هل بدّلت السعودية رجالها في لبنان؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لأوّل مرةٍ يخرج نائبٌ سابق في تيار المستقبل عن النص “خالد الضاهر” وعبر قناة الجديد المحسوبة على قطر، ويجاهر بأنّ الحريري احتُجِز في السعودية وأُسيء له، ويقول كلاماً عن دار الإفتاء وعن معاناة الدعاة والمشايخ وعن تقصيرٍ سعوديٍّ في تأمينهم بالرواتب والحاجات… والنائب السابق كان من أشدّ مناصري السعودية وأكثرهم هجوماً وببذاءةٍ ضد حزب الله والمقاومة، وفي تحفيز أنصاره للاعتداء على السوريين وحافلات نقلهم وعلى صهاريج النفط التي كانت تتوجه لحمص والساحل السوري …
ولأول مرة يذهب رؤساء حكومات “٩٩٩” سابقين الى الرياض للقاء الملك والأمير محمد بن سلمان، ويعقدون لقاءاتٍ في المملكة بينما، رئيس الحكومة سعد الحريري المفترض أنّه الوكيل الحصري للسعودية في قيادة “سنّة” لبنان يبقى معزولا ومتروكا لتنكيل وزير الخارجية جبران باسيل وهجماته على صلاحياته وقراراته بتعطيل الحكومة بالثلث المعطل، بينما يتعرّض الحريري لتشهيرٍ من نوابٍ ووزراء سابقين وحاليين جاؤوا على لوائح المستقبل “المشنوق مثالا” لقبوله انتزاع صلاحيات رئاسة الحكومة والخضوع لابتزاز شركائه في التسويات على ما يزعمون..
وكان قد لفت المراقبون الاحتضان النوعي من سفيري الإمارات والسعودية للوزير مراد بحضورهما معاً احتفالات تخريج طلاب من جامعة آل مراد ….
فالسؤال الملحّ: ماذا يجري في البيئة السنّية اللبنانية وزعاماتها، وما هو مستقبل الحريري والحريرية وتيار المستقبل فيما الجفاء يزداد بين الملك وولي العهد السعودي مع رئيس الحكومة؟… فهل يستقيل ويقيل الحكومة ويضع البلاد في مهب العاصفة وهي في أزمتها الاقتصادية والمالية والصراع على أشدّه كما شهدت جلسة مناقشة الموازنة …؟
أم في الحقيقة تجري الامور كمحاولةٍ لتصوير الرئيس الحريري مستفرداً لدفع حزب الله وحركة أمل للتمسك به أكثر بذريعة احتضانه في مواجهة التخلّي السعودي عنه، وهل تتخلى السعودية عن الرئيس الحريري، واذا تخلت فمن سيكون حصانها الرابح في لبنان…؟ أم باتت السعودية تتصرف على أنّ لبنان لم يعد مهما لمشاريعها ولحروبها المتعثرة في اليمن وبإزاء إيران والمقاومات وسوريا؟؟
أسئلة كثيرة تستدرجها الحالة اللبنانية المأزومة وخاصة وضع الكتلة السنية التي انكفأت في الانتخابات النيابية تاركةً تقرير مسألة زعمائها للناخبين من المذاهب والطوائف الاخرى ….
والملاحظ أنّ رؤساء الحكومات يزعمون زيارة الكويت وهي على تباينٍ مع السعودية وسيزورون مصر التي تتقدم في إجراءاتها لتطوير الازهر وفي قيادة الحلف مع السعودية لمحاربة الاخوان وقطر وتركيا…
الازمة اللبنانية وعجز الطبقة السياسية عن احتوائها تفرخ المزيد من الازمات، فكيف سيكون عمل الحكومة والمؤسسات إذا استمر الحال على ما هو عليه وزاد تخلي السعودية عن المستقبل وعن الرئيس الحريري..