بين الدمام وعدن نصرٌ تاريخيٌّ يرتسم
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بصورةٍ متناسقة، وبتكتيكٍ متقن، قصفت القوات الصاروخية لأنصار الله مواقع في الدمام أقصى شرق السعودية، فطار الصاروخ الدقيق الإصابة، والقادر على التملّص من الرادارات ومنظومات الدفاع الجويّ الأمريكية الأغلى ثمناً، 850 كيلو متراً، والتي تديرها قوات أمريكية بعد إعلان ترامب إرسال 500 من الخبراء والعسكريين إلى السعودية بقصد إدارة منظومات الدفاع التي لم تفلح سابقا بذريعة أن السعوديين غير قادرين على قيادتها، فكان صاروخ الدمام هادفاً للحسم بأنّ المنظومة ليست قادرة بإدارة أمريكية أو سعودية أو بالمرتزقة، وأنّ الذكاء الصناعيّ اليمنيّ بات أفضل بدرجاتٍ من منتجات التكنولوجيا الأمريكية الإسرائيلية والأوروبية، وفي زاويةٍ أخرى يقرأ الحدث إسقاطا للفيلم الهوليوودي لاستعراض قدرات صاروخ “حيتس” الاسرائيلي.
وعلى خطٍّ موازٍ، أصاب صاروخٌ حوثيٌّ دقيقٌ موقعاً عسكرياً لمنظومةٍ عسكريةٍ ولتشكيلاتٍ نخبويةٍ أعدّتها الإمارات وتديرها كتشكيلٍ يمنيٍّ لتبرّر انسحابيّتها، وأعادت تنظيم دورها وجهدها في اليمن، وفي مواجهة مخاطر اشتعال حربٍ مع إيران سيكون أول ضحاياها وأكثرهم خسارةً الإماراتيون أصحاب المدن الزجاجية، واللافت أنّ صاروخ الدمام وصاروخ عدن ترافقا مع عبوة كبيرة استهدفت مركز شرطة الشيخ عثمان في وسط مدينة عدن، أدّت لمقتل 13 شرطيا وجرح عدد آخر، وتناظر ذلك الهجوم بآخر استهدف فيه “أنصار الله” حفلا استعراضيا وتدريبيا عسكريا في معسكر الجلاء في المدينة نفسها وذلك بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، مما أدى إلى سقوط 36 قتيلا بينهم قائد اللواء الأول منير اليافعي وعدد من رفاقه، والجدير ذكره أنّ اليافعي كان من ألمع الضباط الموالين للإمارات.
تقانة التكتيك باستخدام مختلف الاسلحة، وبالتوازي قصف شرق السعودية وجنوب اليمن، بحيث رسمت الصواريخ والعبوات والطائرات المسيرة مسرح عمليات جغرافياً واسعاً يطال كل أطراف الصراع في الخليج، فشرق وغرب وشمال السعودية وصولا إلى الكويت وعلى طول الخليج ومشيخاته، الى اقصى جنوب الجزيرة العربية على ابواب باب المندب ترتسم ملامح الحقبة القادمة من الحرب، والمنطقي أن الصواريخ التي اصابت الدمام من شأنها ان تصيب الغرب السعودي على امتداد البحر الاحمر وصولا الى العقبة وفلسطين وفي هذه ايضا رسالة واضحة نارية للكيان الصهيوني.
من نافل القول: إن العمليات العسكرية الاخيرة يمكن قراءتها أنها رسائل ايرانية مغلفة بصواريخ حوثية، وتلك تحمل الكثير من المعطيات العملية وليس فقط الشكلية او التحذيرية، فالحوثيون وحزب الله وفصائل الحشد وسوريا لم تتنكر ولا تتنكر لكونها جزءً أصيلاً من تحالف استراتيجي للمقاومة تشكلت زواياها وتأسست على قواعد ولمدة زمنية مديدة، وخاض حروبا ومعارك وحقق فيها الانتصارات، والحرب مع امريكا او ادواتها مشيخات الخليج والكيان الصهيوني ليست إلا جولة في الحرب العالمية العظمى الجارية، وتمتد مسارح الحرب الى افغانستان حيث تخسر امريكا بصورة مستمرة وتلوذ بالتفاوض مع طالبان لتسليم افغانستان بالتقسيط، الامر المرفوض، والمطلوب ان تسلمها بانسحاب وبهزيمة واضحة تأخذ معها ادواتها المحلية، كما تمتد الحرب والتحالفات الاستراتيجية بصفتها العالمية الى كوريا الشمالية… وما التجارب الاربعة الصاروخية الجديدة الا جولة مقصود منها وبتوقيتها انها تساند الصواريخ الحوثية والاستعدادات الايرانية في الخليج وتتساوق مع تهديدات السيد حسن نصر الله وخريطته لتحرير فلسطين والصلاة في القدس قريبا..
من عدن الى الدمام مرورا بكابول وصولا الى بحر الصين، وعمق اسيا، خريطة القوى العسكرية وتوازناتها ومتغيراتها ترتسم بالحديد والنار، والأهمّ أنّ المبادرة باتت بيد المقاومين وحلفهم الاستراتيجي العالمي والهدف هزيمة أمريكا أولا، فبهزيمتها تنهار أدواتها وتنهار أحجار الدومينو، الأمر الجاري التحضير لحصوله في الزمن القريب والأيام ستشهد.