لبنان أزمة الطبقة السياسية والعنصرية القاتلة…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
الأزمة في لبنان تتفاقم وتزداد ضغطاً، ولا مفرّ من تبدّلٍ جوهريٍّ في طبيعة النظام وتوازناته، فقد أفلست الدولة، والنظام والخطر الماحق يطال الكيان ووظائفه بعد أن فقدها كلّها كما فقدت نظم وجغرافية سايكس بيكو قدرتها على الاستمرار وانفجرت الجغرافيا والشعوب فيها وعليها، ولن تقوى قوةٌ في الكون على إعادة إحيائها…. فالميت لا يعود مهما بُذل لإحيائه….
الأزمة عاتيةٌ وشديدة الوطأة، والانفجار بحسب الخبراء آتٍ آتٍ لا قوّة لمنعه إلا استيقاظ الضمائر والعقول والعودة الى الواقع وفهمه لإدارته ومحاولة تدوير زواياه والتطلع الى علاقات طبيعة مع سوريا والرهان على إعادة إعمارها والاستثمار فيها.
الأزمة المالية عاصفة، وفذلكات الموازنات وتدوير زوايا المحاصصات لحماية الفساد والهدر لم تؤتِ أكلها، وما تقدمت به الحكومة من أرقام وهمية لموازنتها سقطت في اللجنة المالية، وشطبت الكثير من محاولات التذاكي على الناس، ولم تمر ولن تمر – بحسب وعد السيد حسن نصر الله – محاولات تحميل الشعب اللبناني مسؤولية الأزمة والفساد واستمرارها…
ولأنّ الازمة على هذه الدرجة، تفتّق ذهن بعض اللبنانيين من القادة والاحزاب والحركات والتيارات والاعلام، على تصعيد لغة وممارسات عنصرية قبيحة، وعتيقة وعدوانية بحقّ اللاجئين السوريين في لبنان…
من المنطقيّ القول إنّ أزمة اللجوء أرهقت لبنان، والبعض يقول العكس ويعرض لأرقامٍ من التدفقات المالية، والاستثمارات تعطي صورةً معاكسةً، وبعيداً عن هذه وتلك، نلفت إلى أنّ اللجوء السوريّ اضطراريٌّ أصلاً، وفي لبنان والأردن وتركيا، كان بفعل فاعلٍ وجزءاً من مخطط التآمر على سوريا والمتاجرة بدماء وحياة وكرامة السوريين، بينما في سوريا تمّ احتواء اللجوء وعقدت المصالحات مع المسلحين وعاد الكلّ إلى حاضنتها الدافئة…
لماذا يستمرّ اللجوء السوري في لبنان؟ في حقيقة الأمر، لأنّ أمريكا وحلفاءها و”إسرائيل” يتاجرون به، ويريدونه للاستثمار الإعلاميّ والسياسيّ والانتخابيّ، وهذا ما نبّه إليه السيد حسن نصر الله… وفي الحقيقة، إن سوريا لم تمانع بالعودة الكريمة، واللواء عباس ابراهيم يشهد على التسهيلات السورية والرغبة بتأمين العودة، فلماذا لم يعد السوريون برغم تحرير أغلبية سوريا ومناطقها وسيادة الأمن والاستقرار وإزالة الحواجز والمكعبات الاسمنتية من شوارع المدن السورية والتي شهدت حرباً ضروس، “وذات الحواجز والمكعبات لم تزل من شوارع المدن اللبنانية…!!”
والمنطقي طرح سؤال: كيف تعالج المشكلة؟؟ هل بالتصريحات والتعبئة البغيضة والتصرفات الهمجية والعنصرية التي ستنعكس على لبنان بخسائر فادحة وتزيد في الشرخ بين الشعبين؟؟
تعالج المسألة ببساطةٍ ويسر، بأن يملك لبنان وطبقته السياسية الجرأة والسيادة والاستقلال وبأن يرفضوا الاملاءات الغربية والامريكية، وبأن يعالج الأمر بالوسائل الدستورية والقانونية، وبين لبنان وسوريا علاقات دبلوماسية قائمة، واتفاق أخوّةٍ وتعاونٍ هو جزءٌ من وثيقة الوفاق الوطنيّ ومكملٌ لاتفاق الطائف الذي يتغنّى به اللبنانيون، ووزير الخارجية من المفترض أنه صديقٌ لسوريا وكذلك رئيس الجمهورية، وسبق للخارجية السورية أن جاوبت وزير خارجية لبنان على رسالته واحترمته بما يخص القانون رقم 10…
فالطريق إلى تسوية مسألة اللاجئين وتنظيمها وعودتهم إلى سوريا سهلة ويسيرة، فقط يستحق الأمر جدّيةً وعقولاً مستنيرةً ومتحرّرةً من هيمنة الأمريكي والأوروبي والاسرائيلي لا غير…
كفاكم نفخاً في قربٍ مثقوبة، وكفّوا عن اللعب بمصائر الشعب اللبنانيّ ومستقبله وفرصه ومستقبل علاقته ببيئته، ومن أراد تعديل “الطائف” لاستعادة الصلاحيات والامتيازات فاستعادة الامتيازات لا ولا يجب أن تعيد النقاش في هوية لبنان وعلاقاته، فهذه كلفت حرباً وتضحيات، فالعبث بالاستقرار وبالدستور وتعبئة الشارع بالعنصرية أمر يصيب لبنان ومن يحاول فيه هذه الامور الخطرة قبل أن يصيب سوريا أو يؤذي حلف المقاومة…
أزمة الطبقة السياسية الملتهبة وحروبها على التويتر والتغريدات يجب ألّا تطال المسلّمات وإلّا، فلبنان كلّه ينتفي كمسلّمةٍ….
والقول الحقّ، ليس هكذا تؤتى الإبل، وليس هكذا تؤكل الكتف، فمن يبحث عن مكان له وحصص وصلاحيات، فطريقها يمر عبر مسارات أخرى…
لا تعبثوا بلبنان واستقراره ومصالح شعبه ومستقبله…. فكفى حروباً وعنتريات وأوهام وصبيانيات…