الإرهاب “الترامبي” يضرب في أمريكا نفسها
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
طابخ السم آكله، ومن سعى وعمل بلا مللٍ طوال قرنٍ لابتلاء العرب بشتى الأخطار والمؤامرات والحروب العدوانية لإذلالهم وتركهم في عراء الانقسام والحروب التدميرية والتخلف ليتمكن الغرب من جغرافيّتهم الحاكمة وثرواتهم الاستراتيجية وأموالهم التي لا تنضب، وإسناد النخب والعائلات والمشايخ في حكم أقطارهم المجزّأة ليسهل هضم حقوقهم ومنعهم من النهوض والقيام، وأخطر المؤامرات الأمريكية الغربية الصهيونية على العرب ابتلاؤهم بالإرهاب المتوحش والحروب بين أبناء جلدتهم الواحدة وأمريكا وحلفها تفرك يدها فرحا وتنظر الى الحرائق من بعيد.
بدأت اللعنات تضرب أمريكا نفسها، والامراض التي عممتها في العرب والعالم أخذت بالتسرب إلى جسمها، فارتد الارهاب الاسود والمتوحش الذي اعدته امريكا ونظمته وسلحته من أموال السعودية ومشيخات الخليج ليرتد الى قلبها ويهز استقرارها ووحدتها المصنعة، ولذات الدوافع والحجج التي أججت في العرب، وعلى منوال أكثر خطورة وشدة مع أولى شراراته وبداياته الدموية.
ففي امريكا رئيس متقلّب، وعنصري، ومعادٍ لكل ما هو غير “انجلوساكسوني” يجاهر بعدائه للإسبان والمهاجرين والسود، والعرب والمسلمين والوافدين، ويصف اعضاءً في مجلس النواب الامريكي بأقذع الاوصاف ويطالبهم بشدّ الرحال والعودة من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم، متناسياً انه من أصول لاجئة وان كل امريكا التي يقود والمتوحشة وصانعة الارهاب الصغير اصولها غير امريكية وهي مجرد دولة صممت على قياس الشركات ومصالحها ونظمها لتأمين الاموال والذهب لخزائن الخمسة الكبار فيها الوارثين للثروات بفعل تمويلهم الحروب الاوروبية والمتاجرة بدماء البشر والأفارقة الذين سيقوا الى أمريكا ببواخر شحن المواشي وقتلوا وألقيت جثث الملايين منهم في المحيط طعاما للحيتان.
أمريكا أصلا والانجلوساكسون فيها هم من اللاجئين، ومن مرتكبي المجازر وأعمال الابادة فقد شبّت على التوحش والحروب والقتل المجاني والعدوانية وتشيب عليها..
غير ان مشيبها وكهولتها بدأت باكرا، وتأتي على يد رئيس ابيض يتصرف كما يتصرف الكاوبوي والعمدة في أمريكا الحقيقية التي عرفها الناس في الافلام الدموية.
الرئيس اللاجئ في اصوله والواصل الى البيت الابيض بخطابه العنصري وبتبنيه لحملة السلاح وتشريع انتشاره بلا قيود ضابطة.
والرئيس الذي يطلق تغريداته العنصرية صباحا ومساء، ويخوض الانتخابات متمسكا بالبيت الابيض الى حد التهديد والتلويح بجموع ومنظمات المسلحين العنصريين، هو من أجّج نزعات العنصرية وأمّن الشروط والبيئات لتكاثر المجموعات المسلحة والعصابات من العجائز البيض الانجلوساكسون…
الشباب الابيض المشبع عنصرية، والمتحفز من نموذجه الرئيس وتغريداته يتحول الى الارهاب الاسود والمتوحش فيقود أحدهم سيارته تسع ساعات ليصل إلى هدفه في ولاية ثانية، وليحقق رسالته التي تركها على وسائط التواصل افتخارا وليحفز آخرين، ويطلق النار بدم بارد على الاطفال والنساء والجموع في المدارس او المطاعم او دور العبادة او الاحتفالات ليحقق نزعته العنصرية بلذة المريض النفسي والمتشبع عدوانية على سيرة أجداده مؤسسي امريكا على جثث عشرات الملايين من اصحاب الارض الاصليين.
الإرهاب “الابيض” يضرب امريكا وكل ارهاب حتى لو وصف بالأبيض هو ارهاب متوحش وكالح السواد، فتكاثر عمليات القتل الجماعي واستهداف الاقليات والملونين وغير البيض الانجلوساكسون امر جارٍ ويتصاعد وليس بعيدا عن أعين وأدوات وأذرع الرئيس ترامب وقد يتصاعد بقرار منه في موسم الانتخابات الرئاسية ومن غير المستبعد أن يأخذ أمريكا إلى التوترات الاثنية والعنصرية فالسلاح متوفر وللجميع والفعل يستوجب ردة فعل…
وإن كنا في طبائعنا وبرامجنا والتزاماتنا ومقاومتنا لا نريد لشعب ان يذهب الى الاحتراب الدموي وقد جرّبناه ودفعنا الكثير في الحروب وبسبب عدوانية أمريكا إلا أن الجاري من وقائع تؤكد ان امريكا وبمبادرة من رئيسها العنصري والعدواني قد ابتليت بأبشع طبائع ونماذج الارهاب وتعود الى سيرتها الاولى التي نشأت عليها فقد هزمت في الخارج والمنطقي ان ترتد وتعود الى تقاليدها في الارهاب والقتل العدواني في داخلها.