العربدة الإسرائيلية واندحار الإرهاب..!!
علي قاسم
لم يكد يُعلن عن تطهير خان شيخون والبلدات المحيطة من الإرهاب، حتى تزاحمت محاولات تجاوز الحدث، وانتصب السؤال عن الخطوة التالية التي لم تلغ من حساباتها ردة فعل منظومة العدوان بما فيها العربدة الإسرائيلية المعتادة لنجدة الإرهابيين.
ما تحقق في الميدان يفترض أنه يحتاج إلى أسابيع، وربما أشهر لهضمه سياسياً وإعلامياً وميدانياً، ولا يمكن لأي عربدة أو عدوان أن يخفف من وهج ما تحقق، من بوابة إدراك الجميع لحجم التطور المفصلي الذي ينطوي عليه تطهير خان شيخون، وحجم الرهان والتعويل الإرهابي عليه مع الحشد والتحشيد من منظومة العدوان.
في الحالين يبدو المشهد أمام متغيّر مفصلي وقيمة مضافة، أفردت مساحات من الشرح المسهب لما هو قادم، باعتبار أن التجربة والحيثيات والتقولات التي دارت حول عملية تطهير خان شيخون وضعت نقطة في آخر السطر، ودشنت مرحلة جديدة لا تزال تتفاعل من منطلق تأكيد الثوابت المعلنة، وفي مقدمها أنّ أي وجود للإرهاب في أي بقعة سيكون هدفاً قادماً، والفرق هنا في التوقيت الذي تتداخل في تحديده جملة عوامل، لا يكون العامل الميداني والحسابات على الأرض العامل الوحيد المؤثر، لكنه القادر على الحسم دائماً في نهاية المطاف.
ما بعد خان شيخون سيكون استمراراً لما قبلها بالمعنى السياسي، رغم الفرق الهائل من الناحية الميدانية، حيث العمل على المسار ذاته، والمتغيّر الفعلي ما راكمه الإنجاز من إضافات، ومن فهم دقيق للحيثيات التي أحاطت بالعملية والتفرعات الناتجة عن الارتدادات والانعكاسات القائمة في ظل مشهد يضيف في كل يوم تحولات نوعية في حتمية سحب الإنجاز على ما تبقى.
لسنا بوارد الإجابة عن الأسئلة المتواترة التي أثارتها وتثيرها بعض الاستنتاجات، لكن من الضرورة بمكان الجزم بحتمية الخطوة التالية التي بدت بدهية من الناحية العملية، وجاء بيان الجيش العربي السوري واضحاً في سياق الجزم أيضاً باستمراره في وتيرة العمل على اجتثاث الإرهاب حيثما وجد، وأيا يكن داعمه أو مموله أو شكله أو تسميته، فالساحة مفتوحة من غرب حلب إلى شمال اللاذقية وما بينهما من خطوط وتقاطعات، وصولاً إلى إدلب وخرائطها التي تتجدد على إيقاع الخطوات المنجزة.
خان شيخون تضيف إلى الإنجاز السوري زخماً إضافياً، وإن كان بحجم يفيض عن كل ما في السطور من التكتيك والإستراتيجية معاً، باعتباره نقطة تحول في مسار مكافحة الإرهاب لن تؤثر فيه عربدة منفلتة، ولن تعدل فيه عدوانية متأصلة داخل المنظومة، ويبنى عليها لاحقاً، وهي ليست منفصلة عما سبقها، وبالضرورة ليست خارج ما سيلحق بها، بل في صميم ما هو قادم، حيث الفرق ليس انعطافاً ميدانياً فحسب، بل يرسم أفقاً جديداً للسياسة حين تقلبَ المعادلات، وتضع حداً نهائياً لكثير من المغالطات.
فالعربدة والعدوان وأدواته – وكالة وأصالة – لا تغير في واقع المواجهة ومسار الحدث ووهجه، فإدلب وسواها من بلدات ومدن وقرى وجغرافيا سورية عانت الإرهاب، ستعود كما عادت خان شيخون، وسيندحر الإرهاب عنها كما اندحر عن سواها، حيث العناوين تتطابق مع التفاصيل، والنصوص تتوافق مع المفردات، والمخرجات هي ذاتها تلك المدخلات التي رسختها بطولات الجيش العربي السوري.