غزة تتمخض استعدوا للحرب
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
التفاهمات بين حماس والكيان الصهيوني، وأموال قطر، وتقطير المساعدات وإدخال المواد الأساسية إلى غزة من معابر الكيان أو من مصر، لم تحلّ مشكلة غزة المحاصرة والجاري تجويعها لتنقلب على روحها ومقاومتها الأبدية، وتقبل بمشاريع تصفية القضية الفلسطينية أو اعتبار غزة وبعض سيناء فلسطين كما يخطط ترامب ونتنياهو وحلفهم من المستعربين والمتأسلمين.
إلّا أنّ غزة علّمتنا أنّها مبدعةٌ ومقاومةٌ أبدية، ولا ترفع راية بيضاء، وليس في منطق أهلها الأشاوس كلمة إحباط أو استسلام أو قبول حلول تصفوية للقضية الفلسطينية.
اشتقّت من العدم وسائل بسيطة وأربكت الكيان وفجّرت أزماته السياسية وأجبرت وزير الدفاع على الاستقالة وأقال معه الحكومة، وللمرة الثانية تحاول “إسرائيل” ترميم أزمتها بانتخابات الكنيست وقد لا تفلح، واشتقّت غزة من جوعها ومن البطالة خطوة نضالية عبقرية عندما قررت كل أسبوع أن تحتشد على الشريط الشائك لتقريب يوم العودة الكبرى ولم تتعب أو تكلّ أو تملّ.
ولأنّ الامور ما زالت تراوح مكانها وليس من أمل بوحدة المنظمات والفصائل والسلطة، وكلٌّ يغني على ليلاه، يبدو أنّ غزة قررت أن تفرض الحرب والمواجهات المسلحة باعتبارها الطريق الأقصر لفرض موازين ومعادلات وتوازنات ما بعد انتصارات حلف المقاومة في مختلف الساحات وآخرها ساحة المواجهة بين إيران وأمريكا والغزاة وأنصار الله في اليمن ولاختبار وعود المقاومة اللبنانية وتثبيت أن إطلالات السيد حسن نصر الله وتهديداته ليست مجرّد حرب نفسية، أو إعلانات عن عناصر قوة جديدة غير مجدية.
أربع عمليات عسكرية خلال ايام نفذت من قطاع غزة ونجح فيها المقاومون بالاشتباك مع جنود وضباط العدو داخل فلسطين المحتلة، وتصاعدت عمليات الدهس والسكاكين والسلاح الفردي في الضفة الغربية ما يعطي الاشارات إلى أنّ الصراع العربي الصهيوني بلغ ذروة من الاحتقان والتوتر وانسداد الافاق السياسية والتفاوضية أو الترقيدية، وان الانفجار بات أقرب من الجفن إلى العين.
غزة والضفة ستنفجر في وجه الانقسام الفلسطيني والمساومات والروح الفصائلية الضيقة، والتفاهمات القاصرة مع الكيان ودول إسناده من المستعربين فالحقل أصبح مشبع اليباس والشرارات حارقة في شهر أيلول وتشرين فاستعدوا.