بيـــــــان حزب الرفاه الموريتاني في ذكرى ثورة يوليو
يصادف اليوم 23 يوليو الذكرى السابعة والستين للثورة الناصرية التي فجرها القائد المعلم جمال عبد الناصر، استجابةً منه ومن زملائه في مجلس قيادة الثورة لنداء شعبٍ يئنّ تحت وضعِ مزرٍ تعيشه مصر في تلك الظروف وعلى جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا الأمة العربية والعالم الإسلامي والإفريقي…
وقد استطاع عبد الناصر -رغم المواجهة المريرة التي فرضت عليه وحرمته التقاط الانفاس – بهذه الثورة العظيمة أن يقضي على مخلفات الاستعمار وأن يحرر القرار الوطني المصري من التبعية، فأمّم قناة السويس وأسس قاعدة انطلاق ثورة اجتماعية وسياسية واقتصادية وتعليمية وصناعية، أخرجت مصر من عصر التخلف إلى مرحلة النهضة في جميع المجالات، و أعاد لمصر دورها الطلائعي في أمتها العربية وعالمها الإسلامي وقارتها الإفريقية، فكان صوت عبد الناصر مجلجلا في المحافل الدولية وكانت قراراته صادمة للأعداء والعملاء على حدٍّ سواء، وكان دعمه لحركات التحرير معلنا و شجاعا ومؤثرا .
وإذا كانت الثورة الناصرية قد حققت تلك الإنجازات العظيمة رغم الظروف الصعبة التي واجهها القائد المعلم جمال عبد الناصر، فإن تخليد هذه الذكرى يأتي اليوم في ظروف عربية ودولية غاية في الصعوبة و التعقيد، حيث تمكن الأعداء بفعل غياب القيادات القومية الكبرى من حجم جمال عبد الناصر، من فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية وتكريس التجزئة و تصفية القضية الفلسطينية وآخر تجليات ذلك: المذبحة التي تجري هذه الأيام في مدينة القدس العربية وبشكل بالغ الوقاحة للترويج لصفقة تصفية القضية الفلسطينية، حتى بات نشطاء الخليج يتجولون في شوارع فلسطين المحتلة تشجيعا للاحتلال الصهيوني وترويجا للتطبيع مع هذا الكيان الدخيل….
إننا في حزب الرفاه إذ نخلد اليوم ذكرى الثورة الناصرية العزيزة على قلوبنا فإننا نعلن ما يلي:
1- تشبثنا بالقيم النبيلة التي بشرت بها هذه الثورة وناضل من أجلها القائد المعلم جمال عبد الناصر، ممثلة في خلق مجتمع الكفاية والعدل، وهي القيم التي ستظل نقطة ارتكاز في نضالنا الوطني والقومي وتجربة ثرية نستلهم منها معاني العزة والكرامة والشموخ.
2- دعوتنا الخيرين من أبناء الأمة العربية وعالمنا الإسلامي والإفريقي إلى التماسك والتنسيق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وضع الأمة المتهاوي في طريق الانحدار بفعل الاستعمار الجديد، الذي تمكن من تمزيقها على أساس عرقي وطائفي ومذهبي مقيت، تكريسا لواقع التجزئة وتمكينا للصهاينة والرجعية العربية من مفاصلها.
3- حثّنا القوى الناصرية في موريتانيا على تجاوز سلبيات الماضي والنظر بثقة وتفاؤل إلى المستقبل لتكون مساهمة الناصريين في بناء البلد على قدر ما يختزنون من معانٍ وقيم سامية وطاقات فكرية و بشرية مرموقة ، من أجل بناء موريتانيا متصالحة مع ذاتها، موحدة وعادلة بين جميع ابنائها.
حزب الرفاه
نواكشوط 2019/07/23