دواء مصر؛ أن تلغي كامب ديفيد وتستعيد عروبتها من دمشق
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بغض النظر إن كانت مجموعة فيديوهاتٍ لممثلٍ ومقاولٍ فارٍّ ومهاجرٍ مقيمٍ في الغربة وقد انقلب على شلّة الفساد بعد أن تجاوزته وأوقفت أعطياتها له، فقرر أن يثأر منها بكشف شبكات وآليات الفساد والهدر، واختار لهدفه وبمساندة متربّصين بمصر واستقرارها شنّ هجماتٍ لاذعةً على رأس السلطة محفّزاً الناس للنزول إلى الشارع على ما فعلته سابقا وأطاحت بحسني مبارك وبمرسي…
وبغضّ النظر عما يقال عن أن التظاهرات التي تعجّ بها وسائط التواصل هي مجرّد أفلام مفبركة أو معادٍ بثها من زمن سابق وقبل الولوج بتحليلات معمّقة تجزم نتائجها بعدم توافر الشروط الموضوعية لإعادة تكرار ما جرى سابقا في ميادين مصر وبعدم استبعاد أنّ بالون المقاول مشغولٌ من بقايا النظام السابق والاخوان المسلمين والمجاميع التي طردت من جنة الحكم والفساد في مصر ويقال من بعض قادة سابقين في الجيش تمّ تهميشهم ونزعت مكاسبهم…
بغض النظر عن كلّ ما يقال، يمكن تسجيل واحدةٍ من أهمّ الحقائق التي تتسبّب بفتح مصر على احتمالاتٍ لأحداثٍ نوعيةٍ قد تأخذها إلى الفوضى وهي هدف التحرشات والتدخلات العدوانية الاستعمارية في العرب والمسلمين.
تتثبّت الحقيقة الفاقعة أنّ كلّ أزمات مصر ومخاطر واحتمالات الانهيار تكمن في استمرار العلاقة مع “إسرائيل” وتذلّل قيادات مصر لها والأدوار التي تلعبها السلطة المصرية في حماية الكيان وتأمينه..
وتكمن أيضاً في انشغال مصر عن عروبتها وتجاهل عمقها القوميّ وتمنّع قيادتها عن تقديم وحمل مشروع وطني وقومي عصري يعيدها الى مكانتها وينسجم مع حقيقتها وقدراتها، فغياب هذين الأمرين يضع مصر في كلّ مرحلة أمام مخاطر الانهيار والاستهداف ويستضعفها ويجعل صراعاتها واهتمامات كتلها صغيرة وجزئية تدور بمجملها في ذات المحاور والقضايا الصغيرة، ما يمحي الفروقات بين الاخوان ومشاريعهم وتحالفاتهم والسلطة والجيش وما تسعى إليه، ومصر اليوم تحتاج الى خطوة جريئة لتخرج من عنق الزجاجة تنحصر في كسر الزجاجة التي وضعت فيها بناتج اتفاقات كامب ديفيد الخيانية…
أيّاً كانت دوافع وأسباب الجاري في مصر إنّما تدلّل على استحالة الخروج من الحلقة المفرغة دون التحوّل وعودة مصر إلى مشروعاتها الوطنية والاجتماعية ومشروعها القومي العصري..
قد يكون الممثل المقاول مجرّد بالونٍ أو واجهةٍ أو مجرّد حالة ردّ فعل وانتقام لحرمانه من حصته من الفساد، لكن خروج شباب وناس مصر – ولو بقلّة – إلى الشوارع وتحدي السلطة وأجهزتها مؤشرٌ على حاجة مصر لتستفيق من كبوتها وتحطم زجاجة كامب ديفيد وتتمرد على الخيانة والعمالة..
أمام السلطة المصرية الآن فرصة تاريخية لحماية نفسها وتأمين مصر واستعادة دورها واستعادة مكانتها.
فالأمر برمّته يحسم بخطوتين؛ طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وتمزيق كامب ديفيد والعودة إلى العروبة من بوابتها دمشق…
سوى ذلك آجلا أو عاجلا لن تشفى مصر وسيفتك بها سرطان الخيانة والفوضى وتفريخ الأزمات وسيعبث بها الخراب…