بريطانيا و”إسرائيل” إلى اللّبننة!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
أخفق “ترامب البريطاني” رئيس الحكومة جونسون بوضع المخطط الذي انتدبه ترامب الأصلي لإنجازه، وتلقّى صفعةً مؤلمةً في مجلس العموم الذي رفض الانسحاب من الاتحاد بدون اتفاق، كما رفض الانتخابات المبكرة، وفوق هذا فقد جونسون والمحافظون الأكثرية البرلمانية الداعمة لحكومته.
وبهذا تصبح الدول ومؤسساتها الأكثر عراقةً في التاريخ في حال فراغ سلطة، وفراغ السلطة وتوازناتها التعطيلية وصفةٌ وسمةٌ للأزمات العميقة كأزمات النظام وأزمات الحكم، وبظل التوازن القلق وغياب القوة الحاملة لمشروعات مستقبلية يحل الفراغ والتخبط والمراوحة بالمكان، ما يزيد الازمات ويعممها ويعمقها، وهذا أمر طبيعي بحسب تجارب التاريخ والشعوب، فالعجز والافلاس يستنسخ نفسه في كل المجالات ولا يكون مخرجاً إلا بالترقيع أو التآكل بلوغاً للفوضى، والفوضى أشكال وألوان وتجارب مختلفة …
ما يضرب بريطانيا من أزمة حكم يصيب “إسرائيل” ويضعها أمام حالة فراغ في الحكم والمؤسسات وتخبط في نظامها السياسي، وينعكس التخبط في توليد المزيد من الازمات، وفي كلا السلطتين تبدو أصابع ترامب وصراع لوبيات أمريكا قوى فاعلة ومؤثرة، وفي “إسرائيل” المتخبطة والعاجزة عن إنتاج صيغتها السياسية تتجلى حالة فريدة بسبب أنّها دولة وكيان مصطنع واستيطاني عدواني لا مكان له في جغرافيا وشعوب المنطقة، لهذا يبدو نتنياهو متخبّطاً وأشبه برجل أحمق يقود “إسرائيل” الى المزيد من الانكسارات والاحباطات ويوسّع دائرة الارتباك والارتياب في حالتها السياسية عشية الانتخابات المفصلية، وقد ورّطها بعمليات استعراضية بقصد تأمين فوزه بالانتخابات أو أخذها لحكومة طوارئ تنقذه من السجن وتؤجل حالته حتى تتبين مسارات الانتخابات الأمريكية الرئاسية وورطها بكشف إفلاسها وعجزها العسكري في مواجهة المقاومة اللبنانية التي أدخلت بعملية “أفيفيم” الصراع في حقبة هجومية ..
الفراغ في القصور والحكومات والمؤسسات وعجز الطبقة السياسية عن معالجة أبسط الأزمات وديمومة أزمة النظام والحكم حالةٌ لبنانيةٌ أقلّه منذ خروج السوريين وانكشاف النظام والحكم والطبقة السياسية اللبنانية على العجز الفاقع… وهي حالةٌ لبنانيةٌ خاصّةٌ بدأت تتحوّل إلى شبه عالمية فتصيب بريطانيا والكيان الصهيوني ولن تنجو منها دول الاتحاد الاوروبي المأزومة، والحبل على الجرار …
فراغاتٌ وتعطيلٌ وتوازنٌ قلقٌ في النظم وطبقاتها السياسية السائدة تتحول إلى حالةٍ قابلةٍ للتعميم وقد تضرب الكثير من الدول والنظم في مؤشراتٍ قويةٍ على أنّ ما كان من نظم حكمٍ وقوىً مهيمنةٍ وجغرافيا مستقرة لم تعد قادرة على الاستمرار، وكل من ضربته “اللبننة” سيذهب الى الفوضى على طريقة لبنان أيضا…