اعادة تكتيف العدو بمعادلات الردع
غالب قنديل
اختبر العدو الصهيوني بدعم أميركي كالعادة فرص كسر معادلات الردع التي تحاصره وتنزع منه زمام المبادرة من خلال وخزات استنزاف تكتيكية تصنف دون خطر الاشتباك الكبير والمباشر عبر خطوك التماس وجبهات القتال وما قد تستدرجه من تبعات مزلزلة داخل الكيان الصهيوني.
في العراق وفي سورية يجرب الصهاينة عدة أنواع من ضربات الاستنزاف وكانوا يحاذرون الضرب في لبنان خوفا من ردود المقاومة الرادعة والقاسية رغم التحليق الدائم والمستمر لطيرانهم المسير والخروقات الدائمة لطيرانهم الحربي الذي يعتدي على الشقيقة سورية من الأجواء اللبنانية ومايزال دون رد أو رادع.
ما من شك في أن الحافز الانتخابي والمأزق السياسي لنتنياهو يدفعه نحو المغامرة بهز قواعد الاشتباك في سورية والعربدة في العراق باستهداف قوات الحشد الشعبي التي تعتبر من أهم ثمار نجاح محور المقاومة في التصدي لغزوة التكفير الاميركية الصهيونية في المنطقة.
النقلة الجديدة في العربدة التي تمثلت في خطوتين متزامنتين وهما ضرب موقع لحزب الله في سورية وسقوط شهيدين من شباب المقاومة وتدبير غارة بالطيران المسير في الضاحية الجنوبية لبيروت وقرب موقع قيادي لحزب الله.
نتنياهو يمارس استعراضا انتخابيا بالنار والجنرالات الصهاينة يحاولون بضربات عدوانية صغرى تعديل قواعد الاشتباك الكبرى.
رد قائد المقاومة السيد حسن نصرالله جاء بتوازن ردع جديد:
أولا قرار المقاومة بمطاردة الطيران الصهيوني المسير في اجواء لبنان وهي اولى خطوات البدء بامتلاك قوة الدفاع الجوي التي تتحاشى السلطات اللبنانية محاولة التحرك للحصول على ادواتها البدائية مراعاة للوصاية الأميركية التي تحجب الأسلحة الدفاعية المجدية عن الجيش اللبناني وتفرض على لبنان منع تنويع مصادر السلاح وحتى عدم قبول الهبات وهو ما يجيز للمقاومة حل معضلة الدفاع في الجو كما سبق ان فعلت في البر والبحر وقد دشن قائد المقاومة هذه المرحلة الجديدة بعد الاعتداء على الضاحية أمس الأول.
ثانيا الرد المفتوح عسكريا من لبنان على خرق قواعد الاشتباك في سورية وكل فلسطين المحتلة بشمالها وعمقها هي ساحة هذا الرد وليست مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ولا حصر الرد بجبهة الجولان المحتل كما حصل سابقا.
ردود دفاعية جدية ورادعة تستهدف ابقاء العدو مكتفا وعاجزا عن المبادرة الى أي عدوان والعبرة قادمة.