في قبرص حطام “اف 35” أم “سام 200″… ومؤشر تطوراتٍ نوعيّة…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
الصراع العربي الصهيوني، وحروب القرن مع العرب وإقليمهم وعليه، بات على عتبة تحولاتٍ نوعيةٍ تغيّر في الأحوال لتغيّر في العرب والاقليم بعد أن غيّرت في العالم وتوازناته وأسّست لإطلاق نظامٍ عالميٍّ جديدٍ شهدت عليه بقوةٍ وكرّسته قمة العشرين في أوساكا- اليابان.
الجيش العربي السوري وحلفاؤه ينتصرون في أخطر الحروب وآخر جولاتها، ويحققون مكاسب نوعية، والحرب على اليمن تنحسر عناصر قوتها فتعلن الامارات الانسحاب كمؤشرٍ على الهزيمة وانتصار الفقراء وأصحاب الحق، والاعتداءات الاسرائيلية على سماء لبنان ومياهه ومنها على سوريا باتت في مأزق “لإسرائيل” وحلفها، فسلاح الدفاع الجوي السوري ما زال يتألق ويصنع المعجزات العسكرية بأسلحته التقليدية والمنتهية الصلاحية، ولم يستخدم بعد أسلحته النوعية الجديدة، ولا هو أدخل أسلحته الأخرى في الاشتباك برغم الإشارات التي قدّمتها الصواريخ من الأرض السوريّة المحرّرة إلى الجولان المحتل، الأمر الذي عمّق من أزمة نتنياهو وأركانه ورهابهم بفتح معركة الجولان وستفتح قريبا بحسب كل الإشارات.
في المعركة الأخيرة، بسبب محاولات الطائرات والبحرية وسلاح الصواريخ الاسرائيلية تهديد دمشق وقصف مواقع في محيطها، أثبت سلاح الدفاع الجوي تألّقه وقدراته النوعية، وأسقط غالبية الصواريخ، فلم يحقق العدوان أهدافه برغم أن “إسرائيل” انتهكت سيادة لبنان الجوية والبحرية وتغطّت بأحداث الجبل وحرائق الدواليب وقطع الطرقات، وأشغلت اللبنانيين عن متابعة العدوان والنهوض للجم الاعتداء على سيادة لبنان…
اللبنانيون شاهدوا المعركة بأم العين، فالطائرات الاسرائيلية ناورت ثم ألقت صواريخها وهربت، بينما صواريخ الدفاع الجوي السوري طاردتها وأسقطت مقذوفاتها، إلّا أنّ الجديد ما حصل في شمال قبرص، وهو الشغل الشاغل للمتابعين، وللخبراء العسكريين…
انفجر جسمٌ غريبٌ وسقط على الأرض القبرصية، ويجري تبادل صورٍ للجسم الذي سقط، بينما البعض قال صاروخ “اس 200” السوفياتي الصنع، قال الآخرون إنّه حطام طائرة “اف 35” أو طائرة مسيّرة مفخخة كبيرة الحجم…
الخبراء، وتحديداً خبراء سلاح الدفاع الجوي السوري والروسي، يجزمون بأنّ الجسم المنفجر ليس صاروخ دفاع جوي، فمن المستحيل أن يصل صاروخ “اس 200” الى قبرص، فلا مداه المجدي ولا محاور إطلاقه ولا إحداثياته، ولا مساراته ولا آليات تشغيله توفّر إمكانيات سقوطه في قبرص، فصواريخ الدفاع الجوي تنفجر في الجو إن هي لم تصب هدفها، وإذا كان جهاز التفجير الذاتي معطلاً فله مدىً أقصى، وبعدها يسقط عامودياً، والمسافات بين منصّة إطلاقه ومكان السقوط تنفي أن يكون صاروخ “اس 200″، أمّا القول إنّه من أصنافٍ جديدةٍ، فسوريا لم تبدأ تشغيل منظومة “اس 300″، وعندما ستبدأ بتشغيلها سيعني ذلك قرار الحرب وتفعيل كلّ الأسلحة المناسبة، وهذه هي طريقة سوريا في خوض المعارك بين الحروب.
وعلى افتراض أنّه صاروخ “اس 200” أو مقذوفٌ من سلاح الدفاع الجوي السوري، فأن يسقط ويشعل الحرائق في قبرص يعني أنّها رسالةٌ بالنار “لإسرائيل” وللبوارج الامريكية في المتوسط، وإنذارٌ بأنّ صواريخ سوريا ومنها المتقادم كـ “اس 200” باتت له فعالية أخرى، فهو قادر أن يسقط في تل أبيب الأقرب من قبرص، وأن يصيب موانئ فلسطين المحتلة والبوارج المنتشرة في البحر المتوسط.
والأرجح أنه طائرةٌ اسرائيلية، ولكونه حطاماً يربك الباحثين، فغالباً هو حطام طائرة “اف 35” كما رجّح موقع “روسيا اليوم”، وموقع روسيا اليوم ليس وسيلة تواصلٍ اجتماعيٍّ ولا هو رسالة “واتس أب” مفبركة، فأن يشير إلى احتمال أن يكون حطام “اف 35” يعني أنّ للخبر مصداقيةً وبداية تسريب، فقد سبق أن سرّب “روسيا اليوم” إصابة طائرة “اف 35” في سماء لبنان، ثم اعترفت به “إسرائيل” وتذرّعت أنّها أصيبت بعطلٍ فنيٍّ أخرجها من الخدمة.
الصراع العربي الصهيوني على عتبة تحولاتٍ كبرى، والحرب، وربما بمبادرة سورية لتشغيل جبهة الجولان، فتطوير وسائط الردّ والتصدي للاعتداءات الجوية والصاروخية الاسرائيلية بلغ ذروةً توجب أو ستفرض الانتقال من المعارك بين الحروب إلى إشعال آخر المعارك في آخر حروب القرن…