبناء غزة وإبداعاتهم ومقاومتهم التي لا تستكين وتشقّ عصا التاريخ وتبدع من العدم وسائط فعلٍ كالطائرات الورقية والبالونات الحارقة…
ففي العواصم الذليلة بحكامها وأسرها ومشيخاتها النفطية، ارتباكٌ وأزماتٌ وانكسار، وتسقط رهاناتهم وتنكشف أوهامهم على سراب، وترامب ذاته الذي دأب على وصفهم بالبقرة الحلوب، يجدّد كلامه “إننا نحتاج أموالهم فلا قيمه لهم إلّا بما يستطيعون دفعه”، ولن تفيد زيارات بومبيو ومحاولاته شدّ أزرهم إذا لم يدفعوا الخوّة، وعندما لا يستطيعون فبيعهم في سوق النخاسة حلُّ ترامبيّ للخلاص منهم…
في البحرين كان يجري الحديث والحملة بوصفه مؤتمراً، وقيل فيه إنّه فاتحة خطوات تطبيق وإنجاز صفقة القرن، وبقدرة المقاومة والشعوب تحوّل في الاعلام الى ورشة، والورشة تتحول الى مجرد مظاهرة إعلامية باهتة، اضطر الكثيرون لمقاطعتها ولتخفيض منسوب تمثيلهم فيها إلى أدنى حدٍّ ممكن، ويحضرون على مستوىً متدنٍّ لأنّهم أدركوا أنّها محاولة بائسة سقطت قبل أن تبدأ وأن ليس بجعبة كوشنير إلّا ابتزازهم بالأموال وفرض أجندته عليهم وتدفيعهم ما لا يستطيعون عليه…
والأهم أنّ في البحرين شعباً ثائراً صامداً صلباً لم يترك الساحات ولم ترهبه المشانق وأحكام الاعدامات والترحيل وسحب الجنسية، ويلاقي المهرولين إلى “الورشة” بالرفض، ويشهر في وجوههم الكالحة تهمة الخيانة الوطنية والقومية، وحيث وجدت قوى وجاليات بحرينية تسجل معارضتها وتدير اللقاءات لرفض ما اختارته الأسرة الحاكمة ولن يقبل شعب البحرين أن يوصم وأن توصم عاصمتهم بأنّها كانت يوماً ملاذاً لورشٍ أو منابر للتآمر على القضية الفلسطينية وعلى حقوق الامة…
شعب البحرين بالمرصاد وفعل المقاومين في كل الساحات حاضرٌ ومؤسّسٌ لحقبةٍ جديدة، وشوارع العواصم العربية تعود الى الحراك بعد طول سبات…
إنها مؤشرات النهضة من جديد، وتعود فلسطين القضية المحورية وعلمها يرفرف في التظاهرات ويتحول ربيع التدمير الى حراك يستنهض الهمّة الوطنية والقومية وينسجم مع حقائق الازمنة ويطابق حقيقة أنّ خيار الامة الوحيد والاكثر دقة والثابتة صحته هو المقاومة…