كلمة د. يحيى غدار في اللقاء السياسي ضد ورشة البحرين وصفقة القرن
ورشة الخيانة في البحرين… مجرد فرصة للإعلام الاسرائيلي
المضحك أنّ الصحافة الاسرائيلية وكبار كتّابها وخبراء الكيان، يسخرون من كوشنير ومن اجتماعاته في البحرين، ومن صفقة القرن وملياراتها التي لم ولن تحصل وليس هنالك من يدفعها، وهي مجرّد وعودٍ هوائيّةٍ، فهي كاذبةٌ ولا تزيد عمّا يدفع بطريقة أو أخرى، وجلّها مشاريع ورقية وديون مرهقة، فأفضل ما وصفت به الورشة جاء على لسان الصحافة الاسرائيلية: “سفينة كوشنير في صحراء قاحلة”…
السخرية في الإعلام الإسرائيليّ الرزين والوازن من كوشنير ومن صفقته، يبعث برسالةٍ عمليّةٍ لمن يهتمّ بالصراع العربي – الاسرائيلي واحتمالات مساراته المستقبلية، وتقطع بما قلناه في التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة بأنها مجرد صفقة وهنٍ ووهمٍ لا أفق لتمريرها…
فالحق يقال أن ليس في جعبة كوشنير إلا محاولة لإعادة صياغة أكاذيب وأوهام ووعود وهمية كانت سوّقتها أمريكا في حقبها الماضية لتمرير صفقاتٍ خطرةٍ كصفقة كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، وكلها حملت ذات الصياغات وذات الاقتراحات وذات الوعود الهوائية ولم تجدِ نفعاً، ولم يحصد من ذهب إلى التطبيع والخيانة والتبعية إلّا الكوارث والأزمات والذلّ، وغالبا السقوط المدوّي والقتل وبأيدٍ اسرائيليةٍ أو بأدواتها وأمريكا…
تذكروا ماذا جرى للسادات، وماذا جرى مع حسني مبارك، وكيف تعاملت أمريكا و”إسرائيل” مع عملائها اللّحديين وما يعانون…
صفقة الوهن انتهت فرصها، وأصلاً لم يكن لها فرصة إذا دقّقنا في زمن طرحها وموازين القوى السائدة، فكيف وبعد أن سطّرت إيران وحرسها الثوري وحلفها المقاوم واحدةً من أكثر المعارك حسماً وأسرع الحروب، وحققت فيها نصراً للحلف برمته وأبعد من الحلف، فصاروخ واحد صناعة إيرانية أطاح بهيبة أمريكا وتهديداتها وعنتريات ترامب الفارغة..
فهذا ترامب، شخصياً، وصقوره، يهرولون ويستجدون إيران للتفاوض، ويلوذون بكلّ حلفائهم والوسطاء للتوسط، وتعلن إيران أنّها على خياراتها لا تستعجل تفاوضاً معه قبل رحيله أو عودته إلى البيت الأبيض ضعيفاً مرتبكاً مضطراً للعودة إلى الاتفاق على ما تريده إيران، وقد زادت من التخصيب وعلّقت بنوداً من الاتفاق وستعلّق المزيد في وجه الاتحاد الأوروبي الذي لم يحفظ مصالحه ولا كان أميناً على تعهداته وتوقيعات قادته…
على وقائع ورشة البحرين، وما تناقلته وسائط الإعلام كافةً وما سخرت منه وسائل الكيان الصهيوني نفسه، أنّها لم تقدّم جديدا، سوى أنها شرّعت وطبّعت العلاقات بين حكومة البحرين والكيان الصهيوني وقد تحولت الورشة إلى مجرّد أفلامٍ استعراضيةٍ للإعلاميين الصهاينة من عاصمةٍ عربيةٍ، وهي وإن كانت عربيةً أصيلةً في شعبها إلّا أنّها تحوّلت مع حكوماتها وقياداتها إلى صهيونيةٍ بامتياز، غير أنّ الشعب البحرينيّ البطل والصابر الصامد المكافح بلا هوادة وبإزاء قضية فلسطين، جدّد وعده وعهده ألّا تدنّس أرض البحرين وتاريخها بالوجود الصهيوني العلني أو السري، والزمن يجري في صالح حلف المقاومة ويشتدّ عوده ويتصلّب وتسير ساعات المواجهات المسلّحة والدبلوماسية والتفاوض والوساطات على ما يريده قادته…
ورشة البحرين انتهت إلى الصفر، فلا حضور وازناً ولا تغطيةً تعّوّم ترامب أو تردّ له بعض قيمته بعد أن أُذِلَّ مع إيران، ولا هي قدّمت لنتنياهو ورقة توتٍ تستر عوراته وتغطي على فساده لتعويمه في الانتخابات الاسرائيلية المزمعة…
والحراك الشعبي في شوارع العرب وفي الكثير من الجديد النوعي والدالّ، والحملة الاعلامية التي رافقت انعقاد الورشة تثبت أنّ زمن النهوض الشعبيّ تحت راية فلسطين وعلمها وبإدارة وقيادة حلف المقاومة المتّسع نفوذه والعائد إلى التظاهرات وشعاراتها هو السائد، ولن تفيد الكيان المأزوم والخاسر للحرب ولن تفيد ترامب المرتبك والمأزوم والعاجز والذي لا يجيد إلّا ابتزاز نواطير النفط لشفط الاموال لا غير، فحتى عراضاته المسلحة وتحرشاته باتت تنعكس بتأزّماتٍ عليه وعلى حلفه وربما على مستقبله السياسي في واشنطن ذاتها…
وأكد بيان التجمع أن المهمّ الآن العمل على الحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني الذي يشكل الحامي الأساسي لحقوق الشعب الفلسطيني ونضالاته، معتبراً أن المطلوب من كل الفصائل التواصل والتنسيق مع السلطة لإحياء منظمة التحرير الفلسطينية وضمّ كل فصائل المقاومة إليها، وذلك مسؤولية تاريخية على كل القيادات الفلسطينية – وخصوصا السلطة – الالتزام بها والعمل بموجبها؛ مشيراً إلى أن على السلطة أن تعلم أنها سيتم استهدافها وممارسة الضغوط عليها بعد إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني الأخير المسمى ورشة البحرين، وذلك لتركيعها وتدفيعها الثمن، ومن هنا يجب أن تعيد دور منظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني ضمن إطار خيار المقاومة لردع أي عدوان على فلسطين قيادات وشعبا”.…
الأربعاء 26 حزيران 2019
التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
الأمين العام: د. يحيى غدار